أحمد خليل*
عايش جمهور الكرة الأردنية في النصف الثاني من عقد السبعينيات؛ قصة كروية فريدة في تفاصيلها؛ بطلها نجم فريق النادي الأهلي لكرة القدم وهدافه السابق أحمد خليل؛ الذي لم يتجاوز عمره الكروي في الملاعب أكثر من موسمين فقط؛ (1978 و1979)، حيث فاز بلقب هداف الدوري في الموسمين؛ وفاز مع فريقه الأهلي بلقب الدوري؛ قبل أن تفرض عليه (الإصابة اللعينة) مغادرة ملاعب الكرة نهائيا وقبل الآوان.
وفي تفاصيل حكاية النجم الكروي أحمد خليل؛ كان فريق النادي الأهلي؛ قد خاض مباراة فاصلة مع نظيره فريق نادي الجزيرة في نهاية مسابقة الدوري لعام 1977؛ وذلك لتحديد هوية الفريق الهابط منهما إلى مصاف أندية الدرجة الثانية آنذاك (الأولى حاليا)؛ حيث انتهى اللقاء إلى تعادل الفريقين 2- 2؛ وكانت تلك نتيجة كافية لبقاء الأهلي في الدرجة الأولى (الممتاز حاليا)؛ وهبوط الجزيرة للدرجة الثانية.
ولعل تلك التجربة القاسية (صراع الهبوط) على فريقين في عراقة الأهلي والجزيرة؛ قد فرضت على الأهلي الذي كان يقوده في تلك الحقبة الزمنية المدرب القدير الراحل مظهر السعيد؛ إعادة ترتيب أوراق الفريق “الأبيض”؛ فعزز صفوفه بمجموعة من اللاعبين الشباب المهاريين أمثال أحمد خليل وعلي بلال وعيسى الترك وياسين الشيخ والحارس وليد شحادة وغيرهم؛ لينضموا إلى كوكبة من اللاعبين المميزين أمثال محمد نهار وجميل عبدالمنعم و”حدو” وإحسان بسيوني ووهيب عبدالرحمن وسمير بجالي؛ وهو الجيل الذي نجح في اعتلاء قمة الدوري في موسمين متتاليين “1978؛ 1979”.
وسرعان ما لمع (نجم) أحمد خليل في موسمه الأول مع فريق الأهلي في الدوري العام (دوري 1978)؛ حيث أظهر خليل قدرات تهديفية مميزة؛ عبر مهاراته في تسجيل الأهداف بالرأس والقدمين بذات الكفاءة؛ وساعدت أهداف أحمد خليل في مرمى المنافسين؛ على تعزيز مكانة الأهلى كمنافس حقيقي على لقب الدوري لموسم 1978؛ حتى جاء موعد المباراة الشهيرة الفاصلة بين فريقي الأهلي والرمثا؛ لتحديد هوية البطل؛ والتي أقيمت على ستاد عمان الدولي بحضور الراحل جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه؛ حيث تقدم الرمثا بهدف السبق عن طريق مهاجمه الراحل خالد الزعبي؛ وكان يكفي الرمثا التعادل في تلك المواجهة للفوز باللقب؛ لكن المهاجم البارع أحمد خليل قلب النتيجة رأسا على عقب بتسجيله هدفين للأهلي الذي خرج فائزا بنتيجة 2- 1؛ ويتوج احمد خليل نجما للموسم عبر فوزه بلقب هداف الدوري؛ وكذلك فوزه مع فريقه الأهلي بلقب المسابقة.
وفي الموسم التالي (1979)؛ عاد المهاجم الهداف احمد خليل ليمارس هوايته في التسجيل في مرمى المنافسين تباعا؛ وفي ذلك الموسم انحصرت المنافسة على زعامة الدوري بين فريقي الأهلي والحسين اربد؛ ومرة أخرى فاز احمد خليل بلقب هداف الدوري؛ وفاز كذلك الأهلي بلقب المسابقة والعام الثاني على التوالي.
وشاء القدر أن يكون موسم 1979؛ هو الموسم الثاني والأخير للنجم أحمد خليل في بطولة الدوري العام؛ حيث تعرض للإصابة في المباراة التي جمعت الأهلي مع الحسين إربد في ذلك الموسم؛ وكانت تلك الإصابة كفيلة بكتابة نهاية مبكرة وحزينة لمسيرة موهبة كروية؛ ومهاجم هداف من طراز فريد.
يذكر أن مسيرة اللاعب أحمد خليل الكروية بدأت في مراحل الدراسة؛ حيث لفت اللاعب الشاب الأنظار الى موهبته الكروية منذ أن كان طالبا في مدرسة جبل التاج في عمان؛ ثم مشاركته في بطولة خماسي الكرة التي كانت تنظمها الجامعة الأردنية خلال عقد السبعينيات؛ حيث سعى كل من ناديي الأهلي وعمان وكذلك أندية أخرى لضم اللاعب الشاب أحمد خليل؛ لكن الأهلي نجح في ضم اللاعب إلى صفوف فريقه الكروي.
وللمصادفة؛ ومع ابتعاد المهاجم الهداف أحمد خليل عن (المستطيل الأخضر)؛ غاب كذلك فريق النادي الاهلي عن منصات التتويج في مسابقات كرة القدم المحلية؛ بل وتراجع مستوى الكرة في الأهلي؛ منذ أن دخلت الكرة الأردنية منظومة الاحتراف.
وفي الصورة المرافقة للموضوع؛ يظهر النجم السابق أحمد خليل ضمن صفوف فريق النادي الأهلي (الخامس من اليمين جلوسا).–الغد