صالح باكير
يصلح صاحب برونزية الملاكمة في الدورة العربية في دمشق 1976ملاكم المتوسط صالح بكير ليكون نسخة مطابقة للبطل الإشكالي الذي قدمه الروائي الكولمبي الحائز على جائزة نوبل 1982 غارسيا ماركيز ..فخلل بسيط أنهى حياته الرياضية ذات السجل المشرف وجعلته (يتحوصل ) في (كبسولة) تاهت بين أوراق الزمان فتلاشت في عزلة بدأت عام 1978ولم يبدد ظلامها إلا أسطرا منحناها (لبطلنا الإشكالي) ليروي لنا قصة العزلة وما سبقها!
بدأت الرحلة من نصيحة أسداه إياها أحد المتابعين لتدريباته في مركز خدمات رفح بقطاع غزة التي نشأ فيها على حب الرياضة ،فقد كان يمارس رياضة رفع الاثقال التي لا تتناسب مع طوله – طبقا لإسماعيل إدريس مقدم النصيحة – والذي اقترح أن يمارس رياضة تساعده على زيادة طوله بدلا من العكس!
وكانت رياضة الملاكمة الخيار المفضل له ، وكان الملاكم أحمد رضوان ذائع الصيت والشهرة في اوساط الخمسينيات وأوائل الستينيات أول من دربه وساعده على خوض العديد من اللقاءات!
وجاء الرحيل القسري عام 1967ليغير بوصلة الاتجاه الى مخيم الوحدات الذي بدأ صالح التدرب فيه عام 70قبل أن يذهب الى مركز شباب المحطة التابع لمؤسسة رعاية الشباب حيث التدريب مع نجوم الستينات ( أحمد ابو سرور ، ناصر الحديدي ، غازي ابو الليل ، بشيرحامد، سعد ابو حمده، محمود أبو حجر ومحمد عبد سليمان ) ومع هذا النادي بدأ حصاد الألقاب بل اللقب الذهبي المخصص له بوزن المتوسط أعوام 71و72و73…وهذا التفرد جعلت المقدم وقتها مصطفى الطلاق يعرض عليه الانتساب للقوات المسلحة بالجيش العربي وتدريب فرقة التموين والنقل الملكي عام 73، بعدما عمل لست سنوات كمنجد وسائق على دراجة نارية في خط سكة الحديد الحجازي الأردني !
ومع فريق التموين احتكر المركز الأول خمس سنوات كلاعب وساهم كمدرب في فوز رفيق توفيق (وزن الثقيل) ونعيم الأطرش (خفيف الثقيل) ببطولة القوات المسلحة .
وخلال كل ذلك تم اختيار صالح (مواليد 1948) ليمثل منتخب الأردن في اللقاء الودي ضد لبنان هنا في عمان 1975والأهم المشاركة في الدورة العربية الخامسة التي جرت في دمشق 1976والتي فاز فيها بالمركز الثالث مكرر مع لاعب فلسطيني ،وكلاهما تنافس مع 11دولة شاركت بالمسابقة ،وكلاهما خلف بطل السودان وسوريا بالمركز الثالث.
حصول بكير على البرونزية التي شرفت البلاد لم يرافقه حصوله على مكافاة الفوز بالبرونزية (يذكر ان مبلغ 1000قد رصد للفائز بالميدالية الذهبية و500للفضية و250للبرونزية) التي وعد بها!!تلك الحادثة أدت به الى الدخول في عزلة بدأت عام 78ترك بعدها اللعبة التي عشق واخذ يبحث عن (قوت العيال) لكايد- محمود- شريف – أحمد – نضال – محمد – أيمن وثلاث بنات أختار قيادة سيارة خاصة لإعالتهم مدة 22سنة قبل ان يداهمه مرض السكري الذي عطل بعضا من وظائف العين التي بدأت زرقة مائها وشبكيتها بالأنين !
في العزلة كبر الأبناء وزادت الأعباء وصار بناء بيت صغير يضم (دزينة أرواح) حلم حياة لتعذر الحصول حتى الآن على بلاط للأرضيات التي لم يتم سقفها كاملا لقلة ذات اليد.
وفي العزلة بقيت ذكريات الفوز بضربتين قاضيتين على أحمد ابو سرور وناصر الحديدي وتلقي قاضية من محمد العربي في البال …فيما برونزية دمشق تاجا يزين الصدر والروح!
وفي العزلة هاتفه محمود ابو حجر ووليد شحادة ليخبرانه بضرورة الانتساب لرابطة اللاعبين الأردنيين الدوليين التي قدمت له بطاقة تأمين صحي أفادته كثيرا ومن خلالها حظي بشرف مصافحة رئيسة الرابطة الأميرة هيا بنت الحسين خلال حفل توزيع الشهادات على اللاعبين القدامى .
الله يرحمك يا جدي و يجعل مثواك الجنة و يسكنك فسيح جناته و أصابك الفردوس الأعلى …
أدعو له بالرحمه و المغفرة