الجولة 17 : الوحدات يغرد خارج السرب
انشغالات الفيصلي والجزيرة بتصفيات كأس آسيا وتعادل الرمثا مع شباب الاردن مهد الطريق أمام الوحدات للإمتداد والتمغط فوق الصدارة بعد بفوزه على نظيره فريق نادي البقعة بنتيجة 2-0 على ستاد مدينة الأمير محمد الرياضية في الزرقاء، في اطار مباريات الجولة 17 من دوري- المناصير- للمحترفين بكرة القدم.
هدير أخضر، وترقب بقعاوي بحذر، وإن كان الفوز هو الطموح المشترك للفريقين، إلا أن التعامل بواقعية مع طبيعة الأوراق “الخضراء والسوداء”، كان نهج المديرين الفنيين للوحدات جمال محمود، وللبقعة شريف الخشاب وسط تباين في الغايات، فالوحدات أراد ضبط إيقاع مركبه المبحر بالصدارة صوب اللقب، والبقعة يرمي بطوق النجاة من أزمة الهبوط، وكلاهما قدم اوراقه تبعا لذلك، حين اهتم الوحدات في ضبط ايقاع العمليات وفق قدرات ضابطي الارتكاز احمد الياس ورجائي عايد، والمعنيين بإعطاء أوامر الانطلاق للطرفين ثلجي واليوسف المسندين بانطلاقات الدميري، وتشكيل مثلث هجومي مع عبدالله ذيب خلف الدردور، بغية تغليف ثلث الملعب الأخير للبقعة بغطاء هجومي أخضر.
الخشاب تنبه لخطورة ومطالب الوحدات، من دون ان ينقص في خياراته الهجومية، ووزع اوراقه بشكل متاريس دفاعية بدأها من الملعب الخلفي، الذي غطى عمقه بعامر علي وحمدي المصري ومحمود وشاح وانكماش أبو حشيش وعلي منصور أمام فراش صالح، واعطاء وشاح أدوارا مركبة بالعمليات الى جانب بلحوس، والمطالبين بتشكيل حاجز دفاعي ثان مع العملة والدردور ودعابس، وتنشيط عملية الانطلاق من الدفاع الى الهجوم وتوفير الغطاء الهجومي للسالم المحاط برقابة رجالات دفاع الوحدات خطاب، الباشا، الدميري وحداد على بوابة مرمى شفيع.
وكما هو متوقع رمى الوحداث بثقله في ملعب البقعة، وكاد أن يفتتح التسجيل عن طريق الدردور الذي تابع تسديدة حداد القوية، إلا أن الأرض انشقت وأخرجت قدم المدافع حمدي المصري ليبعد الكرة من على خط المرمى، وأتبعه عبد الله ذيب بتسديدة قوية علت المرمى، وإن تحرك الحصان الأسود بخطوات جريئة إلى ملعب الوحدات، وسدد دعابس كرة قوية حولها شفيع لركنية، إلا أن هدير الوحدات أخمد انطلاقته، وتمكن “الماكر” يزن ثلجي بوضع فريقه بالمقدمة، عندما استلم كرة على حافة المنطقة المحرمة وأرسلها قوية بديعة في شباك صالح، مسجلا هدف الوحدات د.19.
الهدف فرض على البقعة التقوقع في متاريسه الدفاعية وسط دوران ماكينة الالعاب الوحداتية، والذي جدد إيقاعها بورقة سعيد مرجان بدلا من ذيب “المصاب”، ليوسع دائرة حلوله ويضع حداد كرة مواتية امام رجائي في الـ6 ياردات، أطلقها صاروخية فوق المرمى، وعاد يزن ليرعب فراس صالح بكرة بعيدة ردها الأخير على دفعتين، وردت العارضة الكرة الثابتة التي نفذها الدردور لينتهي الشوط الأول بتقدم الوحدات بنتيجة 1-0.
البقعة أدرك أن الغريق لا يخشى البلل، وضبط إيقاع عملياته وحرك مؤشرها صوب الهجوم، معتمدا على انطلاقات دعابس والدردور وفق إشارات العملة وبلحوس، والأخير تابع عرضية خالد الدردور إلا أن شفيع أوقف أطماعه، ووقف أيضا بالمرصاد لانفراد سامر السالم، ليرد الوحدات بتوسيع رقعة اللعب، وحسن الانتشار وتبادل ثلجي واليوسف الاختراق بالطرفين، ليحضر ثلجي عرضية أنيقة بعد “كعب” حداد، ارتقى لها مرجان ودكها مرت بجوار المرمى، وهو الذي أهدر فرصة التعزيز بعد أن تهادت الكرة المسددة من عايد أمامه داخل الصندوق، وسدد “كرباجية” وقف لها فراس صالح بالمرصاد.
مدرب البقعة أرداد توجيه مؤشر ألعابه نحو الهجوم، فأشرك معاذ محمود وصهيب ذيابات وأيمن أبو فارس بدلا من خالد الدردور ومحمد العملة وأنس بلحوس، فيما الوحدات حرك العابه صوب زيادة الغلة، وهو الذي فسره سيناريو الجملة الفنية بين فهد الدميري وسعيد وحمزة، والأخير هرب بالكرة من حارس المرمى صالح، وراوغ مدافعا وسدد بقوة ارتدت من كثافة أقدام المدافعين، وأعادها رجائي صوب الياس الذي سدد كرة لاقت نفس المصير على فوهة مرمى صالح، وبعدها مرت كرة مرجان الثابتة بجوار المرمى، ليطرح مدرب الوحدات ورقة عمر قنديل بدلا من يزن ثلجي، ودفع إحسان حداد ليشغل مكانه بالطرف الأيمن، فيما رد البقعة بجرأة ورد شفيع رأسية المصري إثر ركنية دعابس، الذي خرج مصابا وحل مكانه تامر صالح، ليمر الوقت بدل الضائع ثقيلا على الفريقين، ويزيد مرجان الغلة برأسية بديعة إثر عرضية حداد د.90+2، منهيا المباراة لصالح الوحدات بنتيجة 2-0.
صراع الجنوب
وسرع شباب العقبة وتيرة العابه الهجومية مبكرا، مستفيدا من دور تكتيكي قام به لاعبوه نورالدين الخزاعلة وطارق القماز وخلدون الخوالدة في منظومة هجومية خلف احمد العرسان وعدي القرا، مع اسناد ربيع البريمي، وتمترس منذر رجا وأورتيز في العمق الدفاعي الذي كان يتقدم نحو وسط الملعب، جراء الهجوم المكثف لشباب العقبة والذي جاء من مختلف المحاور، وكاد القرا ان يتقدم للعقبة عندما إرتقى لعرضية العرسان بيد أن الكرة علت المرمى بقليل. وتألق حارس ذات راس في ابعاد عرضية الخوالدة قبل ان تصل للقرا وهو في مواجهة المرمى.
في المقابل، اعتمد ذات راس على الكرات المرتدة، وذلك لاستثمار اسناد حازم جودت من عمق الوسط، وتقدم علي ياسر من الميسرة، وكاد رضا العزوني أن يتقدم لذات راس عندما تركته بينية جودت بمواجهة الحارس بيد انه سدد بتسرع بعيدا عن المرمى.
وواصل العقبة نهجه الهجومي، وذهبت عرضية العرسان الى جوار المرمى قبل تدخل الخوالدة، قبل ان يبعد مالك الشلوح عرضية الخوالدة قبل تدخل القرا، وذهبت تسديدة طارق القماز من كرة ثابتة بجوار القائم الأيمن للحارس بني طريف، فيما وقف القائم الايسر لحارس ذات راس بني طريف في وجه تسديدة العرسان القوية، وذهبت تسديدة الخوالدة القوية بجوار القائم، فيما كان طلعت يمرر كرة عرضية داخل الصندوق، ارتقى لها ماهر الجدع وسددها برأسه بجوار القائم الايمن للحارس الخوالدة، لتنتهي احدث الحصة الاولى بالتعادل السلبي.
واصل العقبة اداءه الهجومي مطلع الحصة الثانية، وكعادته ارسل الخوالدة كرة عرضية من الميمنة سددها عدي القرا بعيدا عن المرمى، ليجري مدرب العقبة تبديلا هجوميا، تمثل بورقة احمد ابو جادو بديلا لنورالدين الخزاعلة، بهدف استثمار مهارات ابو جادو، فيما كان مدرب ذات راس يجري تبديلا اضطراريا بخروج عثمان الخطيب والزج بالبديل نبيل أبو علي، ومن كرة طويلة من علي ياسر وصلت محمد طلعت الذي عكسها داخل الصندوق، ابعدها الدفاع في الوقت المناسب، ومن كرة ثابتة نفذها عمر الشلوح أمام المرمى ارتقى لها ماهر الجدع الذي سددها برأسه في شباك الخلايلة هدف السبق لذات راس في الدقيقة 66.
اجرى مدرب ذات راس تبديل تكتيكي، حيث سحب ماهر الجدع وزج بالبديل فخر الدين قلبي، فيما كان الحكم قيس الغوانمة يشهر البطاقة الحمراء للاعب العقبة خلدون الخوالدة لضربة البديل فخر الدين قلبي، قبل ربع ساعة من نهاية اللقاء، ويجري مدرب العقبة تبديلا هجوميا من خلال الدفع بورقة محمود الصانوري عوضا عن المدفع محمود مشعل، وضغط العقبة على ذات راس في منتصف ملعبه بغية تحقيق التعادل، بيد أن كل الهجمات بقيت تنتهي على مشارف الجزاء، وأخطأ حارس ذات راس في ابعاد الكرة سددها القرا وعاد الحارس طريف ليخرجها المدافع علي ياسر الى ركنية، وضغط العقبة بكثافة في الدقائق الأخيرة دون جدوى، لتنتهي المباراة بفوز ذات راس بهدف وحيد.
تعادل وشغب
حد فريق شباب الأردن من طموح مضيفه فريق الرمثا وأدرك النوايا الرمثاوية التي جاءت مبكرة ومثيرة وسط هجمات مكثفة، بحثا عن تفتيت الترسانة الدفاعية للشباب الذي عمل على تمركز احمد الصغير وبراء مرعي في العمقن مع انضمام ورد البري ومصطفى كمال للشق الدفاعي وتراجع لاعب الارتكاز احمد ياسر للإسناد، ومعه تراجع وسط الشباب لتعزيز القدرات الدفاعية، ما أتاح الفرصة للرمثا لامتلاك زمام المبادرات، والانطلاق بهجمات من مختلف المحاور عبر السباح وابو زيتون وأبو هضيب واللحام بغية ملامسة شباك الحارس الشبابي رشيد رفيد، الذي ابعد عرضية السباح عن راس الدوني في الوقت المناسب، قبل ان يتصدى القائم لتسديدة محمد شوكان.
الربع ساعة الأولى انقضت وسط هدير هجومي رمثاوي، ليعزز الشباب من قدراته الهجومية عبر تحركات يوسف النبر ولؤي عمران على الاطراف، إلى جانب حضور محمد الرازم كلاعب ارتكاز جوار خالد ابورياش، فيما كان كبالنجو يقاتل وحيدا وسط الدفاع الرمثاوي، فلم تشكل المحاولات الشبابية خطورة واضحة على مرمى الرمثا الذي واصل هديره الهجومي عبر الدوني وشوكان ومن خلفهم السباح واللحام، فيما كان تقدم قصي نمر ومحمد زريقات لفرض واقع جديد، بيد أن دفاعات الشباب كانت يقظة وبالمرصاد ليلجأ اللحام وشوكان للتسديد من خارج المنطقة لكن دون جدوى، فيما اكتفى شباب الأردن بالواجب الدفاعي وغاب تماما عن المشهد الهجومي، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
اندفع الرمثا مبكرا صوب المواقع الهجومية مع بداية الحصة الثانية، في محاولة للوصول للشباك الشبابية التي انقذها رشيد من تسديدة مباغتة لعامر ابوهضيب، رد عليه يوسف النبر الذي اهدر فرصة خرافية وهو على مشارف المرمى الرمثاوي الخالي من حارسه، وواصل بعدها الرمثا انطلاقاته لكنه اصطدم بتكتل دفاعي متمترس لم يفلح في ايجاد الحلول الناجعة لإختراقها، ورفع الرمثا نسقه الهجومي، قابله الشباب بسواتر دفاعية والاعتماد على الكرات المرتدة.
وبمرور الوقت حاول مدرب الشباب العمل على ضبط الايقاع في منطقة العمليات، إلا أن الرمثا ابقى صولجان القيادة بيده وتحكم بمجريات المباراة، فسدد قصي نمر كرة قوية انحرفت عن القائم وابعد الحارس تسديدة مصعب على حساب ركنية.
وواصل الرمثا اندفاعه بعد الدفع بعدوس والزحراوي وحاصر الشباب داخل مناطقه، وتعددت الهجمات التي وفرت الفرص تباعا للتسجيل، لكن التسرع والاستعجال وتألق الحارس الشبابي رشيد رفيد حرم الرمثا من الوصول للشباك، وزاد اللحام الاعباء على فريقه في الدقائق الاخيرة بعد خروجه بالانذار الثاني ومعه توترت أجواء المباراة، قبل ان يطلق الحكم صافرة النهاية بالتعادل السلبي.
المباراة في سطور
النتيجة: الرمثا 0 شباب الاردن 0
الملعب: ستاد الحسن.
الحكام: ادار اللقاء الحكم احمد فيصل للساحة وعاونه عبدالرحمن عقل وحمة سعادة ورافع الحناحنة ومحمد الكوفحي حكمان اضافيان.
العقوبات : انذار محمد ابو زريق ومصعب اللحام وخالد ابوعاقولة، وخروج مصعب اللحام بالبطاقة الحمراء لنيله الانذار الثاني (الرمثا)، وانذار لكبالنجو ومحمد الرازم (شباب الأردن).
مثل الرمثا: محمد الشطناوي، جهاد الباعور، خالد ابوعاقولة، قصي نمر، محمد ابو زريق، عامر ابوهضيب، عيسى السباح (عدنان عدوس)، عبدالله ابوزيتون، محمد شوكان، مصعب اللحام، احمد الدوني (حسان الزحراوي).
مثل شباب الأردن: رشيد رفيد، أحمد الصغير، براء مرعي، ورد البري، مصطفى كمال (عبدالله المناصرة)، احمد ياسر، يوسف النبر(صالح النبر)، لؤي عمران، خالد أبو رياش، محمد الرازم، كبالنجو (ليث البشتاوي).
هدف يتيم
انطلق اليرموك بكثافة نحو المواقع الهجومية، مستفيدا من اسناد الظهيرين الحناحنة وحسن زياد، مع تقدم سند جعارة وابراهيم الجوابري من أطراف المنتصف، وتقدم محمد فتحي للشق الهجومي لتعزيز وجود ماركوس وعلاء المرافي، وتحصل اليرموك على 5 ركنيات متتالية لم تؤت ثمارها، فيما كان رد المنشية بكرة عرضية من السلمان لامست عارضة حارس اليرموك مالك شلبية لخارج الملعب.
وعانى المنشية كثيرا من اداء اليرموك، فاضطر للتراجع للمواقع الدفاعية لدرء الخطر عن مرمى حارسه صلاح مسعد، الذي تألق بالتصدي للكرة الثابتة التي نفذها حسين زياد، وعاد مسعد وتصدى بحضور لتسديدة سند اجعارة القوية، فيما مرت كرة زياد الثانية بجوار القائم الايسر.
المنشية تحرك مع انتصاف الفترة بعد تبديل اضطراري لتعرض مهاجمه احمد الشقران للإصابة، فشارك محمود الحوراني الذي حرك وتيرة العاب الفريق الهجومية، بعدما تقدم للواجب الهجومي الى جانب محمد أبو عرقوب واشرف المساعيد وعدي شديفات من عمق الوسط وميشيل وسليمان العزام من الميسرة، فسدد الحوراني كرة ابعدها ابو حلاوة لركنية، ولم يحسن ابو عرقوب التعامل مع عرضية الحوارني لتمر بجوار القائم الايسر لشلبية، الذي تصدى بحضور لكرة ابو عرقوب القوية، وينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
تحسن أداء المنشية في بداية الحصة الثانية من دون أية خطورة على مرمى شلبية، فيما كانت الخطورة من تسديدة ماركوس القوية التي تصدى لها حارس المنشية صلاح مسعد لركنية نفذت داخل الصندوق احدثت دربكة لم يستطع اي من لاعبي اليرموك ايداع الكرة الشباك، وكاد اليرموك ان يتقدم لولا تدخل مسعد في الوقت المناسب.
وأشرك اليرموك البديل محمد العتيبي عوضا عن علاء المرافي، فيما زج مدرب المنشية بمحمد طه عوضا عن محمد ابو عرقوب، لتبعد دفاعات المنشية عرضية ماركوس لركنية، فيما ذهبت تسديدة ذياب غديان من كرة ثابتة فوق المرمى، ودفع اليرموك بورقة المهاجم فارس غطاشة عوضا عن الظهير حسين زياد لتفعيل الهجوم، وعند الدقيقة 78 اعلن الحكم عن ركلة جزاء للمنشية اثر ابعاد ابو حلاوة الكرة بيده، ليفذها مايكل وصدها الحارس شلبية.
المنشية واصل هجومه، وكاد المساعيد ان يتقدم لفريقه لولا براعة شلبية، ليقف الاخير بالمرصاد لتسديدة ذياب القوية، وشهدت الدقيقة 85 هدف اليرموك عندما نفذ الحناحنة كرة ثابتة من الميسرة ارتقى لها محمد فتحي وسددها برأسه في شباك مسعد.
وفي الوقت المتبقي سحب مدرب اليرموك كما يقول تقرير الغد ابراهيم الجوابري ودفع بالبديل ابراهيم السقار بحثا عن تعزيز المواقع الدفاعية، فيما اندفع كل لاعبي المنشية صوب ملعب اليرموك بغية التعديل، إلا ان صافرة الحكم انتت المباراة بفوز اليرموك بهدف وحيد.