فواز الشرابي*
جبل اللويبدة، من أبرز مناطق العاصمة عمان، والذي ما يزال شامخا بجماله، وكبريائه، كان وما يزال شاهدا على التفوق الرياضي، كيف لا وهو الذي انجب الكثير من اللاعبين الذين رسموا لوحات الإنجاز بحروف ذهبية، وساهموا في تحقيق الانتصارات للمنتخبات الوطنية التي مثلوها.
ولعل وجود النادي الأولمبي في “اللويبدة” كان سببا رئيسا في “تفريخ” الكم الكبير من اللاعبين اللامعين، وفي مختلف الألعاب الرياضية، وفواز الشرابي أحد اللاعبين الذين تخرجوا من (مدرسة اللويبدة)، عندما اتخذ من لعبة كرة الطاولة عنوانا لمسيرته الرياضية الحافلة بالسجل الوافر من الإبداع والإنجاز.
وبين كوكبة من اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة والبارزة، انضم الشرابي الى النادي الأولمبي في العام 1970، لممارسة لعبته المفضلة (كرة الطاولة)، وساعده بذلك شقيقه بشار، فشكل هذا الثنائي مع بقية الزملاء في الفريق فادي مدانات وفريد مدانات وجاسر فارس، قوة وما بعدها قوة، فحققوا العديد من الإنجازات للنادي الأولمبي، والتي بدأت من خلال فرق الفئات العمرية، ثم التدرج حتى الوصول إلى الفريق الأول، وهنا بدأت قصة الكفاح والمنافسة بكل قوة مع الفرق الكبيرة، حيث استمرت قصة الشرابي مع الأولمبي حتى العام 1983، وأن تخللها فترة غياب بسبب ذهابه الى الولايات المتحدة لاستكمال دراسته للحصول على الشهادات العليا في الفترة من العام 1976 حتى 1979.
وتواصلت قصة الشرابي مع ” كرة الطاولة” في العام 1984 عندما انضم الى فريق الجزيرة، فيما غادر شقيقه بشار الى فريق القادسية، فنجح فواز مع ناديه الجديد خصوصا وانه ثبت نفسه ضمن التشكيلة الرئيسية للفريق بعد اعتزال أيمن الكردي، فنال مع الجزيرة بطولات المملكة كافة، باستثناء بطولة واحدة (درع الاتحاد) التي ذهبت لمصلحة فريق الوحدات.
ومثل الشربي فريق الجزيرة في بطولتي الأندية العربية في سورية في العام 1988، وفي الجزائر، في العام 1994، فيما كان الفريق يقيم معسكرا تدريبيا في الإمارات خاض من خلاله سلسلة من اللقاءات الودية كان ابرزها فوزه على فريق الجزيرة الإماراتي الذي كان وقتها بطلا لأندية الخليج، في هذا المعسكر تتذكر أسرة نادي الجزيرة فرحة رئيس البعثة ورئيس النادي الراحل عامر المفتي بهذا الفوز الكبير.
في العام 1994 انتقل الشرابي الى فريق البقعة، والذي خاض معه تجربة ناجحة، تمكن خلالها الفريق القابع بالدرجة الثالثة من التأهل الى الدرجة الأولى في ثلاثة مواسم متتالية، ثم انتقل الشرابي إلى فريق الجيل، والذي خاض معه ايضا تجربة ناجحة ومفيدة بقيت حتى العام 2005، لينتقل بعدها مباشرة إلى فريق ديونز الذي خاض معه منافسات دوري الدرجة الثانية وتوج فيه بطلا للدوري، والتأهل الى الدرجة الأولى، قبل أن يتراجع الاتحاد ويلغي تأهل الفريق بعد أن تبين أن الفريق لا يحق له المشاركة بالدوري باعتباره ناديا خاصا.
وانضم الشرابي الى صفوف المنتخبات الوطنية للفئات العمرية من العام 1971، قبل أن يحصل على بطولة (مناطق الوسط) في العام 1987، ما اهله للانضمام الى صفوف المنتخب الوطني الأول في العام 1988 وحتى العام 1992.
قصة نجاح الشرابي، لم تتوقف في المجال الفني، بل تواصلت في العمل الإداري عندما تبوأ رئاسة الاتحاد الأردني لكرة الطاولة في العام 2013، ولغاية 2019، وخلال هذه الفترة شهدت اللعبة تطورا كبيرا، ونالت الكثير من الإنجازات سواء على المستوى العربي عندما توج الأردن بطلا للبطولة العربية في العام 2016، أو على مستوى غرب آسيا، بحصول المنتخبات الوطنية على العديد من الألقاب، والحديث عن غرب آسيا فقد لعب الشرابي دورا رئيسا ومهما بتأسيس اتحاد غرب آسيا، حيث شهدت العاصمة عمان يوم 5 أيار (مايو) 2015 مولد هذا الاتحاد، قبل أن يتم الاعتراف به رسميا من قبل الاتحاد الآسيوي يوم 4 حزيران (يونيو)، في الوقت الذي تم فيه اختياره نائبا لرئيس الاتحاد الآسيوي وما يزال.
ونظرا لاحتضان الأردن لمقر اتحاد غرب آسيا، فقد تحصل الأردن على العديد من المكاسب سواء كانت الإدارية أو الفنية، والدليل على ذلك احتضان الأردن لأكثر من 8 بطولات رسمية.–الغد