محمد عبيدات..في الليلة الظلماء يفتقد البدر
الأصبع بالكاد يضرب على الهاتف والعقل شارد ساهم الذهن في (أيام العز) ..يصل صوته الى قريته الوادعة البالغ عدد سكانها نحو 12ألف نسمة وطولها ثلاثة كيلومترات وترتمي في حضن خاصرة بني كنانة لتحتضن سادة مثقفين وآباء طيبين …. ورمانا وزيتونا)
يهاتف توأمه سعيد عن نتيجة اللقاء الحاسم مع الحسين اربد بموسم 2000 فتاتيه الصدمة (هبط كفرسوم)!!ويكتسي القلب لون السواد …
ويحزن الاب محمد عيد عبيدات (24- 1 – 1942) على النادي الذي تولى رئاسته بالصدفة عام 86 وكان أيامها يصارع للوصول للدرجة الممتازة .. لقد نذر نفسه لحلم كاد يتحقق – لولا مؤامرة – حاكها عضوان باتحاد الكرة موسم 1992 حيث تم تغيب نادي النصر كي لا يلعب امامنا وبدلا من ان نفوز عليهم 3- صفر بالتغيب علما بان التعادل كان يكفينا للصعود للممتاز .وبدلا من ذلك شطبت نتائج النصر في الدوري وهي سابقة عالمية كان يجدر أدراجها في كتاب غينيس “… يقول ابو طلال ويكمل ، كان الهدف تنحيتنا عن الصعود وإشراك الجزيرة والفحيص مكاننا اذ سبق لهما ان خسرا من نادي النصر ن وشطب نتائج الأخير يحعلهما يتصدران قبلنا وهذا ما حصل . رغم ارسالنا بكتاب تظلم لجوزيف بلاتر الي اعتبر الموضوع (شانا داخليا)!!
هكذا ببساطة تم قمع الحلم الأول ، الذي تحقق في الموسم التالي ليتوج جهد ابو طلال وشقيقه الحاج سعيد وعبد الكريم عبيدات (ابو قاعود ) وكلاهما عمل (جابيا للضرائب) كانا يجمعان التبرعات للنادي من داخل القرية التي لم تبخل على ناديها حتى بقوت اليوم
وصل الامر بهم ان أحدهم كان ذاهبا لشراء الدجاج ولما طلب اليه التبرع دفع عن طيب خاطر وقفل عائدا الى بيته فيما الآخرين يتبرعون اما بالمال او ببعض محصول الرمان الذي تشتهر به كفرسوم هو والزيت الكفاوي )!
وبمرور الوقت كبر عدد مشجي النادي وصار ابناء بني كنانة يلتقون حوله حتى بلغ عدد معجبوا الفريق حوالي اربعة الاف نسمة او يزيدون وكلهم توحدوا على حبه وافترقوا بعدما تركهم محمد عبيدات وتفرغ لاعماله وبيته!
لقد عبر الفريق عن هويتهم بعدما نجح في اذابة خلافاتهم التي لم يكن يسمح له العبور داخل اسوار النادي الذي اتفقت فيه الاراء على راي واحد(لا مكان للخلافات اهلا بكرة القدم النظيفة التي تعبر عن البسطاء) 1لقد نجح الأب لثلاثة ابناء ( المحامي طلال والتاجر المرحوم فراس والطالب صفوان ومثلهما من البنات ) في إذابة جليد الخلافات الحامية التي كانت تصل حد الثأر .
حدث خلاف بسيط بين الاقارب أدى الى حالة قتل وكان بعض اللاعبين منقسمين لقسمين بعضهم من اقارب القاتل والاخر مع المقتول ن وبقليل من التوعية تمكن ابو طلال من جعل خصوم الامس اصدقاء اليوم بعدما ذاب الكل في واحد يعشق اسم كفرسوم ويدافع عنه.
وتحول المدير الاقليمي لبنك الاسكان في اربد سابقا الى جاب يجمع التبرعات لتغطية نفقات الفريق التي كانت تصل الى نحو 40 الف دينار بالموسم عن طريق الحفلات الخيرية التي تقام في الفنادق لجمع التبرعات ومن خلالها تم تم جمع مبلغ وصل الى 14الفا عام 94 فيما قدم دولة احمد عبيدات دعما من بنك الانماء الصناعي قيمته 35الف دينار (قمت مع المهندس صائب وعبد الكريم وسعيد وخالد عبيدات باخذ سلف بنكية على حسابنا الخاص لرفد النادي بالمال الكافي لسد الرمق والمكانة المرموقة في الاوساط البنكية لم تثن ابي طلال عن قيادة باص النادي بعدما تحقق الحم الصعب ، ابلغنا محافظ اربد ان الامير حسن بن طلال سياتي لزيارة بني كنانة وانه اختار نادي كفرسوم ليمضي به يومه بلمنطقة وبعدما شرحنا له اوضاعنا اليت عايشها عن كثب قدم سموه مشكورا باصا للنادي كهدية موفرا علينا مبالغ طائلة واوقات طويلة كنا نقضيها تحت رحمة المواصلات يتذكر ويهمس بفرح (اردت ان اسوقه وان اقول لاهالي ..ان هديتكم وصلت ) !!
تلك القدوة الحسنة التي اوجدها مع المدربين عبد الناصر عبيدات والتقى منير مصباح جعلت اللاعبين يحسون بالمسؤولية ويقدرون عاليا الجهد المبذول من اجلهم ولهذا وجدتهم يحدثون طفرة في اول موسم خاضوه ليبتون تحت الاضواء ، حتى ان نجمهم يوسف عبيدات كاد ان يحرز الرقم التهديفي .وضرب احاصل على بكالوريوس التجارة من دمشق عام 71 ودبلوم الادارة من بورت ماوث – بريطانيا عام 74 مثاا يحتذى في الايثار عندما تنازل عن الرئاسة وقبل ان يكون عضوا لا بل داعما فقط للراغبين من ابناء كنانة في التوحد ولبس ثوب واحد يمثل ناديا واحدا بدلا من التشرذم وتمثيل عدة اندية غير قوية باللواء وبنهاية العام 96 حمل محمد الى قريته الوادعة اسوا خبر قد يصلهم عن رجلهم المحبوب ان اعلن اعتزاله الرياضة بعدما تعب منها وابدى رغبة جارفة في اعطاء الفرصة للشباب حسب راية لادارة مقاليد الامورزومنذ ذلك الحين وهو يتابع كباقي القادمين من البساتين الريفية الجميلة مباريات الفريق من المدرجات ويسكب مثلهم دمعات خزن على صفحة جديدة طويت بتاريخ النادي بانتظار فتح صفحة جديدة اكثر اشراقا!