زينة شعبان
كتب: رأفت ساره
قد تكون زينة شعبان المثال الحي “لعصرنة الرياضة الأردنية” فهي ناشئة تحظى بما لم يحظى به الآخرون من رعاية ودعم على كل المستويات بعدما توفر لها الموهبة والعزيمة من جهة والدعم والرعاية الأسرية من ناحية أخرى فكانت النتيجة مذهلة حقا…فعندما أشرقت شمس نهار الأول من كانون ثاني/ يناير لعام 2003 تم إدخال لاعبة الطاولة الواعدة زينة شعبان التي كانت تبلغ من العمر انذاك 15 عاما ضمن برنامج التضامن الأولمبي الذي وضعته اللجنة الأولمبية الدولية لرعاية الصغار الموهوبين بهدف الأخذ بيدهم ليصبحوا نجوم المستقبل للرياضة الأولمبية.. هذه كانت مقدمة تقرير صادر عن اللجنة الأولمبية الدولية يحكي مسيرة لاعبتنا الواعدة ويورد أهم محطات مسيرتها الناجحة حتى وصلت الى اولمبياد أثينا 2004.
لقد أمسكت زينة مضرب الطاولة لأول مرة عندما كانت في السابعة من عمرها وقد تتلمذت على يد والدها الذي سبق وأحرز عدد من بطولات الجامعات في المملكة المتحدة، ثم واصلت التدريب مع والدها الذي ألحقها بفرق متقدمة قبل ان تثبت موهبتها الفذة في مباريات أقيمت على هامش معسكر شانغهاي في الصين.هذا المعسكر أثر ايجابيا في صقل موهبة اللاعبة الصغيرة فحصلت على المهارة اللازمة للوصول الى أعلى المستويات ضمن جيلها فحصلت على بطولات الأردن وفازت بأكثر من لقب مفتوح في أميركا والسويد وبعض الدول الأوروبية.وفي الماضي كانت سماء رياضتنا مليئة بأسماء من حملوا مشعل رياضة كرة الطاولة ( الجقة، فوزي ضياء، إحسان الحلواني، رجائي نفاع، غزال هاشم، أيمن الكردي، زياد أبو كركي، رياض جمعة، عبد العزيز رضا، مروان ضياء، عماد الخالدي، جاكلين الدقم، ناديا رشاد، مها السمهوري وسمير العيساوي وغيرهم ) والذين حقبة مهمة في تاريخ كرة الطاولة الاردنية
والآن كل شيء تغير في لحظة عابرة، إنه الزمن يمر سريعا كقطار ينهب الوقت للوصول الى المحطة المرسومة. إذن.. “لكل زمان دولة ورجال”، تغيرت الوجوه التي نشحذ ذاكرتنا لنستخرجها من غياهبها!الأيادي التي كنا نصافحها.. التصفيق الحاد بعد نهاية كل شوط أو بطولة، نظرات الإعجاب التي نرسمها بين الحين والأخر حين نراهم.كنا نتمنى أن يتابع الأهل أبنائهم ويدعموهم وان تتكفل الشركات التجارية بنجومنا وان تعرف الهيئات العالمية عنهم وإذا بكل ذلك يتحقق لزينة شعبان المولودة يوم 12-5- 1988 والتي احتفلت هذا العام ببلوغها الخمسة عشر ربيعا.لم لا وزينة بالمقارنة مع نظيراتها قد بدأت من حيث يبدأ الكبار، كان ذلك عام 1996 حين ذهبت للصين “مهد اللعبة” في معسكر داخلي لتستنشق من هناك عبير اللعبة ليصبح منطقيا أن تظفر بأول لقب محلي بعدها بعام في بطولة فردية للأشبال والناشئين تحت سن 10 و14 عاما. ناهيك عن مشاركتين ناجحتين في بطولتين للجامعة الأردنية وأخرى للمدارس الوطنية. ثم جاءت أولى محطات التفوق من خلال الوقوف على منصات التتويج في السويد البلد الأوروبي الذي خطف الأضواء من الصين ليكون الفوز بذهبية البطولة المفتوحة لتحت 10 أعوام و11 عاما (مواليد 1988 و1989) أول المؤشرات على ميلاد نجمة. وحتى لا يعتبر البعض أن ذلك جاء وليد صدفة فقد حلت زينة وصيفة لبطلة “بطولة هنغاريا المفتوحة عام 2000 لتحت سن 12عاما، والمركز الأول في بطولة سلوفاكيا بعدها بعام لتحت سن 17 سنة.
كل ذلك دفع بشركة “تبهر” الألمانية المهتمة بشؤن اللعبة ان ترعاها فتقدم لها كل ما تحتاجه من معدات وتجهيزات لمدة عام كامل قابل للتمديد كما أجبرت إنجازاتها المميزة الجنة الأولمبية الدولية على أن تمنحها حق الرعاية لدورة اولمبية كاملة.وهذا التسلسل المنطقي جعل وضع اسمها وإجراء مقابلة طويلة معها في مجلة الاتحاد الدولي للعبة أمرا عاديا، لكن ما لم يكن عاديا هو الكلام المنمق الرقيق الذي كتبه الصحفي السويدي مايكل اندرسون عنها.فقد توقع لها مستقبلا زاهرا وطلب من متابعي اللعبة حفظ اسمها لانها ستكون حيزا مهما وإضافة لامعة في سماء اللعبة على الأقل عربيا، لقد كتب حرفيا “إذا ذهبت هناك، فهنالك ثورة حقيقة من فتاة ذكية. لديها القدرة الفائقة على تقييم وتكيف نفسها واتخاذ القرارات السريعة في هذه اللعبة بذكاء لافت مع الانتباه الى انها تلعب غالبا بدون مدرب”.في تلك المقابلة أجابت على سؤال يتعلق حول تفكيرها بالحياة الجديدة المختلفة التي باتت تحياها كرياضية مميزة، فأجابت بالقول: “بنت صغيرة من الأردن تكتب نجاحات رياضية، أصدقائي في المدرسة يشجعونني، نعم صارت حياتي مختلفة، إن بامكانهم فعل الكثير مما لا يمكنني فعله وعلى الجانب الآخر فان لدي حياتي التي استمتع بها”.
ويضيف الكاتب اندرسون: “تخيل للحظة تاثير ذلك على فتاة تعيش في بلد تعداده ثلاثة ملاين نسمة في منطقة تسمى الوطن العربي، زينة شعبان من عمان لديها مستقبل واعد وهي بنت مميزة تستعد لتكتب اسمها في كتب التاريخ فتذكروا اسمها”.يليق بها هذا الإطراء الذي تستحق: “ساعدني الأهل خاصة والدي محمد شعبان كثيرا لقد وفر لي كل سبل الراحة ومعسكرات في الصين وممرنة من سلوفاكيا، ويعمل زملائي وزميلاتي في المنتخب على تشجيعي فلماذا لا أقدم المزيد”، تقول شعبان وتضيف: “أحلم بالحصول على النتائج المؤهلة للأولمبياد القادم وبعدها من يدري، فلدي أحلامي الكبيرة”، وتؤكد زينة أنها سعيدة بوجود شقيقها زيد وشقيقتها راية الى جانبها في التدريبات التي يعمل على تهيئتها لها والدها غالبا وبدعم الاتحاد المستمر لها.إذاً، علينا التبشير برياضة تنافسية جديدة ما دام كل ما افتقده الجيل القديم يجده الجيل الجديد متوفرا بسرعة حتى أن أمر الحصول على الجنسية السويدية او اللعب في احد الأندية الألمانية بات ضرورة لفتاة مختلفة ومميزة وواعدة.واذا ما تم كل ذلك وهذا الغالب فهل سنقول وداعا لأيام الحرمان التي كان يعيشها “سلفنا الرياضي الصالح” الذين عاشوا بالكاد على ما يسد الرمق والذين افتقدوا لكل المساندة على ممارسة الرياضة.ونقول أهلا بدمج التكنولوجيا وتدخل الاقتصاد بالرياضة ليتاح لنجومنا الجدد ما افتقده سلفهم فيحققون ما عجز عنه من قبلهم.. نأمل ذلك
صندوق الانجازات
2004
ربع نهائي بطولة الاتحاد الدولي المفتوحة لفردي السيدات في السويد.
نصف نهائي زوجي السيدات في بطولة الاتحاد الدولي المفتوحة في بولندا.
المركز الثاني لفردي السيدات في بطولة الاتحاد الدولي المفتوحة في دبي.
المركز الثاني لزوجي السيدات في بطولة الاتحاد الدولي المفتوحة في دبي.
2003
المركز السابع في بطولة التحدي العالمية لتحت 15 سنة في ماليزيا.
المركز الأول في تصفيات غرب آسيا المؤهلة الى الأولمبياد من قطر.
المركز الثاني لبطولة آسيا للناشئات.
المركز الأول لبطولة ساتالايت الدولية للناشئات في التشيك.
المركز الأول لبطولة ساتالايت الدولية للناشئات في سلوفاكيا.
المركز الأول لبطولة العرب للناشئات في اليمن.
المركز الثاني لبطولة العرب للسيدات في اليمن.
المركز الأول على مجموعتها في بطولة فرنسا الدولية.
ربع النهائي لزوجي الناشئات في بطولة الاتحاد الدولي في اسبانيا.
المركز التاسع في بطولة نخبة الناشئين في السويد.
نصف النهائي في بطولة الاتحاد الدولي في مصر.