الفيصلي والاهلي: العدوان وشقم ،،،،ما أشبه الليلة بالبارحة!
رأفت سارة
دخل الفيصلي والاهلي عهد الثمانينات بارث ثقيل ، فالأزرق كاد يهبط موسم 1979 فيما الابيض بطل أخر موسمين يجدد جلده في ريعان الشباب ، يعتزل منه لاعبون بعضهم لم يدخل عامه الخامس والعشرين .
.. الاهلي بدا وكانه “عريس غفلة” بغياب المعرس المدرب المميز المرحوم مظهر السعيد”العامل المشترك الدائم هو وحدو مع الفريقين” الذي أخذ على عهده بناء فريق أزرق قوي فاصطحب معه حدو في الخلف وباسم مراد في المنتصف وعماد زكريا في الامام
وهذا ما حدث بعد ثلاث سنوات، فقد بسط النسر الازرق سيطرته على بطولة دوري 1983 وقدم أنضج كرة قدم أردنية عبر تاريخها الطويل فبدت التشكيلة المكونة من “ميلاد عباسي ، حدو والروسان ومحمد اليماني وحسام سنقرط وخالد سعيد وعاد مسلم وناصر عبدالفتاح وباسم مراد وخالد عوض وابراهيم مصطفى وعماد زكريا قادرة على الفوز ليس بالدوري الاردني بل هزيمة الزمالك الذي يلعب فيه عادل المامور وحسن شحاته وزكريا ناصف بكل سهولة ويسر..
على الجبهة المقابلة.. الأهلي كان يلعب بذكريات عز شاكر سلامه وعلي بلال ووهيب عبدالرحمن ويجدد جلده فبدا كحية رقطاء في فصل التغير الذي طال حتى لم يبقى منه إلا بياض لونه .. وسط ذلك ظهر عملاق إسمه عزت هاشم كان يخفف من جرعات الخسائر ويجملها..وساعده لاحقا نارت يدج وعائلة الترك ومن ثم بسام الخطيب وحسام هماش وحمدي سعيد واخرين..
طال ليل الاهلي ولم ينبجس صبحه عن بطولات الا بتسلم سعيد شقم دفة قيادة مركب سفينة تغرق ..فبدا يضبط الاتجاهات وتحسن المسار، وركب موجة حلم صحا منها الفريق بطلا لكاسي الاردن والكؤوس..وبات الليل مركزا للاحلام ..والنهار يحولها الى حقائق واقعية ..وصار الفريق مرهوب الجانب الان..وفي اخر لقاء بين الطرفين أذاق محمود مرضي ومحمد العلاونه”فيصلاوي الآن” والحاج مالك معتزياسين ورفاقه ألوان العذاب.
ترنح الفيصلي أنقذه الصريح مره ، وصار مثل هامبورغ في المانيا ديناصور تترقبه في الخلف بعدما كان نسراً يحلق في الامام فوق الذرى والأعالي. ..
والغالب الظاهر مما تفرزه المنتديات والفيس بوك وتويتر أن العفاريت الزرق باتوا يفتقدون “حادي العيس” الذي يقود القافلة في صحراء التيه ..حيث الرمال تعلوها الرمال!
والكثبان تلحقها سواتر فانعدت الرؤيا ،،وهزل النسر وشاخ .
ربما تكمن كلمة السر اليوم في قائد السفينة ، أول من يطلق الصافرة وأخر من ينزل منها.. سلطان العدوان ،
كان لاعبا فنانا في وسط الملعب وإداريا محاطا بهالة من الجبروت والافكار ،،إرث من مجد طويل صارت بفعل الزمن تعلوه التجاعيد التي باتت على ما يبدو تغبش الرؤية ، فتاه النسر وضل طريقه، وكثر حاملي السكاكين والمصطادين في الماء العكر فتلثوت الأجواء وبات الفريق يستنجد بالمدرب تلو الاخر، ونفذ الصبر ولم يعد هناك بناء داخلي لجيل من لاعبين صغار ولا احترام لجيل كبر وقدم للفريق لبناء مستعمرات من فرق مميزة ..تبعثرت الاصوات ولم يبقى الى صوت مستغيث حالم!.
في المقابل عايش وجايل سعيد شقم الفريق الذي طلعت له أظافر وأنياب وشعر وسط الخدين فنال لقب 1975 من تشكيلة اكثر من نصفها كانت تثله في سني 17 و19 والفريق الاول ، وحتى بعد أزمة “العرب ” عام 1976 نهض الفريق وبني بسرعة البرق فنال لقبي 1978و1989 ..شقم يتذكر الايادي التي حملت الالقاب ”
أحمد خليل ومحمد نهار ووهيب عبدالرحمن وعلي بست وعلي السوداني وياسين الشيخ وأمجد جبري وعلي بلال وشاكر سلامه وخالد الزعبي وعلي شعبان ووليد شحاده وحسونه يدج وكنعان عزت وفاورق باكير وباسم مراد وحدو واحسان بسيوني وسمير مولود وغيرهم ممن حملوا ثلاثة كؤوس في سبعة اعوام”..وقتها كان يلعب كرة السلة وحمل كؤسا عدة فيها ، واليوم يحلم بحمل كاس دوري كرة القدم وكل ما يعتمد عليه رؤيا ثاقبة وحلم ورجال يطبقون المطلوب منهم.
لعب ميلاد عباسي وهو مكسور القدم وملئها بالمسكات والثلج والابر ليهب الفيصلي العزيمة أمام العربي كيما لا يهبط الفريق، واليوم يلعب للفيصلي جيل من لاعبين ياخذون وقتا طويلا في عد دنانيرهم في البنوك اكثر من الوقت الذي يقضونه لبناء الهجمات.
عزت هاشم يبذل كل و- اكثر مما يجب ان يبذل- فبات قامة كبيرة حولت الجسد النحيل القصير الى عملاق نجح في ابقاء شمعة الامل البيضاء شاعلة ..ميلاد وعزت لعبا وسط كل الظروف الصعبة ، في الحر والبرد والثلج ، ولم يدعيا المرض ، وكذلك كانت حال فريقيهما .
فراس صالح ومعتز الياسين يجاهدان اليوم لابقاء شمعة الامل منارة وضاءة في الساتر الابيض والازرق ..لكن ماذا يفعل العفاريت الازرق بلا قائد داخل وخارج الملعب وهل ارتوى الليث الابيض من نبع الانتصارات ام لا يزال عطشا..امام الفريقين لقائين بالدوري والكاس والكلمة الفصل ستكون للاكثر وفاءا وعزما وتصميما ورغبة في التقدم للامام خطوة ..بدل العيش في جلباب الماضي والاوهام.