رزق المصري*
عند الحديث عن الزميل رزق المصري “أبو وحيد”، فإننا نسرد مسيرة رجل عاصر الرياضة بصورة شاملة وقدم عطاء غير منقطع على مدار نحو نصف قرن من الزمن، ترك فيها بصمته لاعبا ومدربا وإداريا وصحفيا ومعلما تربويا وغيرها، من المناصب التي شغلها لحبه وعشقه للرياضة، التي شكلت أسلوب حياة بالنسبة له، “الأب الروحي” لكرة السلة، وصديق الجميع، هكذا هي مسيرته العطرة التي حصد فيها النجاح ومحبة الجميع، حيث كان همه العمل والإنجاز والتفوق فقط، دون اعتبارات أو مكاسب شخصية بقدر أن يعم الخير على الجميع.
المصري من مواليد العام 1946، تألق في الملاعب الرياضية في شبابه وحقق إنجازا لافتا بالتتويج في نفس العام 1973 بلقب دوري كرة السلة بقميص النادي الأرثوذكسي، ولقب دوري كرة اليد مع الجزيرة، لكنه أكمل مسيرة حافلة بالألقاب والتفوق في كرة السلة التي ارتبط بها منذ بواكير عمره، حتى تحول إلى التدريب وخطف الألقاب خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لسنوات طويلة مع الأرثوذكسي، والنادي الذي اختاره ضمن 4 شخصيات فقط لتكريمه ضمن الأكثر تأثيرا في تاريخ النادي العريق بمناسبة اليوبيل الفضي لتأسيسه، ثم أعاد النادي الأهلي ليعانق لقب الدوري السلوي بعد طول غياب في تسعينيات القرن الماضي، الى جانب تواجده في الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني في العديد من المناسبات الكبرى.
كما شغل منصب المدير الفني لناديي الأرثوذكسي والأهلي خلال أكثر من فترة في تسعينيات القرن الماضي، ومطلع الألفية الجديدة، ثم شغل منصب المستشار الفني لاتحاد كرة السلة في فترة ذهبية شهدت تأهل منتخبنا الوطني إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخه.
تقلد (أبو وحيد) العديد من المناصب الإدارية من أبرزها أمين عام اتحاد كرة السلة وكذلك اتحاد كرة اليد، وعضو في مجلس ادارة اتحاد ألعاب القوى، وعضو لجنة المنتخبات الوطنية للإعداد للدورة العربية 1999، وعضو اللجنة الفنية الأولمبية، وعضو اللجنة التنفيذية للدورة العربية 1999 “دورة الحسين”، ورئيس أول لجنة حكام للريشة الطائرة، وعضو لجنة إعداد اللوائح الفنية للمعاقين في الدورة العربية 2003.
قام بإدخال لعبة كرة السلة على الكراسي المتحركة للمعاقين الى الأردن، وكان له دور كبير في المساهمة في إنشاء فرق ومنتخب وطني للعبة، وتقلد منصب رئيس منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا لكرة السلة في الاتحاد الدولي لكرة السلة على الكراسي المتحركة بين عامي 1990 و1997.
عمل صحفيا بالقسم الرياضي في صحيفة الدستور وصحيفة الدستور الرياضي بين عامي 1980 و2006، وكان رئيسا للجنة الإعلامية لأكثر من بطولة عربية للتنس الأرضي والمصارعة واليد والسلة والقدم، حيث عرف عنه بكتاباته الرائعة وتقريره المميزة، والتحاليل الفنية لمختلف الألعاب الرياضية.
عمل المصري معلما للتربية الرياضية لأكثر من أربعة عقود، وساهم باكتشاف وتطوير العديد من أصحاب المواهب في المدرسة الأرثوذكسية وكلية تدريب عمان ومدارس وكالة الغوث، كما عمل مديراً فنياً لمنتخبات كرة السلة المدرسية في أكثر من مناسبة وساهم في قيادة منتخبنا للبنين للفوز بأول ميدالية ذهبية عربية مدرسية في العام 2010.
ساهم المصري بالعديد من المبادرات المجتمعية الخيرية، وهو الذي دعم جهود الجمعيات الخيرية للصم والبكم، إلى جانب دعوته تقديراً لجهوده إلى الأولمبياد الخاص الأكبر من نوعه لأصحاب الإعاقة الذهنية في الولايات المتحدة الأميركية.
امتداد مسيرة المصري العطرة نراها في أبنائه، حيث يشغل نجله الأكبر وحيد منصب رئيس تحرير النشرة الرياضية في قناة العربية الفضائية، ونجله مراد يعمل حاليا كصحفي في القسم الرياضي لصحيفة الاتحاد الإماراتية، وهو أول أردني يفوز بجائزة الصحافة العربية للفئة الرياضية عام 2018، كما سبق لابنتيه سهى وآية المشاركة في صفوف المنتخب الوطني لكرة السلة، الى جانب التتويج بلقب الدوري المحلي للسيدات مع الاندية التي لعبتا معهما.