الحاج علي
كتب: رأفت ساره
لم يحسم الصراع على لقب افضل لاعب في العالم بين بيليه ومارادونا الا بجملة سهلة ومعقدة بان واحد قالها ناقد اسباني” العالم معذور لانه لم يشاهد بوشكاش ودي ستيفانو” ..
يمكننا ان نستعير نفس الجملة ونغير الاسمين لنذكر ان افضل لاعبين مرا على الاردن ولم يعرفهما الكثير من جمهورنا جيدا هما شحاده موسى لاعب الاهلي الذي طالما سجل اهدافا عديدة من “الكورنر” والحاج علي نجم هجوم نادي الجزيرة أصغر لاعب يحمل شارة قيادة منتخبنا الوطني أمام منتخب القناة المصري في اللقاء الذي سجل فيه هدفين ، كما سجل الكثير في الدورة العرب بالكويت عام 1964، ولم يكن قد وصل العام الحادي والعشرين وكان قادما من تمثيل منتخب فلسطين ومسجلا أربعة اهداف بمرمى الكويت بالذات.
لاعب مثقف
الحاج علي كان نموذجا للاعب المثقف في زمن لم يكن التعليم سائدا في أوساط الناس العاديين، فكيف به في أوساط لاعبين لا يعرف عن أغلبهم النزوع للتعليم، فيما هو ولفرط حبه بالعلم رفض عروضا للعب من نادي نانت الفرنسي ولاتسيو الايطالي واندرلخت البلجيكي وثلاثتهم كان بطلا للدوري في بلاده وقتها،وقد علم من خلال الأوساط المتتبعة للدورة العربية بالكويت خبر رغبة تلك الاندية بضم توقيعه
الحاج علي رفض الفكرة على اعتبار انها عبودية أيضا وهو عربي حر، هكذا اعتقد وامن وبقي مؤمنا للان .
يتحدث الحاج علي بلغة عربية فصحى لا لحن فيها ولا خلل، فهو متخصص في أداب اللغة منذ العام 1966 وقد تخرج من الجامعة الاردنية، يجيد السجع والنثر وهذا سهل عليه أن يقول أمام جلالة الملك الحسين الراحل طيب الله ثراه حين جاء لحضور اللقاء الختامي الاستعراضي ضد الفيصلي بطل الدوري انذاك.
وكانت الناس تهتف للجزيرة صاحب الجمهور الاكبر في السبعينات فما كان منه الا ان استغل ذلك قائلا لجلالته ” شوف جلالتك الفيصلي ذهب بالكاس، ونحن ذهبنا بحب الناس والناس أثمن من كل كاس ” فقال له جلالته “انت سياسي ” ولهذا رد عليه”منكم يا سيدي نتعلم” .
ولم تكن تلك المرة الاولى التي يصفه الملك الراحل بالسياسي، فقد سبق أن جاء جلالته ليلعب – وكان معتاداً على الحضور وأحيانا يلعب كرة القدم مع اللاعبين – فسال الحاج ومحمد عوض لاعب الفيصلي “مع مين بدي العب ” فقال له الحاج علي ” سيدي انت بامكانك تلعب مع الجميع، بس لازم تختار فريق هسه” فضحك وقال له “انت سياسي .
مسؤل فني
ولانه موهوب باللغة فقد رحل للعمل في جامعة الامارات كمسؤل فني بالتسجيل، قبل أن يرتحل للعمل الاداري والفني بنادي العين، يتحدث ويستشهد بالقران والحديث والشعر والماثورات، يتحدث وفي عينيه لمعة عز وفخر عن ماض تليد عاشه، وبتواضع العلماء ينكر كل ذلك، ويكتفي بالقول ” كانت كرتنا في الستينات بخير، كلهم كانوا نجوما، مستوانا كان رائعا فكنا نتعادل او نفوز على الاهلي والزمالك والترسانة ”
ولهذا حينأ احب النادي الاخير وكان بطلا لمصر موسم 1962/1963 ان يضم توقيعه استهجن الاتحاد الاردني والجزيرة مع أن الترسانه عرض” 11 جنية و20 قرش” وهو نفس أجر نجمه -الذي نال لقب احسن لاعب عربي وافريقي – حسن الشاذلي ومتقدما على النجم الثاني بمصر مصطفي رياض وزميليه محمد رياض وبدوي عبد الفتاح .
” كنا في وضع لا يقل عن الكرة المصرية والافريقية بشيء ” يقول الحاج علي الذي يفتخر بانه راوغ جميل عباس احسن مدافع عربي والمنحوت له تمثال في بغداد، وكان ذلك حين سجل هدفا بديعا ، وكان عباس مدافع يصعب المرور منه ولذا فكر بطريقة جهنمية للتخلص منه “ضربت الكرة بالأرض فارتفعت من فوقه وعادت الي فسجلت هدفا عام 1965 ، حينها قال لي انت اول لاعب بيقشمرني – بيضحك علي” .
جزراوي ..مختلف
ولانه موهوب في السياسة فقد راح للجزيرة بعدما سجل فيهم هدفا خطف اللقب للفيصلي وكانت تلك نادرة لم يريدها، وحدثت بعدما اقترح على الجزيرة ان يبنوا محلات تجارية وهكذا لاستغلال شعبيته الجارفة وأمور ادارية أخرى، فراح بعد زعل مع أكبر عضوين بالنادي الى الفيصلي ولم يشأ أن يسجل طوال المبارة التي كان يكفي الجزيرة التعادل فيها ليخطف اللقب، فموه على زملاء الامس كثيرا بحيث كان يضرب الكرة في مناطق تجانب العارضة والقائم كي لا ينفضح أمره ورغبته بعدم التسجيل، لكن الدقيقة الاخيرة حملت انتكاسة كبيرة للجزيرة سببها نبيل خوري أفضل ظهير أيسر معهم، ففي الدقيقة الاخيرة،انفرد به فتلكأ الحاج وهو يقول ويتصرف طالبا من خوري ان يسبقه للكرة أو يقوم بأي شيء ليحجبها عنه، تلعثم خوري و”تكعبل” في الارض بعدما ظن أنها مكيده فتداخلت عدة أفكار في راسه، فانفرد الحاج علي بالمرمى وسجل هدفا فران الصمت على الجميع .
..بسرعة غادر الفيصلي المبتهج باللقب، ومشى تجاه ادارة ناديه وما كان متوقعا حصل، بعض الجمهور شتم أو استنكر المجيء وكذا بعض الاداريين واللاعبين، لكنه مضى الى الادارة وطلب أن يحضر نبيل خوري وطلب منه أن يخبرهم بما قال له، ولم يكذب خوري، كما رويت تلك الحادثة على لسان اكثر من لاعب واداري، ولم يرائي الحاج علي الذي لعب بشرف مع الفيصلي مرتين، واحدة حين مثلهم في أول لقاء خارجي في السعودية امام نادي الاهلي فسجل هو وجودت عبدالمنعم هدفي الفوز …وتلك كانت الثانية.
يرى الحاج علي ان لاعبي الجزيرة كانوا يستحقون الفوز في 10 – 15 ، فهم كانوا الاكثر مهارة وان وجود عبدالكريم ابو عياش واسطه غاوي ونبيل خوري ونبيل التلي وانور العيساوي وبدر اسماعيل وطالب ازمقنا وهاني صبحا قد جعل من الجزيرة فريقا يصعب هزيمته الا امام الفيصلي بالتحديد حيث اعترف له الحكم المرحوم احمد باش انه ظلمهم اكثر من مرة وهو بالذات الغى له أهدافا صحيحه وان الجزيرة كان يستحق ثلاثة أرباع الالقاب التي رحت لغيره ، كما اعترف له الراحل الاخر محمد عوض في فترة مرضه بكيفية رسم المشاهد التمثيلية التي ستسير عليها الامور مع الحكام داخل الملعب؟
اعتراف
الحاج علي يعترف بموهبة سلطان العدوان ومصطفى العدوان والمعية نادر سرور في الحراسة، وكيف سجل بمرماه هدفا خارقا من منتصف الملعب حين جاءته كرة طويلة في اللقاء الاستعراضي امام الفيصلي موسم 1972 من احمد خليل فصوبها قذيفة في شباك نادر سرور الذي يعتبر الافضل في الحراسة فيما كان توني زغلول واسطى غاوي وحسونه يدج وابراهيم مصطفى وشحادة موسى و جودت عبدالمنعم وعلي الشقران محمد سماره وسهل غزاوي ومنير مصباح وطالب ازمقنا وبدر اسماعيل وخالد الزعبي ووليد االشقران من وهبي فترة الستينات والسبعينات معتذرا عن نسيان وليس تناسي نجوم اخرين اختزلهم بجملة ” فنيا كانت الامور هي الافضل في تاريخ الكرة المحلية وتحكيميا هي الاسوا بالمطلق”.
ولا يحصي الحاج اهدافه لكثرتها لا مع الجزيرة ولا مع المنتخب الذي مثله في نحو اكثر من 30 لقاءا، كما لم يشا ان يذكر اسماء اللاعبين الذين كان يعطيهم مكافأته المالية حيث لم يحصل او لم يشا ان يحصل على فلس واحد من الرياضة نافيا بذات الوقت ان يكون قد حصل في نابلس على شيك بقيمة خيالية كما اشيع بل وصفه بمبلغ عادي جدا لا يجدر الحديث عنه”
كتبت عنه الصحف السورية ليلة فاز الجزيرة على منتخب عمال دمشق وسجل يومها اربعة اهداف” الحاج علي اشعل حرب تشرين” اما سليم حمدان فقد قال عنه العجب فتم تكريمه من قبل الاتحاد العربي الذي كان يكرم الراحل سليم الذي امسك بالمايكرفون وقال حرفيا “ان كنت كتبت انا وزملائي مبدعيناً ، فذلك يعود لوجود لاعبين مميزين منهم أمهر المهاجمين كالحاج علي ” وكان جالسا في التكريم فكرمه الاتحاد العربي أيضا، ،،وبقي ان يكرمه جمهور الجزيرة وباقي الجماهير الاردنية بوضعها في قلوبها وعلى رؤسها كلما مر ذكره هنا وهناك
من الذاكرة
**يوم 15/9/75 سجل الحاج علي ثلاثية شهيرة وثقتها جريدة الدستور عن مباراة الجزيرة والجيل 4/1 بداية المقالة ذبحت الاخلاق الرياضية في مباراة …واضاع فايز صلاح ركلة جزاء في الدقيقة 4 واضاع زياد قد جميل ركلة اخرى67 وبينهما سجل الحاج علي 13و22و78 من قذيفة قوية وسمير المصري 51.
** يوم 21/11 بموسم 1976 سجل للجزيرة الحاج علي32 جزاء وسمير مهدي64 واسامه ع العاطي 85 ليردون على ثلاثية الوحداتيين نصر قنديل10+16 وماجد بسيوني75
** يوم 17/12بنفس الموسم سجل الحاج علي اخر هدف بمسيرته التي لم نعرف عنها اكثير وكان بمرمى الاهلي رفيق الدرب الذي كان قد سجل له رباعية ” جلال الزعمط دقيقة 1 واحمد عاشور8 وعوني شحاتيت 52 وعلي بست82″
** هذه المعلومات تجدونها ايضا بالتعاون مع موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة العالمية
** هذه المعلومات بحاجة الى تغذية منكم ومنا ..وقريبا سنحسنها