ابراهيم سعديه **
كتب:ابو اليزيد غيث
مهاراته في كرة القدم يصعب وصفها بداية بقدرته المميزة على ترويض الكرة بالقدم والصدر ومراوغاته الرائعة وتلاعبه بمنافسيه طولا وعرضا ومرورا برؤيته الثاقبة في أرض الملعب وقدرته على توزيع الكرات الطولية والعرضية بوجه القادم وباطنه وبمنتهى الدقة والروعة وانتهاء بقدرته على التسجيل بالرأس والتسديد البعيد بكلتا قدميه وبنفس القوة والدقة ، والأهم من ذلك كله أخلاقه الرائعة في التعامل مع كافة أطراف اللعبة ،،، ومن المؤكد أن هذه الصفات قلما ، بل يندر أن تجتمع في لاعب واحد وبالتالي لا غرابة أن يضعه قطاع واسع من الرياضيين والجماهير خيارا أولا عند الحديث عن أفضل لاعب في تاريخ الكرة الأردنية ،،،
ذلك هو النجم الخلوق ابراهيم سعدية الذي ولد في الزرقاء عام ١٩٥٩ وترعرع في الكويت وصقلت مهاراته الكروية مع الفرق الفلسطينية في الحواري الكويتية إلى أن عاد الى الأردن في عام ١٩٨١ ليتلقفه نادي عمان الذي كان يصارع من أجل الهروب من شبح الهبوط انذاك ،،، وما أن شاهد القائمون على المنتخب قدرات ومهارات سعدية حتى سارعوا الى ضمه لصفوف منتخبنا الوطني عام ١٩٨١ وليلعب معه العديد من المباريات الودية الخارجية وليثبت علو كعبه ولكن دون أن تتابعه الجماهير على أرض الواقع إلى أن حل منتخبنا الوطني ضيفا على المنتخب السوري الشقيق ولعب المنتخبان مباراة رائعة في في بداية الثمانينيات بدأ بعدها اسم ابراهيم سعدية يتوهج بين الجماهير الأردنية حيث طرق الأخير المرمى السوري بهدفين من تسديدتين ولا أروع ولا أزال أتذكر ثانيهما حتى اللحظة ،،، ورغم خسارة منتخبنا تلك المباراة بنتيجة ٣/٢ إلا أننا كنا فرحين بموهبة ذلك الشاب القادم الى ملاعبنا بقوة ،،،
وفي موسمه الأول مع نادي عمان استطاع سعدية قيادة الفريق للثبات في الدرجة الأولى ثم قاده للوصول إلى نهأئي بطولة الدرع ١٩٨٢ أمام الوحدات والذي انتهى أخضرا بفارق ركلات الجزاء التي سجل سعدية إحداها في حين استطاع باسم تيم صد ركلة وتسجيل الركلة الحاسمة ،،، وفي موسم ١٩٨٣ ظفر سعدية بلقب هداف الدوري برصيد ١٤ هدفا ومن ثم عاد سعدية وقاد نادي عمان للفوز بلقب بطولة الدوري ١٩٨٤ وبطولتي درع الاتحاد ١٩٨٤ و ١٩٨٥ على حساب الحسين والفيصلي على التوالي ،،، وللأمانة فإن نادي عمان كان يضم كوكبة جيدة من اللاعبين كهاني ابو الليل وسامر بركات والمرحوم شوكت عقل وحسن جوهر وعبدالرزاق كوكش إلا أن قدوم ابراهيم سعدية هو السبب الأبرز في تألق ذلك النادي في النصف الأول من عقد الثمانينيات ،،، وبعد مفاوضات طويلة استمرت لسنتين استطاع المرحوم سليم حمدان كسب توقيع الكابتن ابراهيم سعدية لحساب نادي الوحدات مقابل ١٧ ألف دينار وذلك مع بداية موسم ١٩٨٦ إن لم تخني الذاكرة ، وهي صفقة قياسية في ذلك الوقت عطفا على ما كان يتقاضاه اللاعبون انذاك ،،،
وهنا بدأ ” أبو خليل ” ، الذي لطالما أحبت جماهيرنا مناداته بهذا الاسم ، مشواره الرائع والمميز مع الوحدات حيث شكل مع الكابتن خالد سليم أحد أروع الثنائيات الوحداتية في دائرة الملعب ،،، وليقودا الفريق لصدارة دوري ١٩٨٦ مشاركة مع الفيصلي قبل أن يظفر الأخير باللقب في المباراة الفاصلة بعد موسم عانى فيه الوحدات كثيرا من سوء اللمسة الأخيرة ،،، ثم جاء موسم ١٩٨٧ والذي شهد فوز الوحدات بلقبه الثاني على مستوى الدوري بعد طول غياب ، وهنا يمكننا القول بأن الفوز بذلك اللقب لم يكن ليتحقق لولا القدرات الكبيرة للكابتن ابراهيم سعدية ، النجم الذي اعتادت الجماهير ان تراه مرتديا الشورت الطويل وقميص يحمل الرقم 8 مع الوحدات و رقم 11 مع المنتخب ،،، فقد كان سعدية صاحب الدور الأبرز في وسط الملعب على مستوى المرواغات والتوغلات و التسديدات بعيدة المدى سواء من كرات ثابتة أو متحركة ولعل هدفه الثاني في مرمى الكابتن عزت هاشم في اياب ذلك الدوري هو الأجمل في مسيرته مع الوحدات حيث سدد بظهر قدمه كرة قوية متوسطة الارتفاع من مسافة ٤٠ مترا عانقت شباك الأهلي بكل روعة وكان سعدية نفسه من سجل الهدف الأول بيساره وكذلك كان صاحب الهدف الوحيد الذي انتهى به لقاء الذهاب حسبما أذكر ،،، وواصل سعدية قيادة خط وسط الوحدات بتميز مع نهاية الثمانينيات حتى بداية التسعينيات حيث حقق مع الفريق عدة بطولات أهمها بطولة دوري ١٩٩١ وكذلك دوري ١٩٩٤ وإن كانت مساهمته في اللقب الأخيرة ليست بذات الزخم الذي تعودناه من الكابتن لتقدمه في السن ،،، وللحق نقول أن الفريق بعد اعتزال الكابتن خالد سليم عانى من تقلبات عديدة في التشكيلة ودائما ما كان ابراهيم سعدية هو حجر الرحى في الفريق حيث استطاع أن ينقل خبراته وابداعاته الى جيل مميز من لاعبي الدائرة أمثال الكباتن جمال محمود وسفيان عبدالله وابو زمع وليعتزل سعدية اللعب مع نهاية موسم ١٩٩٤ بعد أن اشتد عود لاعبي الدائرة بل كنا على موعد مع واحد من أقوى خطوط الوسط في تاريخ النادي بكل أمانة ،،،
ولم يكن مشوار ” الحاج ” ابراهيم سعدية أقل ألقا مع منتخبنا الوطني حيث شكل مع خالد سليم وراتب الداوود ولاحقا توفيق الصاحب وجمال ابو عابد خط وسط ولا أقوى حتى أن منتخبنا قدم أجمل مستوياته في حقبة الثمانينيات بقيادة ابراهيم سعدية نفسه عندما شارك منتخبنا في تصفيات كأس اسيا ١٩٨٨ في ماليزيا ويومها استطاع منتخبنا تحقيق التعادل مع اليابان بيسارية جميلة من سعدية بعد أسست رائع من رأس العقوري وكان منتخبنا على وشك التأهل قبل أن يخسر بطاقة التأهل لحساب اليابان والكويت بفارق الأهداف ،،،
حقيقة كنا دائما نفخر بوجود لاعب بقيمة وأخلاق الكابتن ابراهيم سعدية والذي لم يتحصل طوال مشواره الكروي سوى على بطاقة صفراء واحدة ،،، بل كثيرا ما شعرنا بالندم لكونه قضى أجمل فترات شبابه خارج نادي الوحدات ،،، فبمرور السنوات تراجعت قدراته البدنية وأخذت تقلل شيئا فشيئا من عطائه اللامحدود ودوره الكبير في وسط الملعب ،،، ولكن الجماهير ظلت تحترمه وتحبه ولم تضجر منه يوما حتى اختار الاعتزال بعد فوزنا بلقب دوري ١٩٩٤ وهو القرار الذي توقعنا أن يعقبه مهرجان اعتزال لا يقل روعة عن مهرجان رفيق دربه في النادي والمنتخب الكابتن خالد سليم الا أن الرياح جرت بما لا يشتهي اللاعب ومحبوه ، فتأخر الاعتزال فترة طويلة اقتربت من عامين وليتم اقامته بحضور جماهيري مخجل تسبب بحسرة كبيرة للنجم الكبير والجماهير القليلة التي حضرت لوداعه وظلت وفية لذكرياته ،،، نسأل الله التوفيق للكابتن ابراهيم سعدية ،،،
تشكلت موهبة النجم ابراهيم سعدية، المولود في شباط (فبراير) من العام 1959، بالفطرة وهو يداعب الكرة صغيرا وهو صغير، وما لبث ان لاحظ الجميع تميزه عن أقرانه، بالمهارة والإبداع في فريق الحارة، واخذه عشقها نحو انشاء ملعب خاص بالحارة مع اشقائه واصدقائه، وواصل تميزه في فريق المدرسة، أسرا القلوب بمهوبته واخلاقه وحسن تربيته من عائلة كريمة بالزرقاء.
وبالكويت اشتد عوده بعد أن سافر اليها برفقة عائلته بالعام 1970، وهو ابن الـ11 ربيعا، ليسير في رحلة النضوج الكروي، منطلقا من فريق المدرسة، إلى فرق الاندية الفلسطينية بالكويت، حيث لعب لفريق خان يونس العام 1973، وانتقل منه الى صفوف العودة العام 1975، والذي توج معه بلقب دوري الفرق الفلسطينية 5 مرات، وخطف لقب هداف الدوري العام 1980، وسط تميز “أبو خليل” المهاري وبراعته في صناعة الألعاب، والمراوغة والتسديد من خارج المنطقة، وهو الذي تأسره مهارات لاعبي القادسية الكويتي كل من اللاعب فاروق ابراهيم وجاسم يعقوب.
“سعدية”.. البطولات في عمان
“ابو خليل” الذي بقي اسمه يتردد من أفضل من أنجبته الكرة الأردنية من نجوم إلى يومنا هذا، عاد إلى عمان ليسرد قصة جديدة من النجومية، في رحلة ابداع كروية بعيدا عن عائلته، وفي نادي عمان حيث العراقة والأناقة والأسماء الكروية اللامعة، طالب أحد المقربين من إدارة نادي عمان، بضرورة الاستفادة من إمكانات الموهبة الكروية إبراهيم سعدية، الذي ذاعت شهرته الكروية بالكويت، عبر محاولات عديدة للاندية الكويتية الاستفادة من خدماته، إلا أن القوانين كانت تقف عائقا أمامه في كل مرة، وتواصلت معه إدارة نادي عمان، والتي لم تعلم بأن “سعدية” سيأخذها الى مجد البطولات.
وفي نادي عمان، برزت موهبة سعدية ذو الجهد الوافر، والأداء الساحر وصانع الألعاب الماهر، والذي شاركه لأول مرة بالموسم 1981، في صفقة يمكن القول بأنها احترافية قبل دخول الاحتراف، حين كان يتقاضى سعدية لامكاناته ومهارته، راتبا شهريا مقداره 230 دينارا، وهو مبلغ كبير في تلك الفترة، ورغم أن سعدية كان يلعب للفريق، ثم يعود حيث أهله في الكويت، ثم يعود للكفاح في صفوف نادي عمان، حيث تبوح الذاكرة باللقاء الحاسم لفريق عمان بين الكبار موسم 1981، والتقى وقتها بفريق عين كارم للهروب من شبح الهبوط، ووقع على هدف الثبات عندما وضع كرة ولا أجمل، أمام لاعب الفريق المرحوم شوكت عقل وثبت وقتها نادي عمان بين الكبار، وبالموسم التالي 1982، ساهم ورفاق دربه بالوصول الى نهائي درع اتحاد الكرة، وخسر عمان تلك المباراة أمام الوحدات بفارق ركلات الترجيح.
وقص النجم ابراهيم سعديه بمهاراته وابداعاته، قصة نجم لا يمحى من ذاكرة نادي عمان، وهو اللاعب الذي قال عنه مدرب الفريق أحمد حسن، من الوهلة الأولى التي شاهده فيها في إحدى مباريات الموسم 1983، تمهيدا لاستلام مهمته الفنية مدربا للفريق، “استطيع جلب الدوري باللاعب رقم 11-وكان يقصد اللاعب ابراهيم سعدية-، الذي كان يقوم بمجهود فريق بأكمله، طبعا دون الانتقاص من جهود زملائه، الذين كتبوا بحروف ذهبية اسم نادي عمان على كؤوس المسابقات المحلية، حين توج فريق نادي عمان بلقب الدوري، وفاز وقتها عمان على جميع الفرق في مرحلتي الذهاب والاياب، باستثناء خسارة الفريق مباراة واحدة أمام الوحدات، ولقب درع اتحاد الكرة موسم 1984، وكرر النادي فوزه بلقب درع اتحاد الكرة موسم 1985.
سعدية بالوحدات… عشق الجماهير والبطولات
ولعلو كعب ابراهيم سعدية وموهبته الكروية، طاردته العديد من الأندية المحلية لكسب خدماته، وكان الوحدات أكثرها شغفا ومحاولة، وفي كل مرة تفشل المحاولة، يكرر مرة أخرى، وكان للأب الروحي لنادي الوحدات و”شيخ” الإعلاميين الراحل سليم حمدان، دور كبير في كسب الوحدات لخدمات الفتى الذهبي إبراهيم سعدية بالموسم 1986.
وتفجرت طاقات المبدع ابراهيم سعدية، الذي غدا نجما محبوبا على عرش قلوب الجماهير الوحداتية، وصاحب الصفقة الكروية الأغلى بالملاعب المحلية في ذلك الوقت، حين بلغت 17 ألف دينار، وحصته وقتها من الوحدات كانت 8 آلاف دينار، إلا أنه تنازل لتدخل “ابو السلم” ولجماهير الوحدات إلى 3 آلاف دينار.
وبدأت تفاصيل حياة كروية جديدة للنجم ابراهيم سعدية، وهو سيمفونية العشق التي بقيت تردد على ألسن الجماهير، ونبع الأخلاق الذي لا ينضب، ومضى مع “المارد الأخضر”، يرسم لوحات وانتصارات كروية لا تنسى في ارشيف كرة القدم الوحداتية والأردنية، ووقع على كؤوس وألقاب وحداتية غالية، حيث قاده برفقة نجوم الزمن الجميل إلى التتويج بألقاب الدوري للاعوام 1987 و 1990و 1991و 1994، وكذلك لقب كأس الأردن بالعام 1988، ولقب درع اتحاد الكرة بالعام 1988، ولقب كأس الكؤوس بالعام 1989.
وعايش ابراهيم سعدية في الوحدات، 3 أجيال من النجوم، وما تزال الجماهير الوحداتية تتغنى بإبداعاته، ومهاراته وأهدافه الجميلة والكثيرة، ولعل من اجملها الذي يحتفر بالذاكرة الخضراء، الذي سجله في مرمى حارس الأهلي من مسافة 35 ياردة في اياب موسم 87، وكذلك هدفه للوحدات في مرمى الرمثا، حيث كان الوحدات يحتاج الى التعادل للظفر باللقب، ورغم أن الرمثا تقدم، إلا أن سعدية عادل للوحدات وتوج الفريق باللقب وقتها قبل ثلاثة اسابيع من انتهاء الدوري، واغربها عندما سجل في مرمى فريق النصر في مسابقة كرة القدم، حين سدد كرة ضعيفة بعد أن تعرض للخشونة الزائدة وسقط أرضا، وحين كان يعاتب الحكم، كان رفاقه يلتفون حوله يبادلونه التهنئة وهو لم يشعر بعد بتسجيله الهدف.
وما يزال اسم سعدية، نجم الزمان الوحداتي يتردد في المكان، وهو الذي عايش نجوم الزمن الجميل، وانتقل منه الى جيل التحدي، وبعده الى جيل الشباب، حيث برز ابراهيم سعدية إلى جانب اسماء كبيرة، كل من باسم تيم، ناصر غندور، خالد سليم نادر زعتر، عبدالكريم الشدفان، وليد قنديل، رائد عساف، يوسف العموري، جلال علي، ناصر الحوراني، جهاد عبدالمنعم، هشام عبدالمنعم، يوسف الشمري، طلال ربايعة، وامتد بخبرته الى جانب الشباب كل من علي جمعة، سفيان عبدالله، عبدالله أبوزمع، فيصل ابراهيم ورأفت علي، إبان القصة الشهيرة لـ”حرد” الاسماء الكبيرة، والتي قادها للفوز بلقب موسم 1994، وشهدت بعدها الهيمنة الخضراء لـ4 مواسم، فيما “أبو خليل” كان يعلن وداع معشوقته المستديرة بالموسم 1995.
سعدية ..ألق وطني
ولم يغب اسم النجم الخلوق والمبدع إبراهيم سعدية، عن تشكيلات المنتخب الوطني خلال الفترة 1981-1989، وتفانى عند نيله شرف تمثيل منتخب الوطن، حيث كان الظهور الأول عندما استدعاه المدرب الوطني الراحل مظهر السعيد 1981، وشاركه معسكر روسيا وقتها، وابدع بالأداء والتهديف خلال المباريات الودية هناك، وهو الذي ما يزال اسمه محفورا في قلوب جماهير الكرة الأردنية، وتتذكره بحب كبير لعطائه واخلاقه، كلما ترددت اغنية “بطل الملاعب أردني.. يا منتخبنا الوطني.. راياتك فوق لواحة.. ونجوم تسيطر على الساحة…الخ”، الى جانب نجوم كبيرة وكثيرة، شاركته عن تأكيد الحضور المشرف للكرة الأردنية في المحافل العربية والقارية والتصفيات المونديالية، مثلا لا على سبيل الحصر، كل من ميلاد عباسي، جلال علي، عصام التلي، رائد عساف، يوسف العموري، هيثم عبدالهادي، توفيق الصاحب، عدنان الترك، خالد عوض، جمال ابو عابد، منيب غرايبة، راتب الداوود، خالد العقوري، وغيرهم من اسماء النجوم الكبيرة التي اثرت مسيرة المنتخب الوطني بنجوميتها.
وما يزال اسم “الساحر” والماهر إبراهيم سعدية، يذكر بالفخر في صفحات مشاركات المنتخب الوطني، لا سيما تألقه الذي لا يغيب عن أذهان جماهير الكرة الأردنية، في تشكيلته التي شاركت في تصفيات لوس انجلوس العام 1984، وكأس آسيا العام 1985، وتصفيات آسيا العام 1988، والأخيرة وقع فيها سعدية على هدف التعادل في مرمى اليابان في تصفيات العام 1988، بالمشاركة التاريخية للمنتخب الوطني وقتها، حين تأهل المنتخب الياباني بفارق الأهداف آنذاك، وابتعد عن صفوف المنتخب الوطني بالعام 1989 بسبب إصابته اللعينة بالغضروف.
سعدية.. نبع الأخلاق
وعرف النجم ابراهيم سعدية بموهبته وأخلاقه داخل المستطيل الأخضر، وحظي برصيد وافر من حب واحترام أركان اللعبة حتى يومنا هذا، وكانت اشارة منه كفيله بصمت جماهير الوحدات، والأندية المنافسة على المدرجات، في الوقت الذي يشهد تاريخه الكروي، إلى نيله بطاقة صفراء “ظالمة”، اعترف بها الحكم الدولي المتقاعد فهد هاشم، ليشار اليه بأنه الحكم الوحيد الذي انذر النجم الخلوق سعدية، وكانت تلك البطاقة نالها سعدية في مباراة الوحدات اثناء مباراة الوحدات مع النصر بمسابقة كأس الأردن.
وبعد اعتزال سعدية الكرة موسم 1995، حاول البقاء في “مستطيل” معشوقته “المستديرة” في مجال التدريب، حيث عمل مدربا مساعدا برفقة “معلمه” محمد مصطفى، ودرب فرق الفئات العمرية بالنادي، قبل أن يتولى تدريب شباب الحسين لموسمين، إلا ظروف عمله في القطاع العام اخذته بعيدا عن الدروب الكروية، لكنها تركت إرثا من الأخلاق والمهارة والانجازات للكرة الأردنية، ورسائل بالعطاء والروح الرياضية للاجيال القادمة.–الغد