معاذ الخوالدة*
وقف خلف ستار النجومية، وانطلق ببداية عادية في رياضة ألعاب القوى، والتي قصد فيها سباقات المسافات الطويلة، وتحول من لاعب كرة قدم إلى “أم الألعاب”، والتي لم يلفت فيها الأنظار بموهبته، ولم يصل إلى قمة بطولات المملكة، ولم يسبق له أن وصل إلى صفوف المنتخبات الوطنية لألعاب القوى واختراق الضاحية، وإن استهوته كثيرا وشارك في عديد المنافسات، على مستوى الجامعات وفقا لدراسته في الجامعة الألمانية، وحقق لها الألقاب التي يفتخر بها باسم جامعته إلى يومنا هذا.
العداء معاذ الخوالدة، ابن 32 ربيعا، والذي حصل على بكالوريوس محاسبة، وانتقل للعيش والحصول على درجة الماجستير في أميركا، في إدارة الموارد البشرية وعلاقات العمل من جامعة نيويورك، ويعمل حاليا هناك محللا ماليا في جامعة برينستون، وانفرد في تطوير قدراته في رياضة الجري، على مضمار “الغربة”، ليلفت الأنظار في سباقات الماراثون ونصف الماراثون، ويتطور مستواه بشكل كبير، وفق إنجازات شخصية أردنية في أميركا، ويقترب من تحطيم الرقم القياسي الأردني للماراثون وقدره 2:17:24 س، وهو يسجل 2:20:00 س.
الخوالدة: أتدرب وأعمل
الخوالدة الذي تحدث عبر هاتف “الغد”، أجاب عند سؤاله: “كيف وجدت نفسك في رياضة الجري، رغم مشاق العمل الطويل والغربة؟ فقال: “الرياضة تلازمني، وأتاح لي عملي التطوعي مع مؤسسات أميركية، الفرصة بالمشاركة بسباق الماراثونات – نصف الماراثون لمسافة 21،1 كم، والماراثون لمسافة 42.195 كم-، والمدرجين ضمن مسابقات ألعاب القوى في بطولات العالم والأولمبياد، رغم أنني أعمل بمعدل 40 ساعة أسبوعيا، وما تتخلله من سفر وترحال، إلا أنني حريص على التدريب اليومي، والجري لمسافات طويلة، وأتابع مؤشر تطور مستواي وفق النتائج ونصائح المدربين في الرياضة التي تستند على التحمل، وأساليب تكتيكية في مهارة الجري”.
تطور وألقاب
وأجاب الخوالدة عند سؤاله: “كيف لاحظت تطور مستواك، وهل هناك متابعة من اتحاد اللعبة المحلي؟ بالقول: “شاركت بالعديد من الماراثونات الدولية منذ العام 2015، ولاحظت تطور مستواي، وغمرتني السعادة بمتابعة اتحاد اللعبة إداريا وفنيا لنتائجي أولا بأول، فقد شاركت في ماراثون برلين وحققت 2:30:30 س، واجتهدت لأحقق في ماراثون هامبورغ بألمانيا في 2016 2:27:35 س، وارتفع مؤشر التطور في كل مرة، حيث حققت في ماراثون شيكاغو 2017 2:25:09 س، وفي ماراثون برلين 2018 2:23:57 س، وفي ماراثون طوكيو 2019 2:23:02 س، وفي ماراثون برلين 2019 حققت 2:20:08 س، وخلال وجبة تدريبية اختبارية قبل أيام في أميركا حققت 2:20:00 س، واقترب بثبات من تحطيم الرقم القياسي الأردني 2:17:24 س، والذي تأهل به البطل مثقال العبادي إلى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وحققه وقتها العبادي بالمغرب 2015”.
وعن الألقاب التي يحملها المجتهد الخوالدة، رد بالقول: “شاركت بالعديد من المناسبات الرياضية كعداء أردني داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها، وحصلت على جائزة الرياضيين المتميزين للعام 2017، من قبل مؤسسة أميركية تعنى بالسباقات العالمية، وتم اختياري 2016 لـ”Rdale100″، كفرد من فريق 100 عداء، والذين يؤثرون بشكل إيجابي بالعالم من خلال رياضة الجري، وفي العام 2015 تم اختياري لنادي الـ”50 شخصا الأكثر تأثيرا إيجابيا-Runners World2015-“.
حلم عالمي وأولمبي
وعند سؤال الخوالدة: ما هي أحلامك على صعيد ألعاب القوى والجري؟، أجاب: “أحلم بأن أكون ضمن صفوف المنتخب الوطني المشارك في بطولة العالم لمسافة 50 كم، التي يستضيفها اتحاد اللعبة، في السابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بالعقبة، حيث تابعت الاستضافة النوعية للحدث العالمي –سباق آسيا أوقيانوسيا لمسافة 100 كم-، الذي استضافه أيضا اتحاد ألعاب القوى بالعقبة، والنجاح الباهر في الاستضافة والتنظيم، وتوجه أبطالنا بالتتويج بالميدالية الفضية التاريخية للعبة في مثل هذه المشاركات النوعية، وأتمنى أن أجلب الانجاز لبلدي الأردن، في الوقت الذي أحلم فيه أن أحقق رقما تأهيليا يمنحني شرف تمثيل الأردن في الأولمبياد”.
“ارفع رأسك أنت أردني”
وأجاب الخوالدة عند سؤاله: “ما هي أحوالك في أميركا، وكيف تتابع أحول الأهل والوطن في زمن كورونا، وكيف تتكيف وتتدرب في تلك الظروف؟، قائلا: “ارفع رأسك أنت أردني، نشعرها بكل معانيها في أميركا التي تسجل أعلى نسبة من حيث الإصابات بـ”كوفيد 19″، وأنا دائم الاتصال بأهلي، والذين أطمئنهم عن أحوالي عبر منبركم، وبالتأكيد متابع لأحوال أردننا الغالي، لكن للأمانة يحرز الأردن تقدما ملحوظا في ظل بدء العد التنازلي لأعداد المصابين، وارتفاع عدد المتعافين بحمد الله، وإجمالي أعداد الإصابة، وأدعو الله أن يحفظ الأردن قيادة وشعبا وأرضا”.
وتابع: “هناك تشابه إلى حد ما بما يخص فرض حظر التجول، والحجر المنزلي والعزل الصحي، حيث يبدأ حظر التجول من الساعة 8 مساء إلى الصباح، ويتغير وفق التعليمات الأمنية هناك، وهو ما جعلني أعدل برنامجي التدريبي، من وجبتين تدريبيتين صباحا ومساء، إلى وجبة تدريبية في الصباح الباكر، ولعل الرقم الذي سجلته قبل أيام، وليد أزمة كورونا حين سجلت 2:20:00 س، مقتربا من طموحي في تحطيم الرقم الأردني، فضلا عن تجنبي التواجد في الأماكن المزدحمة، وأتقيد بإجراءات السلامة العامة، سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي، وأتمنى تخلص العالم من الوباء، والعودة إلى ممارسة حياتنا الطبيعية والرياضية في أسرع وقت ممكن”.–الغد