طارق خوري*
يعتبر طارق خوري من أبرز صنّاع الإنجازات في نادي الوحدات، حيث سطر حكاية مختلفة من العطاء والحب والولاء، جعلته يحظى بعشق جماهير القلعة الخضراء.
وطالما تغنت جماهير الوحدات بطارق خوري، وما تزال تردد هتافها الشهير: “ثوري ثوري ثوري.. بنحبك طارق خوري”.
وتصف معظم الجماهير الخضراء خوري بأنه أفضل من تسلم رئاسة نادي الوحدات، استنادا لحجم الإنجازات المحققة بعهده، ودفاعه الشرس عن أي ظلم كان يحدق بناديه.
ويستعرض موقع كوورة في تقرير “شخصيات مؤثرة في تاريخ الأندية”، ما تركه خوري من أثر كبير في المسيرة الخضراء طيلة سنوات رئاسته لنادي الوحدات.
خوري.. الطريق إلى الوحدات
بدأ طارق خوري مسيرته الرياضية، كمشجع للوحدات، يحرص على حضور معظم مبارياته، يفرح لانتصاره ويحزن لخسارته.
وكان الوحدات في حياة خوري، يشكل الحب والشغف والأمل، وعشق للنادي كان يفوق الوصف، وهو ما لمسه أصدقاؤه وتحديداً الراحل صلاح غنام، وحاولوا إقناعه بالانتساب للنادي، في ظل إيمانهم العميق بقدرات الرجل وحبه للقلعة الخضراء.
وفي منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي أصبح خوري، عضوا في الهيئة العامة لنادي الوحدات الذي كان يترأسه آنذاك بهجت شهاب، وهذه الخطوة مهدت له طريق الوصول إلى مجلس الإدارة.
وكانت أمنيات خوري تقتصر دوما على إسعاد جماهير الوحدات في كل مكان، فهو كان مشجعا ويعرف إلى ماذا تطمح وتتمنى.
وترشح خوري لعضوية مجلس الإدارة لأول مرة بمسيرته عام 2003 ، ولم تكن هذه الخطوة سهلة، فانتخابات نادي الوحدات ذات حسابات معقدة، والتخمين بنتائجها أشبه بضرب من الخيال.
واجتاز خوري الانتخابات بنجاح ونال ثقة أعضاء الهيئة العامة، ليتسلم نشاط كرة القدم في عهد الرئيس رياض عبد الكريم، وفي عام 2005، خاض الانتخابات مجددا وشغل منصب نائب الرئيس.
كانت طموحات خوري تكبر مع كل يوم يمضي، ويكبر معها حبه للوحدات، فخاض عام 2007 غمار المنافسة على رئاسة النادي، وفعلاً تحقق له ما أراد.
إنجازات وجائزة
أدرك خوري حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه، بعدما أصبح رئيساً لناد يحظى بجماهيرية كبيرة، كان همه الأوحد يتمثل بتحقيق نهضة استثنائية تسعد الجماهير العاشقة، وتروي الأفواه العطشي للانتصارات.
ولأن خوري بات معشوقاً للجماهير الخضراء، وتحديدا بعد تتويج فريق كرة القدم بسلسلة ألقاب، لم يتردد في ترشيح نفسه مجددا، وأصبح رئيسا لدورتين متتاليتين، وحتى عام 2011، ليسطر الوحدات إنجازات تاريخية على صعيد فريق كرة القدم.
وتوج الوحدات بعهد خوري برباعيتين تاريخيتين من الألقاب، الأولى عام 2009 مع المدرب العراقي أكرم سلمان، والثانية عام 2011 مع الكرواتي دراجان تالايتش، ليصبح الفريق الوحيد الذي يحقق ذلك.
وحصل الوحدات تقديرا لإنجازاته، على جائزة الشيخ محمد بن راشد للإبداع الرياضي، حيث تسلمها طارق خوري.
وكان مجلس إدارة جائزة الشيخ محمد بن راشد، قد اختار الوحدات كأفضل صاحب إنجاز كروي على مستوى الأندية العربية، بعد نيله ألقاب جميع المسابقات المحلية موسم “2008-2009”.
ولم يترشح خوري عام 2011 لمنصب الرئيس، فالقانون ينص على أنه لا يجوز للرئيس أن يستمر لأكثر من دورتين متتاليتين بمنصبه، ليتسلم المهمة نائب الرئيس في عهده، د. فهد البياري.
وعاد خوري لمنصب الرئيس، لدورتين متتاليتين عامي “2013-2015” مواصلاً بالتالي حكاية الانجازات.
وكان صوت خوري مدوياً وهو يدافع عن حقوق ناديه، ويرفض أي ظلم قد يتعرض له فريقه، مما زاد من محبة الجماهير التي تطالبه دائماً بالعودة إلى الرئاسة.
وتتجاوز عدد الألقاب التي ظفر بها الفريق الأول بعهد طارق خوري الـ “17” لقباً، منها “7” بطولات دوري وهي البطولة الأهم والأكبر.
ويعتبر إحراز الوحدات للقب الدوري في عهد خوري “7” مرات، رقما مؤثرا في مسيرة وتاريخ النادي الذي حصل على لقب هذه البطولة “16” مرة.
وظفر الوحدات بعهد خوري، بكافة ألقاب البطولات الأخرى، وفي أكثر من مرة، وهي كأس الأردن والدرع وكأس السوبر، فضلاً عن إنجازات فرق الفئات العمرية.
ولا ينكر خوري أن شعبيته الجماهيرية الجارفة في نادي الوحدات كانت عاملاً مساهماً في وصوله إلى البرلمان النيابي الأردني لأكثر من دورة.
طارق خوري، بعشقه للوحدات وانتمائه له، قاده إلى تسطير أكبر الانجازات، لذلك سيبقى رئيساً خالداً في ذاكرة جماهير القلعة الخضراء أبد الدهر.