نبيل خوري
يروي – نبيل جميل إبراهيم خوري، يبلغ من العمر (70 عاما)، مثل نادي الجزيرة بالفترة من 1965 إلى 1974- فصولا مثيرة من التحول التاريخي في حياته، بعدما تعرض لجلطة دماغية أجبرته على الجلوس على كرسي متحرك، بعدما كان ذات يوم يصول ويجول في الملاعب حيث تم استدعاؤه لتمثيل المنتخبين الوطني والعسكري العام 1967،
ولم يتوج بأي لقب مع الجزيرة بعدما لازمتهم عقدة الوصافة ببطولة الدوري المحلي، وسجل نحو 11 هدفا طوال مسيرته الكروية، وأجبر مكرها على اعتزال لعب كرة القدم بشكل نهائي العام 1977 بسبب الإصابة التي تعرض لها على مستوى البطن، واستدعت خضوعه لنحو 57 عملية جراحية.
يقول خوري لبرنامج “رياضيون منسيون” الذي يعرضعلى موقع “الغد” الإلكتروني (www.alghad.com) وعبر صفحات “الغد” على منصات التواصل الاجتماعي“كانت بدايتي الرياضية تشبه بداية الكثير من أبناء جيلي؛ حيث لعبنا الكرة في المدرسة والأماكن الشعبية، وكنّا نعمل فرقا شعبية يكون التنافس فيها على مستوى المناطق، وبعد المستوى الجيد الذي كنت أظهر به، تلقيت عرضا للعب مع النادي الجزيرة والتسجيل بكشوفاته العام 1965 وكان حينها رئيس النادي فوزي عز الدين”.ويضيف: “لقد تمكنت خلال فترة زمنية قصيرة من إظهار إمكانياتي العالية في قيادة خط الدفاع، وهنا أصبحت محط أنظار المنتخب الوطني، الذي كان لي شرف تمثيله العام 1967، وخلال العام ذاته تم استدعائي للتجنيد الإجباري ومثلت المنتخب العسكري، وبعد انتهاء فترة خدمتي تعرضت لالتهابات شديدة في جدار البطن، دفعتني للخضوع إلى 57 عملية جراحية خلال عامين فقط، ثم خضعت إلى رحلة علاج في أميركا، لكن بدون جدوى، وهو الأمر الذي دفعني مكرها إلى اعتزال كرة القدم العام 1977”.
ويشير نبيل خوري -الذي بات أسيرا لكرسي متحرك: “لقد أصبت بجلطة دماغية زادت من مأساتي وكان لها تأثير سلبي على نفسيتي، ولم أجد بكل أسف أي اهتمام أو متابعة من الأسرة الرياضية، لا أعلم لماذا لا يهتمون باللاعب بعدما ينهي عطاءه في الملعب، أقولها وبكل أسف، بعض الجماهير وألبوم الصور هما إرثي المتبقي من الرياضة، التي ما أزال أتابعها باستمرار لأنها ما تزال بدمي”.ولدى سؤاله عن سبب تسميته بـ”الحظ” من قبل جماهير الجزيرة، يقول خوري: “لقد كنت أيقونة نادي الجزيرة في الماضي؛ حيث يهمس اللاعبون عبارة “هاي أجا حظنا”، ومن هنا تم إطلاق لقب “نبيل الحظ”، وأستذكر هنا أحد مشجعي نادي الجزيرة عندما أطلق على مولوده اسم نبيل الحظ، تيمّنا بموهبتي آنذاك”.وعن معاصرته زمن الانتماء، يجيب: “لم أبخل يوما في زمن العطاء، لكنني أصبحت اليوم جزءا من الماضي، لم نتلق أي راتب أو مبالغ مالية، بينما يأخذ اللاعبون اليوم (حفنة من الأموال) ولا يوجد مقابلها ذلك العطاء المطلوب، في الماضي كان هناك انتماء حقيقي من أجل القميص، واليوم لا يوجد انتماء من بعض اللاعبين حتى لقميص المنتخب!”.وحمّل نبيل خوري إدارات الأندية واتحاد الكرة مسؤولية الظروف الصعبة التي يمر بها اللاعبون القدامى، بقوله: “عندما يكون اللاعب في قمة عطائه الكل يحترمه ويقف إلى جانبه ويدعمه، لكن عندما يعتزل أو يُصاب يلقى في (سلة المهملات)”.
وتمنى “نبيل الحظ” على إدارات الأندية أن تهتم باللاعبين القدامى، وأن تساعدهم من الجانبين المادي والمعنوي، مطالبا في الوقت ذاته اتحاد الكرة بأن يُعين بعض اللاعبين القدامى في مركز الواعدين لاكتشاف المواهب والاستعانة بخبراتهم، بما يسهم في تطوير المنظومة الرياضية بشكل كامل.— خالد العميري