الطائرة النسوية *
النهوض بواقع الرياضة النسوية بشكل عام، وكرة الطائرة النسوية بشكل خاص، يحتاج إلى تكاتف الجهود والعمل المشترك، من قبل اتحاد اللعبة والأندية، للوصول لمستويات قادرة على مقارعة المنتخبات والفرق العربية في البطولات الخارجية.
الكرة الطائرة تحتاج إلى رعاية خاصة للواعدات في المدارس، وتوفير كل أسباب الرعاية لهن، من خلال مدربين ومدربات على سوية عالية وأماكن للتدريب، ومن ثم تشكيل المنتخبات الوطنية للفئات العمرية، ومواصلة التدريب وعدم التوقف من أجل تحقيق الهدف المنشود.
وبالعودة للوراء، فقد حققت الكرة الطائرة النسوية قفزة نوعية في الكرة الطائرة الشاطئية ونالت المركز الثاني عربيا، لكنها تراجعت وغابت عن المشهد تماما، وكذلك في طائرة الصالات، فقد شاركت الأندية في البطولات العربية ووصلت إلى مراكز متقدمة، خاصة فريقي الأولمبي ودي لاسال.
وكذلك هناك العديد من الأندية الفاعلة التي اوقفت النشاط خلال المرحلة الماضية لأسباب مختلفة ومن أبرزها: الأولمبي وعيرا وعمان وشباب الأردن والزرقاء وأمانة عمان.
ويؤكد الخبراء أن اللجنة الاولمبية والاتحاد وإدارات الأندية والجامعات ووزارة التربية والتعليم، تلعب دورا محوريا في تطوير اللعبة، وهذا يحتاج إلى تغيير شامل في النهج، من خلال توفير مستلزماتها الضرورية، وخاصة أماكن التدريب، ومدربين على سوية عالية، والاهتمام بكافة فئاتها العمرية ومنتخباتها الوطنية.
الاتحاد يقوم بواجبه
عضو الاتحاد ورئيسة لجنة الطائرة النسوية منى قناش، تقول إن طموحنا كبير لنشر اللعبة في مختلف المناطق ورعايتها، وندعم كافة الأندية النسوية وبطولاتها من خلال الجوائز المالية، لكن موازنة الاتحاد محدودة وهي موجهة للمنتخبات الوطنية، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد لاستقطاب شركات لدعم بطولاته، ونسعى دوما للتعاون مع كافة الهيئات، لتنظيم بطولات تسهم في توفير فرص الاحتكاك للاعبات، مشيرة إلى أن الاتحاد أقام مراكز للواعدات في كل من عمان وإربد والزرقاء، ونعمل على إقامة بطولات للفئات العمرية، التي ستكون هي أساس المنتخبات الوطنية، ويوجد الآن منتخب الناشئات الذي ينتظر ان يشارك في البطولة العربية للناشئات في المغرب خلال آب (أغسطس) المقبل.
وبينت ان الاتحاد زاد من نشاط الكرة الطائرة النسوية خلال العام الحالي فأقام بطولة للناشئات، وهناك الدوري النسوي وكأس الأميرة آية بنت الفيصل، وبطولة للطائرة الشاطئية في رمضان.
دعم الأندية
يقول أمين سر نادي التعاون عبدالسلام أبو العسل: فرق السيدات تحتاج لرعاية خاصة وأماكن مناسبة للتدريب، وكذلك الثقة المتبادلة بين الأهل والنادي، وعلى اتحاد اللعبة أن يساعد الأندية ويشجعها على ذلك، من خلال توفير الدعم المادي الممكن لكي تتمكن الأندية من الانفاق على فرقها، لأن الأندية التي ترعى الطائرة النسوية محدودة الامكانات وتعاني من صعوبات مالية كبيرة، وهذا يدفعها احيانا إلى تجميد اللعبة، وبذلك تكون الفرق النسوية هي الضحية، وواجب الاتحاد توزيع لاعبات مراكز الواعدين على الأندية لزيادة التنافس بينها.
أما المدرب فواز زهران مدرب نادي دي لاسال: فقد قال إن اللعبة تحتاج الى رعاية خاصة، من خلال دعم الفرق النسوية وزيادة مبارياتها بحيث تكون البطولات على مدار العام، وتكون بطولة الدوري ذهابا وايابا ومربعا ذهبيا الأمر الذي يزيد من عدد المباريات، وكذلك تقوم الأندية بدورها من خلال إقامة بطولات خاصة، وكذلك الجامعات والهيئات الأمر الذي يسهم برفع مستوى اللعبة.
أما اللاعبة ندين العكشة فتطالب بزيادة الاهتمام بالبطولات النسوية، وزيادة عددها، ورعاية اللاعبات الواعدات، وتشكيل منتخبات وطنية ورعايتها طيلة العام، الأمر الذي يسهم بزيادة الجرعات التدريبية وزيادة المباريات، وهذا يؤدي الى تطوير مهارات اللاعبات، والوصول إلى مستوى أفضل، وأكدت أن هناك فرقا كبيرا بين الفرق المحلية والعربية، وكذلك اللاعبات المحليات واللاعبات المحترفات، وطالبت اتحاد اللعبة والأندية بالتعاون من اجل تطوير اللعبة وزيادة الأهتمام بها، خاصة قي المدارس التي هي مكان تفريخ اللاعبات.
معوقات كثيرة
تقول د. منال طه المدرسة في كلية التربية الرياضية بجامعة مؤتة، ان معوقات الكرة الطائرة للسيدات ترتبط بعدم الاهتمام بها في المراحل الاساسية في المدارس، رغم الجهود الكبيرة التي تبذل من وزارة التربية والتعليم، اضافة للعادات والتقاليد، وعند وصول اللاعبات للجامعة يكون لها اهتمامات اخرى لعدم وجود الحافز.
وكذلك قلة البطولات والمشاركات الخارجية لها دور كبير بالعزوف عن مواصلة اللعب، وحول السبل لتطوير اللعبة اكدت طه ان العودة لحصة التربية الرياضية اهم سبيل لتطوير مختلف الالعاب، اضافة لوجود مراكز للواعدات باشراف الاتحاد بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وكذلك الاندية، لأن ذلك يوجد قاعدة قوية للعبة.وحول وجود المدربات اكدت ان هناك اهتماما كبيرا بتأهيل المدربات، واقيمت العديد من الدورات المتخصصة لتدريب كرة الطائرة للمعلمات باشراف الاتحاد الدولي، وكذلك وجود عدد كبير من كليات التربية الرياضية التي تخرج المدربات المؤهلات.