ابراهيم الجزازي
يعتبر ابراهيم الجزازي، أحد أشهر معلمي التربية الرياضية في الأردن، وهو الذي واكب الرياضة المدرسية منذ بدايتها، وأسهمت خبراته الواسعة في هذا المجال، في ادخال العديد من الألعاب الرياضية ضمن المناهج المدرسية، في الوقت الذي شكل تواجده في الملاعب الرياضية علامة بارزة في حياته، فهو الذي كان صاحب فكرة تأسيس نادي السلط، والمدرب البارز والذي حقق الكثير من الألقاب عبر مسيرته الرياضية الطويلة، سواء كانت في المدارس أو من خلال رحلته مع نادي السلط، حتى أنه وعند توجهه لممارسة التحكيم في لعبتي الطائرة والطاولة، تبوأ الجزازي مكانة مرموقة في هذا الاتجاه، حيث كان “النجم” الأبرز في الطائرة بعد أن تمكن من قيادة الكثير من مباريات القمة، والتي كانت تحتاج لحكم مثل الجزازي، ما مكنه من التواجد في البطولات الرسمية الخارجية، وهو يعتبر من أوائل الحكام الذين تقلدوا الشارة الدولية، والحال ايضا ينطبق على كرة الطاولة عندما لمع بريقه كحكم صاحب القرار السليم، فكان سهلا عليه أن يتقلد الشارة الدولية.
رحلة الجزازي مع التربية والتعليم، بدأت منذ مطلع العام 1962، عندما التحق مدرسا في إحدى مدارس عجلون وتحديدا في منطقة صخرة، وبعد أربعة أشهر التحق الجزازي بالدورة التدريبية التي نظمتها جامعة الدول العربية في مدينة القدس، وأهلته هذه الدورة للتخصص في التربية الرياضية، حيث عمل في مدرسة طارق بن زياد، قبل أن ينتقل إلى مدرسة عقبة بن نافع، التي كانت شاهدة على انطلاقته الحقيقية في المجال الرياضي، كون هذه المدرسة تقع في قلب مدينة السلط، ويوجد فيها العديد من الملاعب (اليد والسلة والطائرة).
ويقول الجزازي، إن مدرسة عقبة بن نافع انجبت سلسلة كبيرة من اللاعبين الذين انضموا إلى المنتخبات الوطنية، موضحا أنه كان يستغل وجود الملاعب وكشافات الإنارة في تدريب اللاعبين بعد ساعات الظهر وتمتد حتى ساعة متأخرة من الليل، معتبرا هذه المرحلة من أفضل المراحل وأبرزها في مشوارها الرياضي كونها كانت البداية الحقيقية له، وكانت ايضا المفتاح الرئيسي للحركة الرياضية في مدينة السلط.
ورغم الفترة القصيرة التي امضاها الجزازي في مدرسة عقبة، الا انها كانت كافية بتسريع وتيرة العمل الرياضي في المدارس، لينتقل بعدها إلى مدرسة أديب وهبة، قبل أن يعود مجددا إلى مدرسة عقبة بن نافع التي بقي فيها حتى العام 1976، لينتقل بعدها إلى مدرسة السلط الثانوية، والتي ازدهرت في المجال الرياضي وساهمت بتخريج الكثير من اللاعبين الذين برزوا على الساحة المحلية فانضموا إلى صفوف المنتخبات الوطنية في العديد من الألعاب الرياضية.
وخلال عمله مدرسا ومدربا لفرق المدارس، نجح الجزازي في تحصيل النتائج الباهرة في العديد من الألعاب، وخصوصا كرة اليد، لتبلغ المنافسة ذروتها في البطولات المدرسية على مستوى المملكة، فكانت البطولات الخاصة بكرة اليد عادة، تلك التي تجمع في المباريات النهائية بين مدرستي السلط الثانوية وسعد بن أبي وقاص في إربد، وهنا يتحدث الجزازي عن مدى التنافس القوي والشريف بين هاتين المدرستين، ويخص المدرب صبحي عمر الذي كان مدرسا في مدرسة سعد بالثناء على جهوده المميزة، ودوره البارز في نشر وتطوير لعبة كرة اليد في إربد، وما اسهم به من اكتشاف الكثير من اللاعبين الذين انضموا لصفوف المنتخب الوطني. وبقي الجزازي مدرسا في السلط الثانوية حتى احيل على التقاعد في العام 1986، ليتوجه بعدها إلى مدرسة النمو التربوي، مدرسا للتربية الرياضية، ثم شغل منصب مدير العلاقات العامة في ذات المدرسة، قبل أن يترك العمل ويتفرغ للتحكيم في الكرة الطائرة وكرة الطاولة في العام 1988.
ويعتبر الجزازي صاحب فكرة تأسيس نادي السلط، حيث يشير الجزازي أن مدرسة طارق بن زياد والتي كان يعمل فيها مدرسا للتربية الرياضية، احتضنت الاجتماعات التأسيسية لنادي السلط، قبل أن يشهد العام 1965 مولد نادي السلط، وتم افتتاح مقره الرسمي وسط المدينة، في الوقت الذي تشير فيه السجلات الرسمية للنادي أن الراحل حمدي أبو السمن والذي كان يشغل وقتها رئاسة بلدية السلط، هو من ترأس الهيئة التأسيسية للنادي.
وأشرف الجزازي على تدريبات فرق نادي السلط في العاب كرة القدم وكرة الطاولة وكرة السلة وكرة اليد، وشارك النادي في البطولات الرسمية، وتأهلت فرق النادي إلى الدرجة الأولى قبل أن تصبح من الفرق القوية والمنافسة على الألقاب.
وترأس الجزازي نادي السلط في العام 1983، قبل أن يتجه للتحكيم في لعبتي الكرة الطائرة وكرة الطاولة، حيث تميز كثيرا في هاتين اللعبتين، وكان بارزا جدا في كرة الطائرة، بعد أن أنيطت به ادارة مباريات القمة والحاسمة على ألقاب البطولات، وفاز الجزازي بمسابقة افضل حكم في جميع الألعاب الرياضية، وهي المسابقة التي اجرتها جريدة الرأي.
وحصل الجزازي على الشارة الدولية في لعبتي الكرة الطائرة وكرة الطاولة، وشارك في ادارة عدد كبير من البطولات المحلية، مثلما شارك في ادارة البطولات العربية والآسيوية في اللعبتين، في الوقت الذي ترأس لجنة حكام الطاولة، وعين أيضا مديرا للمنتخبات الوطنية لكرة اليد، وفي العام 1998 اعتزل الجزازي كرة الطائرة، فيما اعتزل كرة الطاولة في العام 2010.– الغد