خليل الحليق*
ما يزال “خليل الحليق” اسما راسخا في قلوب محبيه وما أكثرهم، وخصوصا الأسرة الرياضية، التي تستذكره بالخير، وما قدمه من تضحيات وعطاء عز نظيرها، فهو اللاعب والمدرب والحكم والإداري والصحفي الناجح، الذي اعطى كل ما لديه خلال وجوده على الساحة الرياضية والشبابية في الأردن، قبل أن يرحل، ويترك بصمات رائعة في المجالات التي عمل لها وكان نجما كبيرا.
“أبو جمال” وهو الاسم المحبب له، والذي بقي عالقا به حتى رحيله، رغم انه لم يرزق بـ “جمال” فأهداه العلي القدير ثلاث من “الصبايا”، ويعتبر “ابو جمال” من الرعيل الأول الذي مارس لعبة كرة اليد، بعد أن دخلت اللعبة الملاعب الأردنية، حتى وفي غربته أثناء دراسته في مصر بعد أن اكمل تعليمه الثانوي في مدرسة السلط الثانوية، التحق مع فريق السواحل المصري برفقة زميليه سمير نصار ونبيل شمروخ، فشكل هذا الثلاثي قوة كبيرة عززت من تطور اللعبة في الأردن وسرعة انتشارها في المدن والمناطق، خصوصا بعد عودتهم الى الوطن والتحاقهم مع الأندية الأردنية.
حظي الراحل “ابو جمال” بأن يكون ضمن أول فريق لنادي السلط الذي تشكل مع بداية العام 1970، الى جانب “عتاولة” اللعبة آنذاك “ابراهيم الجزازي وجمال خريسات وسويلم حداد وأمين ابو غنمي وعلي الذوقان وأحمد كلوب”، وبقي مع الفريق سنوات طويلة، ونظرا لما كان يتمتع به من قدرات فنية عالية وشغله لمركز (صانع الألعاب) استدعي لصفوف المنتخب الوطني الذي مثله لسنوات طويلة، كان فيها النجم الأبرز، حيث لقب بـ “اللاعب الذكي” كونه كان يستعمل عقله في خداع اللاعبين المنافسين بحركات سريعة ما تزال في الأذهان، حتى أن الرقم (4) لصق بالراحل الحليق واعتبر هذا الرقم مميزا في ميادين كرة اليد.
ولم تقف ممارسة الراحل الحليق عن معشوقته “كرة اليد” فقد مارس لعبة كرة القدم في نادي السلط، ونظرا لتعدد مواهبه، فقد لعب في مركز المهاجم، وايضا في مركز حراسة المرمى، وقد اثبت تواجده في هذه اللعبة لمستواه الكبير، في الوقت الذي بقي فيه ممارسا لكرة اليد، قبل أن يتوجه الى التدريب، وهنا بدأت رحلته الجديدة مع الانجازات وخصوصا مع المنتخب الوطني الذي تولى تدريباته لفترة طويلة حقق فيها الفريق الكثير من الإنجازات والانتصارات، كما اشرف على تدريبات فرق السلط وعمان والأرثوذكسي.
وعمل “أبو جمال” في رياضة الجمباز، وتخصص في هذه الرياضة بعد أن ساهم كثيرا في ادخالها إلى الأردن، وتخصص في مجال التحكيم ونال الشارة الدولية، مثلما عمل ايضا في مجال الإعلام وتحديدا صحفيا رياضيا في الزميلة “الرأي”، مثلما عمل مدرسا في الكلية الجامعية المتوسطة وكلية المجتمع العربي وكلية التربية الرياضية بالجامعة الأردنية والتي حصل منها على درجة الماجستير، حيث يقول زميله في الدراسة الجامعية الدكتور حسين أبو الرز “أن الراحل خليل الحليق كان شعلة من النشاط والعطاء اللامحدود وكأنه .. لاعبا مميزا في منتخبنا الوطني لكرة اليد.. ورياضيا متوجا في مدرسة السلط وناديها، وكلية التربية الرياضية بالاسكندرية”.
وتمتع الراحل “أبو جمال” بالأخلاق العالية التي منحته حب الناس كثيرا، وكان على سوية عالية من الثقافة، وهو كان يتابع التطورات والتعديلات على قوانين الألعاب الرياضية باستمرار، وعقب وفاته في العام 1992، حظي الراحل بتكريم مميز من أسرة كرة اليد الأردنية ممثلة بنادي السلط والنادي الأرثوذكسي والاتحاد الأردني وكلية التربية الرياضية بالجامعة الأردنية، التي استضافت مهرجان التكريم، كما قام الاتحاد في العام الماضي بتكريم الراحل “أبو جمال” ضمن كوكبة المكرمين الذي خدموا اللعبة.
وللراحل العديد من الأشقاء ومن بينهم ابراهيم ومحمود، حيث قدما الكثير للرياضة الأردنية وما يزالان، فابراهيم لعب مع نادي السلط لفترات طويلة والتحق مع المنتخب الوطني، كما عمل مديرا ماليا في اللجنة الأولمبية الأردنية، والعديد من الاتحادات الرياضية، وهو حاليا يحتل عضوا في مجلس إدارة اللجنة البارالمبية الأردنية، كما أن الشقيق الآخر محمود حاصل على درجة الدكتوراة في التربية الرياضية وعمل في مجال الرياضة لاعبا في نادي السلط.–الغد