أحمد أبو غوش*
يتزعم البطل أحمد أبو غوش، قمة إنجازات الرياضة الأردنية، فهو الوحيد الذي تفوق على نفسه، وأهدى بلاده أول ميدالية رسمية تاريخية في المشاركات الأولمبية.
واللافت أن بطل التايكوندو الأردني أبو غوش حقق أهم إنجاز للرياضة الأردنية وهو لم يبلغ من العمر بعد “20” عاما، عندما ظفر بالميدالية الذهبية لوزن تحت “68 كجم”، في أولمبياد ريو 2016.
وحظي أبو غوش بعد تسجيله للإنجاز التاريخي الذي لن ينسى، بكل أشكال الدعم والرعاية، وأشاد بإنجازه كل أفراد العائلة المالكة، وجماهير الرياضة الأردنية في كل مكان.
وأصبح أبو غوش، قدوة للأجيال، حيث استضافته العديد من المؤسسات المحلية والعربية والعالمية، ليتحدث عن تجربته التاريخية وكيف طوق عنق المستحيل بالإرادة والتصميم، وتغلب على كافة العراقيل، ليصبح بطلاً عالمياً.
ويسلط موقع كوورة في هذا التقرير، الضوء على حكاية أهم نجم في تاريخ الرياضة الأردنية حتى الآن.
تمهيد
لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن هذا الفتى الذي لم يحظ بمعرفة ملائمة لدى جماهير الرياضة الأردنية، سيحقق أرفع إنجاز رياضي في تاريخ البلاد.
وكان أبو غوش مشاكساً منذ طفولته، يعشق كرة القدم، لكن اهتمام مدربه فارس العساف والمركز الذي ينتسب به والايمان بقدراته وموهبته، ضمن أمور جذبته لرياضة التايكوندو.
وسطر أبو غوش سلسلة إنجازات عربية وآسيوية على صعيد فئة الناشئين، لكن لم يكن يلتفت أحد له، خاصة أن الفئة التي يلعب بها لا تحظى بالاهتمام الاعلامي، وشعبية التايكوندو أقل بكثير مما تحظى به كرة القدم أو كرة السلة.
من الإصابة إلى الأولمبياد
تعرض أبو غوش لسلسلة اصابات أبرزها الرباط الصليبي، وكادت هذه الإصابة أن تنهي مسيرته الرياضية، بيد أن البطل لا يؤمن بالمستحيل، فناضل من أجل معشوقته، وكان يبني آماله بينه وبين نفسه ومدربه للوصول إلى أولمبياد ريو.
بلغ اللاعب ما أراد، وانتظر إلى أن حانت ساعة الحقيقة، حيث الظهور في الأولمبياد، وسافر إلى هناك، دون الاهتمام المطلوب.
وبدأ أبو غوش مشواره بتحقيق الفوز، وهنا بدأت الأمنيات والدعوات بأن ينجح في تتويج جهوده بميدالية برونزية تكون الأولى في تاريخ الرياضة الأردنية.
الذهب ولا شيء سواه
ولأن مسيرة أبو غوش منذ الصغر مكللة بالذهب، فإنه لم يبخل على وطنه بلون الميدالية، فألحق الهزيمة في الدور قبل النهائي ببطل إسبانيا وحامل ذهبية أولمبياد لندن 2012 جويل جونزاليز بونيا بنتيجة 12-7.
لم ينم الأردنيون في تلك الأيام، فمواجهة البطل كانت في ساعات الفجر، وهي الساعات التي كان فيها محاطا بدعاء محبيه ليحقق ما يصبو إليه الجميع.
وفي المباراة النهائية، لم يكن أبو غوش مطالباً بتحقيق الميدالية الذهبية، حيث حقق الأهم بضمان الميدالية التاريخية، إلا أن طموحاته كانت تفوق تصور الجميع، فأدخل الأردن التاريخ من أوسع الأبواب، وطوّق عنق الوطن بالذهب، وأي ذهب.
وفعلاً، ازداد البطل بمزيد من التوهج، حيث اجتاز في المباراة النهائية، البطل الروسي أليكسي دينيسينكو وبنتيجة 10-6، لتنطلق الزغاريد والأفراح ورسائل التهاني، من الأردن إلى البرازيل.
انتظر الأردنيون عودة أبو غوش إلى أرض الوطن على أحر من الجمر، حيث حظي باستقبال الأبطال، وملأت صوره كل الشوارع العامة تقديراً لهذا البطل الذي كتب بجهده وتفوقه أروع إنجاز في تاريخ الرياضة الأردنية.
وامتلأت صالة الأمير راشد لرياضات الدفاع عن النفس، عن بكرة أبيها وبصورة غير معهودة، وهي تنتظر بشغف لحظة إطلالة البطل أبو غوش، وعلى صدره تلمع أغلى ميدالية في تاريخ الرياضة الأردنية.
وحصد أبو غوش علاوة على الميدالية الأولمبية، العديد من الميداليات على مستوى بطولات العالم والجائزة الكبرى، وكرم من قبل الاتحاد الدولي للتايكوندو كأفضل لاعب في العالم عام 2016.
ولم ينته حلم أبوغوش عند حدود هذه الإنجازات التاريخية، فالمسؤوليات التي تقع على عاتقه أضحت مضاعفة، وهو يستعد لاجتياز التصفيات بعدما تعافى من اصابة جديدة مؤخراً، أملاً بالظهور في أولمبياد طوكيو، وتكرار حكاية التفوق التاريخي.