أيمن دعيس *
تمتلئ ملاعب كرة السلة بالكثير من النجوم والأساطير منذ بداية نشأتها، ففي كل عصر وزمان يعُلن عن ميلاد نجم جديد يتربع على عرش قلوب محبي اللعبة، ليبدو كالبطل الذي “يُخلد” التاريخ اسمه بأحرف من ذهب.
ورغم تلك الشعبية والنجومية الكبيرة، لا يعلم الكثير من المتابعين المحطات الشخصية في حياة هؤلاء النجوم، و”كأس المعاناة” التي شربوا منها خلال المباريات.
“حكاية لاعب في مباراة”.. فقرة جديدة تطل فيها “الغد” على قرائها، لسرد “كواليس” بعض الأحداث التي رافقت “ملاحم” أندية ومنتخبات كرة السلة الأردنية، بعد أن كانت دوما الرقم الصعب في المحافل العربية والآسيوية والدولية.
بطل حكاية اليوم، كان دائم الحضور على منصات التتويج، لا يقبل بالخسارة أبدا، إنه “العملاق” أيمن دعيس، الذي كان من دون منازع، بطلا لمباراة منتخبنا الوطني أمام لبنان في مباراة تحديد المركز الثالث ببطولة آسيا (الصين 2009)، والتي منحت الفائز بطاقة العبور لكأس العالم 2010 في تركيا.
ويقول مسؤول الإحصائيات في المنتخب الوطني الأول لكرة السلة، سامر طه، أن هذه المباراة، شهدت انتفاضة أيمن دعيس في الربع الثاني ضد منتخب لبنان، الذي كان يلعب بكامل نجومه، فادي الخطيب وروني صيقلي وجان عبدالنور ومات فرنجيه، ولم يخذل هؤلاء اللاعبين توقعات المحللين، على الأقل حتى نهاية الربع الأول (19-10).
ويسرد سامر طه – الذي عمل مساعدا لمدرب النادي الارثوذكسي الموسم الماضي – بأن نهاية الربع الأول وبداية الربع الثاني، شهدت دخول “العملاق” أيمن دعيس، ولسان حاله يقول لزملائه “اعطوني الكرة واتركوا لي مهمة التسجيل” رغم تمكن لاعبي المنتخب اللبناني من تسجيل العديد من النقاط خلال هذه الفترة، لكن “شلال الثلاثيات” الذي أطلقه أيمن دعيس (5 ثلاثيات) متتالية و”بلوك” على محترفهم الأميركي، أرهق المنتخب اللبناني ووجه تحذيرا شديد اللهجة لهم، بأننا هنا من أجل التأهل.
هذه الانتفاضة، منحت الافضلية لمنتخبنا الوطني، وفتحت أبواب الإبداع أمام اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، حيث كان أيمن دعيس “كلمة السر” في هذه المباراة بتسجيله 27 نقطة، لتنتهي المباراة بفوز منتخبنا الوطني (80-66)، وسط فرحة هستيرية بانجاز التأهل التاريخي الأول لمونديال العمالقة (تركيا 2010).
ويصف أيمن دعيس – عضو اللجنة الفنية بنادي الوحدات لكرة السلة – في تصريحات لـ “الغد”، أن هذه المباراة تعد الأجمل في مسيرته الرياضية، لافتا: “هي ذكريات لا تنسى، لقد كانت مباراة الحلم بالنسبة لي، وحتى يومنا الحالي لا تغيب هذه المباراة عن ذاكرتي في الإجابة على أسئلة الإعلاميين باللقاءات التلفزيونية، لقد كانت مجموعتنا صعبة آنذاك”.
ويتابع: “قبل 24 ساعة على هذه المباراة، تحدثت مع الكابتن معن عودة الذي ساهم بتأهل منتخب الناشئين العام 2005 إلى كأس العالم، لقد اخبرته برغبتي في تقديم مستوى مميز، رغم أن علاقتي لم تكن جيدة مع ماريو بالما آنذاك، ولم يبدأ بي المباراة، لقد شجعني معن وحثني على تقديم أفضل ما لدي أمام المنتخب اللبناني”.
ويختتم: “أنا لا أحب الخسارة أبدا، كما أنني أعد من أكثر اللاعبين تتويجا بكأس الدوري (24 مرة)، عطائي بدأ بعد العام 1997، وفي العام 1999 بدأت أبرز وكنت أساسيا بالفريق الأول في الدورة العربية، مسيرتي التي أنا عليها اليوم يعود فيها الفضل لشقيقي فايز دعيس وأهلي، والكابتن مراد بركات وعامر طالب وهلال بركات وجواد الرطروط”.–الغد