الفيصلي: مكروه جداً..محبوب جداً
كتب: رأفت سارة
لم يحض نادي أردني بما حظي به الفيصلي من الحب والكره بان واحد ، فهو يشبه يوفنتوس في ايطاليا وبايرن ميونخ في المانيا ،،إما أن تحبهم وإما ان تكرههم ، لا لون رمادي يصبغهم ” يا أبيض يا أسود” ..فهو ناد غير محايد والواضح انه ..لن يكون!
محبوه يكتبون فيه الشعر والقصص والروايات ومنتقدوه يرسمون له الصور المسيئة على الحيطان وجدران الذاكرة ….!
لكن من هو الفيصلي ، ولماذا يكرهونه ويتمنون زواله ،،ولماذا يدعوا له محبوبيه بطول العمر !!
شيطان الكره
صحى جيل جديد من رواد الفيس بوك على وجهين من الفيصلي واحد يرونه أمامه ويركبون عليه القصص والصور والوجوه والديكورات كل على طريقة رؤيته له ، بناءا على تناقل أحاديث شفوية من أباء وأجداد ،،ولا يمكنك بالطبع أن تحزرماذا قالوا عنه لابنائهم ، وعليه لا يمكنك ان تتوثق ان كانت تلك حقائق أو إشاعات ،،وثان ساهمت بعض تصرفات الحكام والإعلام الرسمي وخطابات الكراهية في تنامي صورة ما ان يسمعها أو يراها “جيل الديجتال” حتى يسرح بالخيال ويركب عليها الصور التي تتناسب مع الحوادث المختلفة و المتعاقبة!
لكن ماذا سمعوا من ذويهم ؟؟
دوريات بالكذب والغش، رشاوى لحكام ، مسدسات وخاوات ، محاباة من ادارات تعاقبت على العمل باتحاد كرة القدم ،غرق في الماضي بلا دليل ووثائق،،لكن من يمتلك دليلا، من رأى، من عايش، من خبر الشر، ومن نصب نفسه إلها ليصنف ويفرز ويوجه الناس لطريقي الجنة والنار!
..نترك الإنشاء جانبا ، ونتحدث عن كل نقطة بالتفصيل ، فيما يتعلق بالمساوىء إن شئتم ، وسنقوم بنفس الفعلين حين نتحدث عن الفضائل والميزات.
مسدس مصطفى العدوان
سنبتعد قليلا عن حكاية الأرقام تلك وسنركز على الطريقة السخيفة التي تصل الينا من خلالها الحقائق ،،ومشكلة هذه الطريقة انها تعتمد على دقة وصدق الشخص المتحدث ، وإذا ما عدنا لاهم ثلاث حقائق معروفة في- “الديموغرافيا” علم السكان – والمتعلقة بالوطن العربي وأقصد ” التحليل والتحريم ، والتقريب الى صفر أو خمسة ، والتعميم” سنجد ان “التعميم ” قد اضرنا أكثر مما نفعنا ، لكن كيف ؟؟
بما ان الكلام شفهي وبما ان ذمتنا واسعة او على الاقل هكذا يتضح لنا من طريقة استقصاء المعلومات بمرحلة ما قبل الفيس بوك حيث نجد انه إذا تشاجر شخصان ف”لطخ” ضرب احدهما الأخر”بوكس والثاني شلوت” كنا نفاجىء بعد ساعات ، ان هناك ” سكاكين و امواس وتشطيب الخ ..” وهذا الامر قد ينطبق على الفيصلي وخصوصا بمرحلة السبعينات ، حيث كان أبرز ما قيل عن الراحل الكبير الشيخ مصطفى العدوان انه كان ينزل ع الملعب ومعاه مسدس يضرب ، يبطش …ممتاز ، لكن هل هذا منطقي ؟؟
واين العقل والحكمة والتمحيص ،،يقول الرهوان ابراهيم مصطفى الهداف الأول للفيصلي حتى العام 1990، والذي اخذ الرقم 10 من العدوان نفسه و الذي طلب مني ان انقل لكم حرفيا ما حصل معه حين رافق المرحوم مصطفى العدوان منذ العام 1971 وحتى وفاته – وقد أكد ذلك الثعلب باسم مراد في تسجيل فيديو أيضا – كيف يمكن للاعب ان يحمل مسدسا في الشورت وينزل للملعب ، الا تحمل في سروالك الداخلي”الشورت” ورقة او “محرمة فاين” وتسقط منك ، اين سيضع المسدس وكيف ستلعب ؟؟
يؤكد الرهوان والثعلب باسم مراد مصطفى العدوان” شخصية عامة و مهمة وهو شيخ كبير ومهم فهو من أعيان قبيلة العدوان والأغوار وذو مركز مهيب ومسدسه لم يكن يفارقة او يفارق حراسه الشخصيين، لكن أثناء اللعب ، هذا هراء ..بالعكس مصطفى العدوان حين انتهى من اللعب كان ينهانا عن مجادلة الحكام والإساءة لهم وللزملاء الأخرين بالملعب وخارجه ”
كما استذكر الرهوان حوادث جرت امامه ومنها على سبيل التذكر انه كان ينبذ التفرقة والعنصرية ، حيث تطوع ذات مباراة مع الوحدات ابن عم له ، وذكر محمسا في كلامه ومطالبا اللاعبين ببذل الجهد بضرورة الفوز على “البلجيكية” ويقصد لاعبي الوحدات من أصول فلسطينية ، فما كان من الشيخ مصطفى العدوان الا ان لطمه على وجهه ومنعة من دخول النادي للأبد…
ولم يبقى للأبد لقب”العفاريت الزرق” الذي أحبه مصطفى العدوان والذي كان سيبقى خالدا وحصريا للفيصلي الذي اختاره محبوه ركب موجة التلقيد فسموه “الزعيم” فصاروا رقما ثانيا الى جانب الهلال السعودي وأندية أخرى
وهذا ما لم يكن ليرضى به مصطفى العدوان الذي كان مع شقيقه الأكبر سلطان العدوان رحمهما الله ، أكثر شخصيتين إشكاليتين قادا الفيصلي ، وصبغاه بصبغتيهما ، وتميز مصطفى العدوان عن شقيقه الأكبر بقوة الشخصية والصلابة والشكيمة ..فيما التهى سلطان العدوان بالقومية العربية وبفلسطين وبأمور حياتيه أخرى جعلته أكثر مرونة وسلاسة،، وكنت ترى ذلك من خلال نقده لجمهور الفيصلي ، في حين أن هيبة مصطفى لم تكن لتسمح باي إساءة وكانت جماهير الفيصلي وبإشارة منه تهدأ بعد هيجان وكأن شيئا لم يكن ، كلاهما أحب الفيصلي وقاتل بالمعنى الحرفي للكلمة وهذا حقة ، وحق كل منتمي لقضية او نادي أو فكرة ،،لكن هل أساءا للأخرين ؟؟
العدوان والوحدات والبقية
حين فاز الوحدات بلقب موسم 1980 أرسل مصطفى العدوان من يشتري باقة من الزهور وذهب مهنئا للوحدات ووصل للنادي قبل ان يصل فريق كرة القدم ، وحين جلس ذات يوم مع الدكتور فهد البياري وكان رئيسا للوحدات قال للدكتور محمد خير ديباجه ولم يكن قد نال الشهادة بعد ” يا محمد لازم الرمثا يعملولك تمثال على اللي بتعملوا لنادي الرمثا” ..هذا كلام فماذا عن الأفعال !!
لقد سافر المنتخب الوطني لبغداد وحدث أن حضر مصطفى العدوان مع وزير الشباب لهناك وكان أكبر وأهم مهاجمين بالرمثا والأردن “المرحوم ” خالد الزعبي ووليد الشقران مصابان أو احدهما ولم يعودا يمتلكان المال الكافي للعودة للرمثا، وعرف العدوان ذلك، وكي لا نطيل في القصة أشار لوليد وخالد أن يصعدا للجناح الذي يقيم فيه ، وهناك فوجئا بحقيقة “سانسودايت” ملئى بالعشرات والعشرينات من الدنانير وبان عليهما أن “يغترفان منها كل ما يودان حمله من الالاف المؤلفة ..بعد الحاح ولخوفهما من مساعد العدوان اخذا ما300 دينار وهي توازي أكثر من 10 الاف بدنانير اليوم قيمة وعادا للرمثا ..كما ان مصطفى العدوان نصح عبدالحليم سماره وهو حي يزرق بالاهتمام بنجوم الرمثا وأمنه عليهم وقال له حرفيا “إذا ما بدك تعتني فيهم والظروف ما بتساعد باخذهم على الفيصلي ”
وناداهما – اي وليد وخالد الزعبي – للعب بالفيصلي في قصة طويلة الجزء الاخير الذي يهمكم منها ، انه عرض على كل واحد منهما مبلغا يوازي أكثر من 100 ألف بايامنا ، وحين اصفر وجهيهما ، واخبره وليد الشقران بانه ان عرفت الرمثا فقد تقتلهما ، أمر بضيافتهما دون ان يلح عليهما أو يأمر ويرعبهما ويرغمهما على اللعب للفيصلي،، وهذا الأمر حصل مع نجم دفاع الوحدات وليد قنديل الذي عرض عليه بالعام الذي توفي فيه والده 1979 ان يلعب للفيصلي مقابل شقة و5000 دينار وسيارة ورفض قال لهم العدوان “قلت لكم انه لن يلعب لغير الوحدات حتى لو بمليون دينار”!!
هل هذه شخصية رجل يبطش بالأخرين ..لا أعلم ، ولا أريد ان احلل لكني نقلت لكم حوادث رواها لي وليد قنديل ووليد الشقران وأرشفتها في فيدوهات ؟؟
عنف الجلاد
لكن ماذا عن جميل عبدالكريم العبداللات الذي يمكن اعتباره أكبر جلاد بتاريخ الأردن وربما الوطن العربي وحادثة انهاء حياة علي شعبان لاعب الاهلي حين جلس فوق قدمه وجعل
الاطباء يقررون في الاردن انه لن يمشي الا بزاوية 90 درجة ما جعل والده يعود مسرعا من مصر ويرسله لامريكا 6 شهور للعلاج فما عاد يلعب كرة قدم وما عادت قدماه طبيعيتان ليومنا هذا ، وقد استسمح جميل من علي في عزاء المرحوم خالد عوض وبكيا وسامح كلاهما الاخر ، يقول ابراهيم مصطفى ” جميل هكذا طبيعته ، حتى معنا ، بامكانه ان يؤذيني في التمارين وحدث ان لعبنا بالدورة العربية ضد لبنان وتصادف ان كسرني مدافعا لهم ، فجاء الي جميل مسرعا وطلب مني ان أشير ع الى اللاعب الذي ضربني وكنت متألما ولم احدد وقال له زميل لي رقم “8” فذهب الى جواره وعطبه وأعاده محمولا الى لبنان ..هكذا هي طريقة لعب جميل عبدالكريم وتلك كانت طريقة لعب سيد المصري لاعب الرمثا رحمه الله ، وقد اخبرني أحمد الشناينه بانه كان يؤذي لاعبي الرمثا بالتمارين عن غير قصد لانه طبيعة جسمه ولعبه هكذا ..وماذا عن خالد سعيد لاعب الوسط الذي تحول لظهير قشاش سنة 1983 والذي كان عنيفا بدرجة أقل من جميل عبدالكريم وأكثر من ابراهيم الزواهرة وشهاب بن فرج ..لقد اذى خالد الكثيرين ، وطرد وحرم بالأشهر ثم ترك الكرة ورحل لامريكا ، لكن هل علمه أحد العنف ؟؟ولماذا لم يكن أحمد الروسان وحدو وحسام سنقرط ومحمد اليماني عنيفين !!
تمثيل المنتخبات
ثم ما هي حكاية لعب أغلب لاعبي الفيصل بالمنتخبات الوطنية ، يقول ابراهيم مصطفى ” تصادف ان يكون لدينا 7-9 لاعبين بالمنتخب كان اغلب الفريق نجوما مميزين ، وتصادف ان كان لدى الرمثا فريق غير عادي بموسمي 1981 و1982 وكان منهم 9 لاعبين بالمنتخب وكذلك الوحدات ..الأمر صعب ، لقد كان سهل غزاوي ومنير مصباح وهاني الحتاملة ولورانس ساجع /الحسين ونبيل التلي ووليد مولا /الجيل وكان ابراهيم سعديه خارقا مع عمان والوحدات واستدعوا جميعا لتمثيل المنتخبات المختلفة ، لكن الفيصلي منذ العام 1983 وما تلاه بات قبلة لاهم واشهر اللاعبين وجاءات فترات على الوحدات والرمثا ان كانوا كذلك مقابل لاعبين مميزين لكن بدرجة اقل قليلا – مع احترامي لهم – بالفرق الأخرى.
ثقافة “الخاوة”!
وسالت الرهوان عما ان كان الفيصلي ينال البطولات ب” القوة والخاوة ” فقال ” يوميا يسالني الناس عن حكاية المسدس كما اخبرتك وعن أمور لم اسمع عنها او تحدث أمامي ان كانت حدثت أصلا ،، لم نكن في العام 1983 وما تلاه بحاجة لتدخلات حكم او اداري ، بتنا نفوز وبفارق كبير في كثير من المباريات وصارت الناس تسال كم ستفوزون “3 او 4 ” وهكذا ، طبعا لسنا اساطير ولا يوجد فريق بالعالم يبقى دائما الاقوى فهناك الاخرين وهناك فترات قوة وضعف ، فريق 1983 هو الافضل على الاطلاق بتاريخ الفيصلي لكن بعد العام 2005 بدات الامور تميل لصالح الوحدات وفرق اخرى ، الإحتراف قضى على الفيصلي في الغالب الأعم من السنوات.
محاباة التحكيم
ولانني اعرف صراحة الرهوان وصدقه سالته عما اذا كان صحيحا ما قاله لاعب الجزيرة الحاج علي عن المرحوم محمد عوض وكان في ايامه الاخيرة من انهم كانوا يرسمون للحكام سير المباراة من اول دقيقة وحتى يفوز الفيصلي فقال لي “لم اسمع ولم اكن موجودا ولا مرة ولا اشهد ان هذا حدث ، الله وحده العالم، لم نكن بحاجة لا للحكام ولا للإتحاد ليتدخل لكن للأمانة كانت كثيرا من القرارات فيها بعض المحاباة خصوصا في حالات الإنذارات والحرمانات وهذا مرده لان اغلب اعضاء النادي كانت لهم علاقات بالإتحاد وهذا ليس خفيا على أحد.
أما عن الحكام فقد كانت الناس تستهجن خصوصا في السبعينات الوقت المضاف على المباريات ومشكلتهم انهم يعتقدون ان ظروف كرة القدم اليوم هي نفسها ظروف الأمس، فقد كانت الكرة حين تخرج من الملعب تحتاج لللاعب او إداري ليعيدها ولم يكن غالبا غيرها ، مثل جامعي الكرات اليوم ، ثم لم تكن هناك إضاءة كافية بالملاعب ناهيك عن الإحتجاجات والإصابات والتدخلات العنيفة وعدم وجود كوادر طبية مختصة مثلما نرى الان ، كما باتت تحضر سيارات الدفاع المدني للملاعب في مرحلة متاخرة من السبعينيات ،،ومع ذلك ترى اليوم مباريات محلية وعالمية يضاف فيها احيانا 5 دقائق وأكثر على شوط او أكثر ..فلماذا لا يتوقف الناس عن الحديث عن هذا الأمر ، الحكام بشر يخطئون واليوم وبوجود تقنية “الفار” هناك أخطاء .
وساخبرك عن حادثة كنت بطلها ، وهي حادثة عمر سلامه نجم الوحدات وعماد مسلم شاهدان عليها ، فقد كانت الحكام تحترمني لانني لم اجادل الحكم يوما وكنت اخبر زملائي ان الصافرة اذا اطلقت من فم الحكم لا فائدة من الجدال ،،وكان مصطفى العدوان يخبرنا بان لا نجادل الحكم حتى لو احتسب ركلة جزاء من منتصف الملعب علينا ، فقد حدث ان تلاسن وكاد يتشابك عمر سلامه مع عماد مسلم وأراد الحكم ان ينذرهما ، فقلت له “عشاني ،،، عندي يا كابتن اعطيهما تنبيه فقط ” وفعلا فعل ، ثم استدرت وإذا بعمر سلامه ساكت وعماد مسلم يتوعد فقلت للحكم اعطيه ” أحمر ” وقد خشيت ان تحدث مجرزة في الملعب من الجماهير وغيرها ..فخرج عماد من الملعب غاصبا واخبر المدرب مظهر السعيد بان الرهوان قال للحكم ان يطردني ، ولم تكن علاقتي طيبة بالسعيد رحمه الله ، فغضب واراد معاقبتي ، ثم وصل الأمر لمصطفى العدوان فنادى عماد مسلم ومظهر السعيد بعد ان سالني وسال الحكم “استمع منا جميعا كل على حدى” ثم قال لعماد مسلم امامي وأمام مظهر “بدي اسال سؤال واحد بس وتجاوبني جواب بنعم او لا، وعليه بيتحدد مصيرك بالنادي ان كذبت بتروح على بيتكم فقل الصدق ، هل قمت باستفزاز عمر سلامه ، فأراد ان يشرح فقاطعه العدوان قائلا ، يا نعم أو لا ، لا تشرح ، واعترف ،،عندها غضب من مظهر السعيد وقال له :انت اي حدا بيقولك اي شيء بتصدقه ،اسمع من الطرفين ” !!
الغش والكذب
اقترفت الاردن كبلد ، والعرب كأمة وآسيا كشعوب بحق “الفيصلي والجزيرة والأهلي” جرائم كبرى تتمثل بعدم الأرشفة المبكرة وذلك عائد لأحد أمرين ، عدم توخي العربي بشكل عام الدقة في الكلام ، فمنذ ايام الجاهلية والشعراء يصفون ويغدوق على ما يحبون المديح ، ويهجون من يكرهون بأقذع الصفات ، وتتطور الأمر حتى وصلنا لتاريخ مزور يقال انه بني من مستشرقين أو ارباب ديانات أخرى كانوا يكتبون التاريخ طبقا لنوايا ومراد المحتل ،،وصحينا في حدود الدولة العثمانية على عرب يقترفون ثلاثة أخطاء كبرى بحق بشريتهم ” التحليل والتحريم ، والتقريب الى صفر أو خمسة ، والتعميم” حدث ذلك في زمن انشغال العرب بالحروب وغرقهم بالجهل في مقابل غرب كان جاهلا يعيش عصورا من الظلام واذا به يعاكسنا ، فصار يتبع العلم ، ومن العلم عرفوا وخبروا علمي ” الإحصاء والأرشفة” ولهذا ومنذ بواكير نشوء الدوريات الكبرى في بريطانيا العظمى أولا وانتقالها لايطاليا واسبانيا ففرنسا والمانيا ، وجدناهم يعرفون ويوثقون القصص والحركات وليس النتائج فقط ، فبت تسمع عن عدد مباريات كل لاعب واهدافه والدقائق التي لعبها ..الخ .
فيما حاول المستعمر ان يبقينا على جهل ، فصارت تكثر القصص والتهويل ، ومن ذلك قصص الشاطر حسن وتهيؤاتنا عن الضباع والوحوش الخ ،،
لكن ما علاقة الرياضة بكل ذلك ؟؟
ترتبط الاردن بفلسطين ارتباطا وثيقا ، واهتمت الصهيونية العالمية بطمس انجازات الرياضة الفلسطينية والعربية ولم يتعلم العرب ذلك ، فظلت الرياضة في نظرهم هواية وتسلية ولم تؤخذ على محمل الجد ، ونتج من كل ذلك اننا لم نكن نعرف ماذا فعل كل نادي ، الا بالمحصلة النهائية الفيصلي بطل ، الجزيرة بطل ، الاهلي بطل ،،حسنا بطل على من فاز ، ناهيك عن كيف فاز!!
لذلك كان منطقيا ان يكون لدى اخواننا الشركس أول مجلة رياضية او نشرات متكاملة لان اصلهم روسي ، يعني اوروبي، يعني دقة ، يعني بحث ،،فيما انشغل العرب او هكذا قيل لهم بقضاياهم الكبرى كمحاربة الدولة العثمانية ثم الاستعمار ثم اسرائيل ،،وضاع الفن والادب والرياضة “بين الرجلين” فلم نعرف الا من افواه اللاعبين القصص ، والمؤسف ان استنطاقهم جاء متاخرا لما بعد ظهور الصحف بالاردن “الدستور سنة 1969الراي عام 1971” ثم بوغتنا بجهل اكبر حيث كانت اخبار الرياضة تلقى على الهامش بعد اخبار السياسة والاقتصاد والاجتماعيات والادب والفن ..لكل ذلك لم نبدا نعرف اخبار الدوريات بانتظام الا في العام 1976 وهو العام الذي انشئت فيه جريدة الراي اول قسم رياضي متخصص !!
اجتهاد الراي دفعها لان تقدم شهادات وابداعات لمؤرشف مهم وهو استاذ شركسي اسمه على ما اتذكر “أحمد عزيز” هذا فيما يتعلق بالماضي اما الحاضر فتلاه ثلة من صحفيين مبدعين ،،لكن ماذا عن الماضي
دوري عام 1944
لان ما تم تناقله تم شفاهية “اي نقلا من شخص لاخر حتى وصلنا، فقد عرفنا ان الفيصلي توج بطلا لاول دوري سنة 1944، وبكثيرمن البحث عرفنا ان عبدربه ابو جسار سجل هدف الفوز ومنحهم اللقب ، لكن على من فاز ، على الأهلي ..رائع ، لكن ماذا عن المباريات السابقة ، كيف وصل الفيصلي والاهلي للنهائي ان كان ثمة نهائي ؟؟
في نطاق العلم الشفهي ، عرفنا أيضا ان الفيصلي قد فاز بدوري مواسم 1941، 1942 والاهلي بموسم 1943 ..ماذا ؟؟
هل للفيصلي 35 لقبا ؟؟
نعم للفيصلي 35 لقبا طبقا لرواية لاعب اسمه سليم القريوتي وبات أول حكم أردني لاحقا لكن لماذا نصدقه ؟؟ ولماذا نكذبه ، وان كذبناه لماذا لم نكذب اول شخص قال ان الفيصلي فاز على الاهلي بدوري 19444 ،،هل يمكن الوثوق بالكلام الشفهي المتناقل ؟؟
وجدت فيما وجدت عبر أوراق الجرائد سنوات فيها الفريق الفائز ولا يوجد فيها الهداف ، أو الهداف بدون بطولة فأين الصواب والخطا ..فمثلا مكتوب ان دوري 66 لم يقم وهو اقيم وفاز به الفيصلي فيما العكس مكتوب ان مهاجم الشباب جمال حميد قد توج هدافا برصيد 13 هدفا لذلك الدوري الذي لم يقم اصلا.. وسأوجزما وصلت اليه بالتالي:-
الفيصلي
- تأسست الاردن كدولة بعد انتهاء الاحتلال عام 1946،،فلاي جهة ستنسب دوريات ما قبل ذلك !!
- تاسس اتحاد كرة القدم الاردني عام 1953 وتأسس مبنى “الإتحادات الرياضية ومنها كرة القدم عام 1949 ..فمن هي الجهة التي كانت تشرف على المسابقات الكروية!!
- حدثت عام 1956 مشكلة قناة السويس وكان الاردن مرتبط بناصرية مصر ، وحدثت ثورة بغداد في العامين التاليين ،،فهل كان لدينا دوري ونحن المرتبطين بناصرية مصر وملكية العراق ؟؟
- قامت نكسة حزيران عام 1967 فهل كانت تمارس كرة القدم بزمن النكسة وما تبعها من زلزال دمر العرب لعامين على الأقل !!
- عام 1970 و1971 انشغلت الاردن باحداث ايلول المشؤومة ولم يكن لمواطن ان يخرج من بيته خلالهما ، فهل كان من الممكن مارسة كرة قدم في ملعب وبجمهور!!
- جرب الاتحاد عمل بطولتين تنشيطين غير رسميتين لتصنيف الفرق عامي 1972و1973 ..فهل يمكن اعتبار ذلك دوري وقد شاركت فيه فرق من الدرجات الدنيا كالسلط وعين كارم والرمثا ؟؟
- بدا توثيق الاستاذ سمير جنكات بشكل شخصي لموسمي 1974 و1975 وقد اهداني ما توصل اليه فبت أعرف كل مباراة كم انتهت ومن سجل الأهداف ، ولا اعلم ان كان بين ال9مليون اردني من يمتلك نفس ارشيفي..ومن يمتلك ذلك اتمنى ان يزودني بنتائج ما قبل تلك السنوات كاملة لنعرف عن كل فريق كم سجل ومن فاز او تعادل او خسر!!
اسطورة العشق
يعشق كثيرا من الناس الفيصلي ويعرفون عنه الكثير، ولن اكتب عن هذا الكثير ،،وساكتفي بذكر،، بالتالي.
- الفيصلي أول فريق اردني يضم في جنباته الاردني والفلسطيني ، المسلم والمسيحي ” وميشيل دعدس ومريان” والشركسي “الحجاجا”.
- الفيصلي أول ناد عربي وآسيوي يلعب في الداخل الفلسطيني “1995” حيث زار الخليل ومدن أخرى كاسرا الحصار ..فيما ضرب إداريه سليمان العساف مثلا في التناغم بين الفن والثقافة حين أهدى نجم الأغنية الفلسطينية محمد عساف “أنا دمي فلسطيني ” التي يتوقع ترجمتها لأكثر من لغة عالمية.
- الفيصلي لاقي الأهلي السعودي بدعوة كريمة من ملك المملكة السعودية في ذلك الوقت الامير فيصل بن عبدالعزيز.
- الفيصلي أول من شارك من كل الفرق العربية بقارة آسيا في بطولاتها ، وأول من انسحب منها بعدما ثبتت دولة الكيان الصهيوني في بطولاتها.
- الفيصلي حين كان يلاقي فرق فلسطين هو وباقي فرق الاردن كان يلاقي فرقا عريقة فازمنهم فريق الشبيبة الارثوذكسية بيافا سنة 1928على فريق الماني 4/1 ..وشاركت فلسطين بتصفيات كاس العالم ولعبت مع استراليا بالعشرينات .
- لمن يعتقد ان دوري الاردن كان ضعيفا وكان يلعب “ايام الجاهلية على حد تندرهم ” نذكره بان الحاج علي نجم الجزيرة طلب للعب مع “لاتسيو الايطالي ونانت الفرنسي واندرلخت البلجيكي وايندهوفن الهولندي وكانت ابطالا في بلادها وذهب للعب مع الترسانه المصري وكان بطلا افريقيا ونال اكثر مما ناله ابو جريشة افضل لاعب افريقي في زمانه ..وان شحادة موسى نجم الاهلي وصاحب الفضل الاكبر في نيل الفيصلي بطولات مواسم 1960-1966 قد رفض اللعب في مدريد، فيما كاد ابراهيم مصطفى وباسم مراد ان يلعبان في المانيا مع فريق تابع لمقاطعة كولن الالمانية ..ورفض جودت عبدالمنعم – لعب للجزيرة أيضا – اللعب في مدريد ولم يواصل نبيل التلي /الجزيرة ليلعب مع خيتافي او اتليتكو مدريد وسهل غزاوي /الحسين اللعب مع النجم الاحمر الصربي.
- ساكتفي بالباقي لسببين الاول لاني اطلت و كان ذلك واجبا ..والثاني لاني لا اريد ان أكتب شيئا تعرفونه!