سليمان الطوبل*
سليمان الطوبل، ولد عشقه الدفين للرياضة منذ سني عمره الأولى، وهو المولود يوم 25 كانون الأول (ديسمبر) العام 1937، واتضحت مواهبه الرياضية في مختلف الرياضات، خلال دراسته في مدرسة المطران في عمان، وأكملها معلما للتربية الرياضية في الكلية العلمية الإسلامية، وبعدها مشرفا للنشاط الرياضي، وهو متعدد المواهب الرياضية، وأسرته القيادة وأسرها في تركيب شخصيته الرياضية، حيث الجدية والانضباط وجرأة الطرح والتنفيذ، والتي لازمته خلال عمله في القوات المسلحة، وأصبح القائد الملهم والمعلم في كل شيء.
وترك الراحل سليمان الطوبل، بصمات واضحة للعيان حيثما حل وارتحل، وهو الذي اتخذ حب الوطن والعطاء له منهجا، ودستورا في حياته العملية، لاسيما وأنه من المؤسسين للاتحاد الرياضي العسكري، والذي شغل فيه منصب سكرتيره في العام 1972، وتحرك بحيوية إلى تأسيس العديد من المنتخبات، ولمختلف الألعاب في الرياضة العسكرية.
الرائد الحكيم
يعتبر الراحل سليمان الطوبل، أحد رواد الحركة الرياضة المحلية، وهو الذي عرف بشغفه باللعبة الشعبية الأولى بالعالم -كرة القدم-، والتي نثر في مستطيلها الأخضر إبداعاته ومهاراته منذ الأربعينيات، وأخذته مهارته الى نادي الأردن، أحد الأندية العتيقة والعريقة في كرة القدم الأردنية، وبرز في صفوفه لاعبا ماهرا، قادما من نادي الاتحاد، ليضع ورفاق الدرب اللبنة الأولى لنادي الأردن، وكان عند حسن ظن مدربه الراحل شاكر الصباغ، ليزدان اسمه على لوحة شرف النادي العريق الذي لعب خلال الفترة من العام 1953-1964، وشاركه فرحة التتويج بلقب الدوري.
وكان الراحل الطوبل رائدا في كل المجالات، الحكيم في إدارته، الجريء في قراراته، المتعدد في مواهبه، فعرف النجم البارز في كرة القدم، كرة السلة، كرة الطاولة، ألعاب القوى، السباحة وسباقات الخيول، وعندما تتنقل بين ذكريات تلك الرياضات على مستوى الوطن، تجد اسم الراحل سليمان الطوبل، محفورا بحروف ذهبية تبعا لإنجازاته الوطنية المتعددة.
بصمات خالدة
ترك الراحل سلمان الطوبل إرثا رياضيا يصعب حصره في كلمات، وإن كان مدادها للحديث عنه بلغة الفخر الوطني، فكما عرف لاعب ماهر في لعبة كرة القدم، ولعب في صفوف المنتخب الوطني الذي شارك بالدورة العربية الأولى، التي اقيمت بالاسكندرية عرف بالحكم الصارم والجريء، حيث أدار مباريات كرة القدم في المسابقات المحلية لأكثر من 30 عاما، واختير الراحل الطوبل عضوا في لجنة تفسير قانون كرة القدم، وأدار العديد من المباريات الدورات في الدورات العربية، وتم اختياره عضوا بلجنة الحكام العرب لكرة القدم لعدة مرات.
وعرف الراحل كلاعب ماهر في رياضة كرة السلة، وهي التي مارسها باتقان من الفريق والمنتخب المدرسي، ثم في صفوف ناديه الأم -نادي الأردن، والذي قدمه لينال شرف تمثيل المنتخب الوطني لكرة السلة، ومثل صفوفه في أول دورة عربية في العام 1953، الدورة العربية الثانية التي اقيمت في العاصمة اللبنانية بيروت، وطغت شخصيته العسكرية المنضبطة والصارمة، ليقتحم مجال التحكيم في رياضة كرة السلة، ويتولى سكرتاريا لجنة الحكام المركزية لكرة السلة، وقادته مدربا للمنتخب الوطني في الدورة العربية الثالثة في الدار البيضاء المغربية، وكذلك الدورة العربية الرابعة التي اقيمت في القاهرة، والدورة العربية الخامسة التي اقيمت في سورية، وأهلته خبرته ليكون عضوا في اتحاد كرة السلة، والذي مثله العام 1969، في المؤتمر الدولي الثالث عشر لدول البحر الأبيض المتوسط بالاسكندرية.
وترك الراحل سليمان الطوبل بصماته القيادية والمؤثرة، لا سيما في مضمار “أم الألعاب” -ألعاب القوى-، وهو الذي مارسها لاعبا مميزا، وأعتبر أحد مؤسسي اتحاد ألعاب القوى، وأحد أعضائه وحكام اللعبة البارزين، حيث حصل على الدرجة الأولى في تحكيم اللعبة، وتولى مهمة الإشراف على المنتخب الوطني في الدورة العربية بالدار البيضاء.
وعرف الراحل سليمان الطوبل، سباح ماهر تقلد العديد بالميداليات، خاصة في مهارة القفز بالسلم الثابت والسلم المتحرك بالسباحة، وأحد افراد المنتخب الوطني العسكري بالسباحة، وبرز حكما بارعا في رياضة السباحة، وعرف ايضا الراحل سليمان الطوبل، بالحكم البارع في إدارة سباقات الخيول، وتولى التكليف الأخير من رئيس نادي السباق الملكي، الراحل شريف بن ناصر بن حميل في العام 1960، وإمتدت مهارة الراحل الطوبل الى رياضة كرة الطاولة، حيث تسلم الراحل عضوية لجنة وضع نظام لاتحاد كرة الطاولة، وإلى اتحاد المبارزة، حيث تواجد الراحل الطوبل رئيسا لاول اتحاد مبارزة في العام 1987، وقدمه تاريخه الرياضي الناصع، وتفانيه بالعمل بوفاء وانتماء للرياضة الوطنية، إلى مجلس إدارة اللجنة الاولمبية خلال الفترة من 1987-1991.
عسكري مرصع بالنجوم الوطنية
الراحل سليمان الطوبل، ترك سيرة ومسيرة رياضية حافلة بالانجازات الوطنية، وهو العسكري المرصع بنجوم العز الوطنية، والمعروف بالانضباط والشخصية القيادية الصارمة، وتقلد أرفع المناصب في القوات المسلحة، والراحل بدأ حياته العسكرية كضابط رياضة في القوات المدرعة الملكية، وتولى أيضا قائد جناح الرياضة في مركز تدريب الدروع، وضابط رياضة في الحرس الملكي الخاص، وآمر جناح التربية الرياضية في مركز تدريب الدروع، وآمر جناح التربية الرياضية في مدرسة المشاة، وآمر جناح التربية الرياضية في الكلية العسكرية الملكية، وختم مسيرته العسكرية بمنصب سكرتير الاتحاد الرياضي العسكري خلال الفترة من 1972-1976، ولمع بريق عطائه بسخاء للرياضة العسكرية، بوصفه مشرفا على كافة الفرق العسكرية الأردنية، وكذلك توليه مهمة الإشراف على المنتخب الوطني في البطولة العالمية التي اقيمت في ايطاليا 1972، وكذلك عضوا في لجنة الاشراف على تجميع الفوانية الدولية للالعاب الرياضية للقوات المسلحة في العام 1976.
صفحات خالدة
حصل الراحل سليمان الطوبل، على العديد من أوسمة الشرف، ونال أعلى درجات التكريم، تبعا لمساهماته في خدمة الرياضة الوطنية، حيث نال الراحل وسام الاستقلال من الدرجة الثانية، وميدالية معركة الكرامة الخالدة، وشارة تقدير الخدمة في القوات المسلحة الأردنية، وكذلك العديد من شهادات التقدير في كافة البطولات التي اشرف على ادارتها طوال فترة خدمته بالقوات المسلحة، ونال شهادة تقدير من اتحاد كرة القدم لمرور 30 سنة على ادارته مباريات الدوري المحلي، وكرمه اتحاد كرة السلة كأحد مؤسسي الاتحاد، وفي مناسبات أخرى، لمشاركته كلاعب في أول دورة عربية، وكذلك كأول مدرب في دورة عربية، وكرمه اتحاد العاب القوى بإعتباره أحد المؤسسين لاتحاد العاب القوى، ليرحل اللاعب والإداري والحكم، والقيادي والعسكري والمدرب في الثالث من تموز (يوليو) 2014، وهو متعدد المواهب والمساهمات بالرياضة الوطنية، الذي ترك إرثا رياضيا وطنيا كبيرا، تتدلى من جنباته رسائل العطاء بوفاء وسخاء للوطن من مختلف المواقع، ولكل زمان ومكان، وترك للأجيال القادمة إكمال مسيرته المظفرة، “واللي خلف ما مات”، حين رأى شخصية الراحل سليمان الطوبل، في ولده الزميل الإعلامي والتربوي محمد الطوبل.–الغد