الصبحي فاميلي*
تدور الأيام وتحمل في طياتها أخبارا حلوة بطعم الشهد، الابن على خطى أبيه، في بيت دافئ تسوده المودة والمحبة، وعمار فهد ونجله فهد
جلبوا السعادة لأبناء عائلتهم، ووضعوا الدروع والكؤوس والبطولات في خزائن المجد، وتألقوا في ميادين التايكواندو وطبقوا المثل الذي يقول “ما خاب من سار على درب أبيه”، والتحقت بهم في الوقت الحاضر روز عمار فهد التي نالت الحزام الأسود حديثا، وتشق طريقها هي الأخرى للمشاركة في البطولات الرسمية المحلية.
يقول عمار فهد الصبيحي إن الصدفة قادته لممارسة اللعبة، ويبين أنه أثناء العودة من دوام المدرسة كان يمر من باب مركز جبل عمان للتايكواندو، ويلتقي بالمدرب تشن ويقول له “هالو”، وكان يبادله التحية والود، بعد ذلك بدأ يدخل الى مقر النادي ويتفرج، وكان يتأخر في النادي أحيانا، وتأتي الوالدة وتأخذه إلى البيت، فأقنعت والده بأن يتدرب هناك، وكان رافضًا لفكرة لعب التايكواندو، لكن الوالدة أقنعته بحجة تخفيف الوزن، وبدأ اللعب في جبل عمان عام 1982، وكان شغوفا بها رغم وزنه الزائد، وواصل العمل الجاد حتى وصل لعضوية المنتخب الوطني، في عام 1986 وبدأ بعد ذلك في المشاركات الخارجية وتحقيق الإنجازات.
ونال عمار فهد برونزية العالم في اسبانيا عام 1987، وكان عام 1989 عاما مميزا فقد نال برونزية الألعاب العالمية في المانيا، وبرونزية آسيا في تايوان، وفي عام 1990 نال فضية كأس العالم في اسبانيا، وعاد في عام 1991 ونال برونزية كأس العالم في “يوغسلافيا”، ونال برونزية الألعاب الأولمبية في برشلونة عام 1992، وواصل تألقه في عام 1994 ونال فضية آسيا في الفلبين وفضية الألعاب الآسيوية في اليابان، وتشرف بتكريم من جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
وتسلم عمار فهد تدريب المنتخب الوطني للرجال خلال الفترة من عام 1996- 2012، نال خلالها العديد من البطولات والألقاب مع نجوم المنتخبات الوطنية المتعاقبة، ومن ابرزهم: محمد العبادي الذي نال ذهبية العالم في اليونان، ومحمد أبو لبدة الذي تأهل لأولمبياد لندن 2012، ونبيل طلال ونال ذهبية آسيا في كوريا، ومحمد أيمن الذي نال كذلك ذهبية في بطولات آسيا، الى جانب حسام سليمان وكنعان كنعان وغيرهم من اللاعبين.
وعاد واستقر مدربا في المركز العربي في أم السماق وتتلمذ على يديه عدد كبير من اللاعبين واللاعبات وأبرزهم نجله فهد عمار فهد.
أما نجله فهد عمار الصبيحي، فليس هناك فرح أعظم من فرح الابن بمجد أبيه، ولا أعظم من فرح الأب بنجاح ابنه، هكذا قال اللاعب فهد عمار الصبيحي الذي بدأ اللعب وعمره 8 سنوات عام 2012، ودخل المنتخب الوطني للناشئين وعمره 12 عاما، وجمع المجد من أطرافه بعد أن نال ذهبيتي آسيا للأشبال والناشئين وهو إنجاز غير مسبوق في التايكواندو الأردنية، وبدا مشوار التألق بالفوز بذهبية بريطانيا عام 2015، وذهبية أشبال آسيا في فيتنام 2016، وبرونزية العالم للأشبال في شرم الشيخ 2017، ونال فضية الفجيرة وذهبية لوكسمبورغ وفضية وبرونزية في بطولتي تركيا عام 2018، وفاز بذهبية آىسيا للناشئين في عمان عام 2019، ونال ذهبية الحسن الدولية في عمان 2020، ويواصل المشوار حاليا لاعبا في المنتخب الوطني الأولمبي للشباب.
فهد يهزم بطل القاضيات
يقول عمار فهد: في الدور قبل النهائي من بطولة العالم في إسبانيا عام 1987، تأهلت للعب مع بطل العالم في عام 1986 المصري عمر خيري، أسطورة التايكواندو العربية والأفريقية المشهور بضرباته القاضية، وأبلغني المدرب تشن انه في حال الفوز في هذه المباراة ستكون هناك مباراة أخرى على الميدالية البرونزية، وحذرني من اللعب مهاجما، وطلب مني اللعب مدافعا كون خبرتي قليلة، خوفا من أن أخرج بالضربة القاضية، وأشعرني المدرب أنه خائف علي، لكنني لعبت بحماس كبير في الشقين الهجومي والدفاعي، وجاءت المباراة متكافئة في الجولتين الأولى والثانية، وتمكنت من حسم المباراة في الجولة الثالثة، بعد أن لعبت بحماس كبير وخيري كان يبحث عن القاضية، ليقول لي المدرب تشن أنت الآن بطل يعتمد عليه ومبروك الميدالية البرونزية، وكانت من أجمل وأغلى الميداليات في حياتي لأنها كانت البداية في انطلاقتي الدولية.
الوزن وبرونزية أولمبية
ويضيف: في معسكر الصين عام 1992 استعدادا لأولمبياد برشلونة، أصبت بغضروف في قدمي اليمنى، وكنت العب بوزن 83 كغم، وعاد المنتخب إلى عمان، وخلال فترة العلاج زاد وزني كثيرا حتى وصل إلى 104 كغم، وهنا كان قراري في الابتعاد عن التايكواندو نهائيا، لكن المدرب تشن طلبني وقال لي عد للتدريب وأبدأ بتنزيل الوزن، وهددني تشن بالحجز بعيدا عن أهلي في حال لم يتم ذلك، أو الطرد من النادي والمنتخب، وفعلا بدأت التدريب الشاق والتقليل من الأكل، وخلال 40 يوما تمكنت من تنزيل وزني اكثر من 21 كغم، وأصبح وزني 81.5 كغم، وكان المفاجأة للمدرب الذي قال لي حضر نفسك لأولمبياد برشلونة، وواصلت التدريب وتمكنت من نيل برونزية ألعاب برشلونة الأولمبية، وكنت الوحيد الذي نال ميدالية في هذا الأولمبياد.–الغد