فريدي*
مر عام كامل على انضمام فريدي إبراهيم إلى أسرة كرة السلة الأردنية، وتمكن صانع الألعاب النشيط على مدار الأشهر الماضية، من وضع اسمه على الخريطة، كأبرز نجوم المستقبل في المنتخب الوطني.
انضم فريدي إلى المنتخب الوطني بقيادة مدربه السابق جوي ستيبينغ، ضمن التحضيرات للمشاركة في بطولة كأس العالم 2019 التي أقيمت في الصين، واستطاع في فترة زمنية قصيرة، أن يترك انطباعا بين زملائه، فقدم أداء مميزا في المونديال الصيني، قبل أن يقود “الصقور” بأداء مذهل لاجتياز كازاخستان في شباط (فبراير) الماضي، ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2021.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد تحول فريدي إلى واحد من نجوم دوري السلة الممتاز، بعدما انتقل لصفوف فريق الأرثوذكسي، وكان بمثابة العقل المدبر في تشكيلة المدرب معتصم سلامة، ليصل الفريق الأحمر إلى الدور النهائي، قبل السقوط في الحاجز الأخير أمام البطل المتوج الوحدات.
يتطلع فريدي لاستكمال مشواره مع المنتخب الوطني في الفترة المقبلة، وهو الذي أكد في تصريحات خاصة لـ”الغد” من الولايات المتحدة، ارتياحه بشأن تجربته الجديدة بقوله: “رحلتي مع كرة السلة الأردنية جيدة حتى الآن، حصلت على دعم هائل من الجمهور والمدربين، والتقيت بالكثير من الأشخاص الطيبين”.
وكان فريدي مقيما في الولايات المتحدة، عندما بدأ مسيرته مع المنتخب الوطني العام الماضي، ولم يعرف ما كان عليه أن يتوقعه من التجربة، واختصر شعوره بالقول: “المنتخب الوطني كان جيدا في ذلك الوقت، لكن عندما انضممت إليه، أخبروني أنهم يعانوا من نقص في مركز (البوينت غارد)، فاستغليت هذا الأمر على أكمل وجه، مستفيدا من الثقة التي منحني إياها الجهاز الفني. توقعاتي بشأن التجربة لم تكن ضخمة، كل ما توجب علي فعله هو العمل بجد ومحاولة التأقلم ضمن التشكيلة، ونجح في الأمر في نهاية المطاف”.
في كأس العالم الأخيرة، شارك فريدي في المباريات الخمس التي خاضها المنتخب الوطني في البطولة، وبلغ معدل تسجيله 7.2 نقطة في المباراة الواحدة، مع 2.4 متابعة و3.4 تمريرة حاسمة، ولفت الأنظار على وجه التحديد في المباراة الأخيرة التي فاز فيها الفريق على السنغال، بعدما قدم 9 تمريرات حاسمة، أجملها تلك التي أرسلها من خلف ظهره بطريقة استعراضية لزميله دار تاكر، وتحدث فريدي عن المشاركة بالمونديال بقوله: “خوض نهائيات كأس العالم هو أفضل تجربة خضتها بمسيرتي في كرة السلة، لن أنساها ما حييت، لعبت أمام أسماء كبيرة، وتمكنت من تمثيل الأردن في البطولة”.
في الدوري الممتاز، احتاج فريدي لبعض الوقت من أجل التأقلم أولا مع زملائه وثانيا مع طبيعة المسابقة، ومع مرور الأيام، بات صانع اللعب الماكر، نجما جماهيريا، وتمكن من قيادة الأرثوذكسي إلى تحقيق المفاجأة على حساب الأهلي في سلسلة الدور النهائي، عبر أداء سلس تمتع بالذكاء والديناميكية في آن واحد، وعما كان ينقص الفريق للوقوف على منصة التتويج، قال فريدي: “كنا فريقا يافعا، ونلعب للمرة الأولى معا، لكن المدرب معتصم كان رائعا، ووضع ثقته فينا لنصل إلى أبعد حد ممكن”.
وشكل فريدي ثنائيا متفاهما مع اللاعب الأميركي نيك ستوفر بصفوف الأرثوذكسي خلال المراحل الحاسمة من الدوري، والأخير قال عن زميله في مقابلة سابقة مع “الغد” أنه صديقه للأبد، ورد فريدي بالقول: “نيك زميل وصديق عظيم، وهذه مجرد نقطة البداية للصداقة التي تربطنا”.
المباراة الأخيرة أمام كازاخستان، شكلت منعطفا مهما في مسيرة فريدي مع المنتخب الوطني، فقد كان نجم اللقاء بتسجيله 27 نقطة، ونال إشادة واسعة من المراقبين والنقاد، ويتذكر اللاعب كيف استعد لهذه المواجهة الذي غاب عنه مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين أمثال تاكر وأحمد الدويري وموسى العوضي ومحمود عابدين وزيد عباس، وقال: “لقد وضع المدرب جوي ثقته بي أكثر من أي وقت مضى على مدار شهر كامل قبل المباراة، ثقتي كانت عالية ووضعت خطة جيدة وتمكنت من تقديم مباراة رائعة، لا أعتقد أن الأمر متعلق بغياب لاعبين آخرين”.
وأوضح فريدي أنه يرتاح في اللعب مع جميع لاعبي المنتخب دون استثناء، لكنه أشار في الوقت ذاته، إلى أن اللعب بجانب أمين أبو حواس وأحمد حمارشة “يجعل الأمور أكثر سهولة”.
المستقبل يبدو مجهولا بالنسبة لفريدي، خصوصا في ظل توقف الحركة الرياضية في كافة أنحاء العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، لكنه لم يبدو قلقا حيال الأمر، وقل: “اللعب في قارة مختلفة أمر وارد، أو يمكنني العودة إلى الأردن، لكن في هذه اللحظة، لست متأكدا مما سيحدث”.–الغد