أبو زيد فاميلي*
يعود الفضل لعائلة أبو زيد بالتايكواندو، للراحل محمد كايد أبو زيد، الذي مارس التايكواندو في سن كبير حتى نال الحزام الأسود 2 دان، وأخذ ابناؤه يوسف وابراهيم لممارسة التايكواندو وأعمارهم بين 4-5 سنوات، بإشراف المدرب سعيد دعسان في مخيم الوحدات، ومن ثم انتقل اللاعبان الى مركز جبل الحسين بإشراف المدرب حكمت فايز مع بداية العام 1986، وبعد ذلك انضم يوسف للمنتخب الوطني العام 1987، وتبعه إبراهيم بعد عامين.
وفي نهاية العام 1989 انشأ والدهم محمد أبو زيد مركز عالم الرياضة للتايكواندو، لينتقل اللاعبان للعب والتدريب فيه، ويقومان بتدريب أبنائهم جميعا وهم: معتصم وزيد يوسف أبو زيد ومحمد ابراهيم أبو زيد، الى جانب العديد من نجوم اللعبة الذين اعتلوا منصات التتويج في البطولات المحلية والعالمية وهم: علي الأسمر، مالك طالب، أنس طالب، أحمد الزامل، محمد صبري، شادن ذويب، تيماء حبول، بتول العلي وغيرهم. وكان المدير الفني للمنتخبات الوطنية السابق تشن شوا هواه، يقول عن اللاعبين يوسف وابراهيم أبو زيد، انهما رائعان وقادران على الإمتاع فوق الحلبات سواء في اللعب أو التدريبات، لكنه كان معجبا بمعتصم أبو زيد وكان يصفه بالذكي والقادر على الإمتاع حتى الإشباع.
ويعد يوسف ابو زيد علما من أعلام التايكواندو الأردنية ورمزا من رموزها، والتحق بالمنتخب الوطني من العام 1988 – 1994، وعمل مدربا للمنتخبات الوطنية بين الاعوام 1994 – 2013، ونال لقب أفضل رياضي للعام 1991، بعد فوزه بذهبية العالم العسكرية في كوريا الجنوبية، وبرونزية آسيا في تايوان، ونال برونزية كأس العالم في مصر، وحل رابعا في كأس العالم في تايوان، وشارك ببطولتي العالم في اسبانيا و”يوغسلافيا”. وفي عمله مدربا للمنتخب الوطني، حقق العديد من الإنجازات الكبيرة ومنها المركز الثاني ببطولة العالم للشباب الأولى في برشلونة 1996، والثالث ببطولة آسيا الأردن للناشئين 2007، والمركز الأول في البطولة الحسن 2008.
من جانبه نال ابراهيم أبو زيد ذهبية بطولة صدام الدولية، وشارك في 3 بطولات للعالم في كل من اسبانيا واليونان و”يوغسلافيا”، وكذلك كأس العالم دون تحقيق انجازات فيها كلاعب، لكنه قاد المنتخب الوطني للناشئين للعديد من الإنجازات بصفته مدربا، حيث نال منتخب الناشئين لقب بطولة الفجيرة العام 2013، ونال مع منتخب الناشئين المركز الرابع ببطولة آسيا في فيتنام، ونجح بايصال اللاعبتين تيما حبول وإيمان العضايلة لأولمبياد الشباب في الصين عام 2014، حيث نالت تيماء حبول البرونزية.
وكان معتصم ابو زيد من أبرز لاعبي المنتخب الوطني في فئتي الناشئين والرجال، وله مستقبل مشرق، بعد أن نال ذهبية آسيا في فيتنام 2012، وفضية العالم للناشئين في شرم الشيخ بنفس العام، وبرونزية آسيا للرجال في اندونيسيا، وكان يعتبر بنفس قوة اللاعب أبو غوش، لكن توقف عطاء اللاعب العام 2017 بسبب المنشطات.
ولعب زيد أبو زيد للمنتخب الوطني للناشئين والرجال لأكثر من 10 سنوات، ونال ذهبية البطولة العربية العام 2012، وبرونزية العالم للناشئين في شرم الشيخ، ويعمل حاليا في التدريب. ومن أبناء العائلة كذلك محمد ابراهيم أبو زيد، الذي اتجه للتدريب والتحكيم ويحمل الحزام الأسود 4 دان، وهو حكم دولي ضمن الحكام العاملين في التايكواندو.
موقف مؤثر
في نهائي تصفية المنتخب الوطني للتايكواندو العام 1990، تأهل للمباراة النهائية اللاعبان يوسف أبو زيد وابراهيم أبو زيد في وزن 64-70 كغم في ذالك العام، ودخل اللاعبان الحلبة للعب، ومع صافرة البداية للعب أعلن ابراهيم انسحابه، أمام شقيقه الأكبر يوسف ليذهب يوسف للمنتخب الوطني، كان هذا الموقف مؤثرا بشكل كبير أمام الجمهور الكبير الذي كان ينتظر اللقاء، ليعلوا التصفيق داخل القاعة بعد عناق اللاعبين واعلان فوز يوسف.
لكن مدرب المنتخب الوطني تشن شوا منح ابراهيم أبو زيد فرصة اللعب للمنتخب الوطني بنفس العام في وزن فوق 70 كغم، لعدم وجود لاعب قوي بنفس الوزن، فلعب الشقيقان سويا بصفوف المنتخب الوطني.
معتصم والمنشطات
في العام 2017 أوقف الاتحاد الدولي للتايكواندو اللاعب معتصم أبو زيد لمدة عامين، ومنعه من المشاركة في البطولات الدولية، وكان القرار صادما للاتحاد الأردني للتايكواندو، بسبب ثبوت تناول اللاعب للمنشطات، نتيجة للعينة الي تم أخذها من اللاعب معتصم أبو زيد بعد نيله برونزية وزن 54 كغم في بطولة المغرب الدولية العام 2017، والمصنفة على لائحة البطولات الدولية، وعلى اثرها تم سحب اللاعب من المشاركة في بطولة العالم المقرر اقامتها في كوريا الجنوبية نفس العام.
وزاد الأمر غرابة أن لجنة المنشطات في البطولة لم تطلب فحص صاحبي الذهبية والفضية، وحسب المعلومات فإن اللاعب معتصم كان يتناول مدر البول (لازكس)، لتنزيل الوزن ولا يعرف أنه منشط.
والغريب ان اللاعب والمدربين تفاجؤوا بذلك، وما تزال القضية غامضة لغاية الآن مع إصرار اللاعب على انه لا يعرف شيئا عن “اللازكس”، وما يزال ابتعاد معتصم عن ميادين اللعبة غصة في الحلق، كما يقول والده وعمه، لأن معتصم كان يخطط للوصول الى الأولمبياد جنبا إلى جنب مع رفيق دربه أحمد أبو غوش.
وبعد القرار غادر معتصم أبو زيد إلى استراليا للعمل والتدريب وما يزال هناك حتى يومنا هذا.–الغد