جمال الداوود*
أحب الرياضة منذ بواكير عمره، وجال في مدارس وحارات السلط وهو يداعب الكرة، ورغم أن بداياته في رحلته مع الرياضة والشباب، كانت من خلال ممارسة كرة القدم، إلا أن عشقه اتجه نحو كرة اليد، حيث اللعبة الشعبية الأولى في مدينة السلط، وساهم مع نخبة من رجال المدينة في تعزيز وتطوير هذه اللعبة، بعد أن ابتعد عن ممارسة الرياضة، فكرس جهده وكل وقته للعمل الإداري في نادي السلط، فتسلم مهام المدير الإداري لفرق النادي، في فترة كانت فيها طموحات عشاق النادي كبيرة، فركز على تأسيس فرق الفئات العمرية، ومن ثم تجهيز الفريق الأول الذي كان يزخر بالنجوم اللامعة.
ولأن العمل الرياضي التصق بالإداري المخضرم جمال الداود، والسمعة الطيبة والعطرة التي يتحلى بها، ونظرا للشعبية الجارفة التي كانت تحظى بها لعبة كرة اليد في مدينة السلط وما تزال، ارتأت لدى الداود فكرة اقامة بطولة محلية تحمل اسم والده الراحل منصور سعيد الداود، وهو التربوي ومربي الأجيال، والمعروف عنه بحبه لمدينة السلط وأخلاقه العالية وكرمه الطيب، حيث شهدت البطولة مشاركة نوعية من نخبة الأندية في الأردن، وأقيمت على الملعب الاسفلتي بمدرسة عقبة بن نافع، وفاز بها فريق السلط، حيث ما يزال الكأس الذي يحمل اسم (منصور الداود) تتزين به خزائن نادي السلط في وقتنا الحالي.
ومضى الداود في عمله الإداري بكل حنكة واقتدار، وأدار الفرق الرياضية بكل حرفية، ووصل بها إلى المراكز المتقدمة، مستغلا العلاقات القوية التي تربطه بأصدقائه من مختلف دول العالم، فكرس ذلك لخدمة ومصلحة نادي السلط، الذي أصبح أحد المعالم الرياضية البارزة في الأردن.
ويسجل التاريخ أن “أبو منصور” ساهم باقامة البطولة الأولى لدول مجلس التعاون العربي، التي جرت في العاصمة عمان في العام 1989، بمشاركة فرق من العراق ومصر والأردن، لينطلق بعدها الداود إلى وضع النادي على خريطة البطولات العربية، فشارك فريق اليد بسلسلة من البطولات التي أقيمت في العراق، والإمارات، إضافة إلى المعسكرات التدريبية الخارجية.
ودخل الداود عضوية مجلس إدارة الاتحاد الأردني لكرة القدم للمرة الأولى بحصوله على أعلى الأصوات عن فئة الأندية، وعمل بمعية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عندما كان أميرا ورئيسا للاتحاد لفترة طويلة، ثم عمل بمعية سمو الأمير علي بن الحسين لفترة طويلة شغل من خلالها مديرا للمنتخبات الوطنية، كما تبوأ فيها “أبو منصور” منصب الأمين المالي ورئيس لجنة النظام والسلوك، ومدير المنتخبات الوطنية، وهو كان خير شاهد على مشاركة المنتخب الوطني للشباب وللمرة الأولى في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في كندا عندما كان رئيسا للوفد.
وعمل الداود عضوا في مجلس إدارة الاتحاد الأردني لكرة اليد، وعمل مديرا إداريا للمنتخبات الوطنية، مثلما عمل في العديد من اللجان الرياضية والشبابية في الأردن.
وترأس الداود نادي السلط لفترة زادت عن 15 سنة، قدم فيها كل جهد، وحقق من خلالها العديد من الإنجازات والألقاب سواء لفريق كرة القدم أو فريق كرة اليد، حتى أن فريق كرة الطاولة تأهل الى الدرجة الأولى، وفي عهده أدخل الاحتراف لأول مرة في النادي بعد أن تعاقد مع اللاعبين والمدربين العرب والأجانب.
“أبو منصور” ما تزال تربطه علاقات قوية مع كافة منظومة الرياضة الأردنية، نظرا لما يتمتع به من اخلاق عالية، وما يتمتع به ايضا من خبرات واسعة في مجال العمل الإداري.–الغد