نظمي السعيد*

Related Posts

كتب:بلال الغلايني

صباح يوم الجمعة 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 1998، وعند دخولي الدائرة الرياضية في صحيفة الدستور حيث أعمل، وجدت الزميل رزق المصري (متعه الله بالصحة والعافية) واضعا يديه على وجهه في مشهد حزين، فقلت له (خير أبو وحيد)، فرد علي بصوت خافت… (أبو السعيد أعطاك عمره)، فكانت بمثابة الصدمة التي وقعت علي، فالاستاذ نظمي السعيد شخصية رياضية وقامة إعلامية، تقلدت العديد من المناصب التي ابدع فيها، مثلما يعتبر من الرعيل المتميز الذي قدم الكثير لوطنه وللرياضة الأردنية على مدار عقود طويلة كان فيها الرياضي المتميز، وصاحب الفكر النير، وصاحب الشخصية القوية، وصاحب القلم الحر.
الراحل نظمي السعيد بدأ مسيرته مع الرياضة بسن مبكرة، وعشق لعبتي كرة القدم حارسا للمرمى، وكرة السلة، لكن شغفه بكرة القدم جعل منه حارسا بارعا، مستمدا عزيمة (حراسة المرمى) من حارس الأهلي آنذاك حسني حسن، ورغم حبه وعشقه للنادي الأهلي، الا أن الراحل السعيد اختار نادي الشباب للعب معه.
ونظرا للمستوى الفني الرائع الذي قدمه في حراسة المرمى، تم اختياره لتمثيل المنتخب الوطني، فشارك في الدورة الرياضية العربية التي أقيمت في بيروت في العام 1957.
وخلال عمله مدرسا للتربية الرياضية في مدرسة كلية الحسين، اكتشف أبو السعيد الكثير من اللاعبين أصحاب المواهب الفنية العالية، وكانت مدرسته تحصد القاب البطولات، كون لديها فريق على سوية عالية، حيث عرف عن فريق مدرسته بأنه أقوى من فرق الأندية في ذلك الوقت، حتى أن المنتخب الوطني الذي كان يستعد للمشاركة في بطولة كأس العرب طلب مقابلة فريق كلية الحسين على ملعب الكلية العلمية الإسلامية.
الراحل أبو السعيد وتحديدا في أواخر الخمسينيات توجه الى مصر لدراسة التربية الرياضية في معاهدها هناك، وهناك كان بداية قصته مع كرة اليد، التي أحبها كثيرا، وعندما عاد قام بتشكيل فريق لكرة اليد في كلية الحسين، حيث بدأت اللعبة بالانتشار، خصوصا بعد أن قام بتشكيل فريق للنادي الأهلي، ولغاية يومنا هذا فأن بطولة كأس الأردن لكرة اليد تحمل إسم الراحل نظمي السعيد، وقام الاتحاد بتكريمه ضمن كوكبة الشخصيات الرياضية التي خدمت اللعبة.
ومع عودته إلى الأردن بدأ الراحل أبو السعيد حكايته مع الصحافة والأعلام، بعد أن كان قريبا منها في مصر ومتابعا لكبار الكتاب الرياضيين، ووجد الفرصة مواتية أمامه فبدأ الكتابة في مجلة النادي الأهلي التي كانت تصدر شهريا وهذا كان في أواسط الستينيات، ثم عمل بعدها في صحف أسبوعية، الى جانب عمله في كلية الحسين.
وبعد أن قرر الراحل ابو السعيد الابتعاد عن ممارسة كرة القدم خصوصا بعد الاصابة التي تعرض لها في اصبع يده، ذهب إلى قطاع التحكيم، ونجح في ذلك، اضافة إلى انه عمل في مجال التدريب، ما منحته هذه الأعمال (المتراكمة) خبرات اضافية في عمله الإعلامي، حيث تميز في الإذاعة الأردنية من خلال تقديمه لبرنامج صدى الملاعب.
وعندما تم الاعلان عن إنشاء صحيفة الرأي في العام 1971، انضم ابو السعيد إلى كادر الصحيفة، قبل أن يغادرها، ثم عاد اليها في العام 1976، وبقي فيها حتى وفاته رحمه الله، وخلال وجوده في صحيفة الرأي ترأس الراحل اتحاد الاعلام الرياضي لأكثر من دورة.
وعمل الراحل أبو السعيد في العديد من الاتحادات الرياضية، ولعل أبرزها في اتحاد كرة القدم، حيث شغل منصب الأمين العام، ورئيس لجنة الحكام، وهو كان صاحب فكرة اطلاق مسابقة درع الاتحاد، ورئيس لجنة المسابقات، مثلما عمل في اتحاد العاب القوى، واطلق المسابقة الأولى في نوعها في الوطن العربي (دوري العاب القوى)، حيث كان يختار المسابقات المهمة، تزامنا مع المباريات التي تقام في ستاد عمان الدولي.
وعرف عن الراحل ابو السعيد بأنه صاحب القلب الطيب والأبيض، والكريم، وصاحب الخلق الرفيع، مثلما تميزت كتاباته بالجرأة، خصوصا في مقاله اليومي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.