ميسي ناشز..رونالدو طالق!
على مدار سنوات طويلة، أصبحت المواجهة بين البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد والأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة بمثابة كلاسيكو خاص داخل “كلاسيكو” الكرة الإسبانية.ولن يختلف الحال كثيرا عندما يلتقي الريال مع برشلونة غدا السبت على استاد “سانتياجو برنابيو” في العاصمة مدريد بالجولة السابعة عشرة من الدوري الإسباني حيث يترقب الجميع ما سيقدمه كل من اللاعبين لمعرفة من منهما سيلقي بكلمة الختام في 2017.
ويلتقي الفريقان في مباراة مثيرة أطلق عليها لقب “كلاسيكو الكريسماس” لتزامنها مع فترة أعياد الكريسماس إضافة لكونها الأخيرة لكل من الفريقين قبل الدخول في عطلة الشتاء والتي يستأنف الفريقان مسيرتهما بعدها وبعد بداية عام 2018.وفاز رونالدو بكل شيء في 2017 سواء على المستوى الفردي أو الجماعي حيث كانت له اليد العليا على مدار 12 شهرا في 2017 ولم يفلت منه سوى لقب كأس ملك إسبانيا وجائزة الحذاء الذهبي التي تمنح لأفضل هداف في أوروبا على مدار الموسم.
وذهب لقب الكأس إلى برشلونة بقيادة ميسي الذي حصد أيضا جائزة الحذاء الذهبي ليعبر هذا مجددا عن هيمنة اللاعبين على عالم اللعبة واقتسامهما معظم الجوائز الكبيرة الممكنة.وحتى يتغير هذا الحال في مباراة الغد، يتطلب الأمر شيئا غريبا يدفع بنجم آخر إلى صدارة المشهد بخلاف النجمين الكبيرين رونالدو وميسي.
ومنذ انتقل رونالدو كما يشير تقرير فرانس برس الى الريال في مطلع 2009 قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي، كان هذا هو الحال حيث تقاسم اللاعبان صدارة المشهد كما تقاسما معظم الألقاب والجوائز المهمة في إسبانيا وأوروبا والعالم.
وتشهد الإحصائيات على هذا. وخلال مواجهات الكلاسيكو بين الريال وبرشلونة، سجل رونالدو 17 هدفا في شباك برشلونة وهز ميسي شباك الريال 23 مرة.
وكان ميسي هو صاحب هدف الفوز 3 / 2 في آخر لقاء كلاسيكو بين الفريقين في الدوري الإسباني والذي أقيم على استاد “سانتياجو برنابيو” أيضا في 23 أبريل الماضي.وسجل ميسي الهدف بيسراه في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة ثم خلع قميصه للاحتفال وإظهار الرقم “10” في مواجهة جماهير الريال.
وانتهت مسابقة الدوري الإسباني في الموسم الماضي لصالح الريال بقيادة رونالدو والمدرب الفرنسي زين الدين زيدان.كما ثأر الريال لهزيمته أمام برشلونة وميسي من خلال الفوز الكبير على برشلونة في كأس السوبر الإسباني خلال أغسطس الماضي مطلع الموسم الحالي.ورغم انضمامه متأخرا إلى استعدادات الفريق للموسم الجديد حيث غاب عن معظم فترة الإعداد، لعب رونالدو في الدقائق الأخيرة من مباراة الذهاب في كأس السوبر الإسباني والتي أقيمت على ملعب برشلونة باستاد “كامب نو”.وخطف رونالدو الأضواء كالمعتاد حيث سجل هدف التقدم للريال 2 / 1 في الدقيقة 80 ليفتح الطريق أمام فوز الفريق 3 / 1 وإن جاء هدف الريال الثالث بعد طرد رونالدو لنيله الإنذار الثاني في المباراة.وكان الإنذار الأول بسبب خلع قميص اللعب احتفالا بالهدف ثم نال الإنذار الثاني في الدقيقة التالية.
ولم تقدم الشهور الأولى من الموسم الحالي سوى التأكيد على هذه الحقيقة البديهية حيث ظل رونالدو /32 عاما/ وميسي /30 عاما/ على تأثيرهما الواضح والكبير في أداء فريقيهما.ورغم إصابة الويلزي جاريث بيل التي أبعدته عن صفوف الفريق لفترة طويلة وتراجع مستوى المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة لأدنى درجاته في مسيرته مع الريال، ظل الريال قادرا على البقاء قويا معتمدا على رونالدو الذي سجل 16 هدفا للفريق في 21 مباراة خاضها معه حتى الآن في مختلف البطولات هذا الموسم الحالي.وحدث أمر مماثل في برشلونة حيث رحل البرازيلي نيمار دا سيلفا عن صفوف الفريق إلى باريس سان جيرمان الفرنسي كما تراجع مستوى المهاجم الأوروجوياني لويس سواريز لبعض الوقت ولكن هذا لم يعطل برشلونة عن احتلال صدارة الدوري الإسباني بفارق كبير عن الريال الذي يحتل المركز الرابع بفارق 11 نقطة عن برشلونة.
ولعب ميسي دورا كبيرا في هذا التفوق الواضح لبرشلونة حيث سجل للفريق 18 هدفا في 24 مباراة خاضها معه بمختلف البطولات هذا الموسم.وعلى مدار 2017، وقبل مباراة الكلاسيكو المثيرة بينهما غدا، تساوى رونالدو وميسي في زيارتهما للشباك حيث سجل كل منهما 53 هدفا مع ناديه ومنتخب بلاده.ولهذا، يتطلع كل من اللاعبين لهز الشباك غدا من أجل فض هذا الاشتباك في رصيد الأهداف وتأكيد التفوق على الآخر قبل أيام قليلة على نهاية العام.
وقبل أسبوع واحد، وعلى هامش آخر مبارياته قبل مباراة الغد والتي فاز فيها الريال على جريميو البرازيلي في نهائي كأس العالم للأندية، قال رونالدو: “الأرقام تتحدث عن نفسها. أقدم الإجابات على أرض الملعب”.وتأتي مباراة الكلاسيكو غدا بعد أسبوعين من فوز رونالدو بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة الخامسة ليعادل بهذا رصيد ميسي في عدد مرات الفوز بهذه الجائزة ويشتعل الصراع بينهما بشكل أكبر على هوية اللاعب الأفضل.وتصب المباراة بدورها في عملية فض الاشتباك بين اللاعبين على لقب الأفضل في 2017 خاصة وأن مباريات الكلاسيكو تحظى بقدر هائل من الاهتمام دائما.ولهذا، سيشهد “سانتياجو برنابيو” فصلا جديدا في الصراع المحتدم بين رونالدو وميسي.