حبيب مكي
كثيرون مروا بعالم الرياضة…وقليلون تركوا بصمتهم الخاصة ، ويمكن إعتبار حبيب بن عبد النبي مكي نائب رئيس اللجنة الأولمبية العمانية ( حادي العيس) في رحلة تمتد لأكثر من نصف قرن من الزمان ، حمل فيها ( المهندس) مشعلا واضاء الطريق لكثيرين يدينون بفضله ، في بلاد لا تترك مناسبة كبرى إلا وتسلمه شارة ريادتها رياضيا.. طائعة راضية!
يزين عرس الأيام الأولمبية العمانية .. ويتراس كثيرا من وفودنا المشاركة في الإحتفاليات الكبرى ، واخرها دورة الالعاب الاولمبية ببكين، ويتهيأ لحسن إستضافة وإكرام وفادة الوافدين للألعاب الأسيوية الشاطئية ،فبدونه يبدو الفرح الرياضي.. منقوصا!
أطل على عالم المستديرة والساحات الخضراء من بوابة نادي عمان الذي عقدت الجمعية العمومية فيه اجتماعا عام 1974 لتجديد ضخ النبض في اوصالها.. ولهذا قام استاذه بتلك المدرسة والذي كان يترأس النادي احمد سالم فأمسك بيد حبيب بن عبد النبي ليسلمه عصا تتابع العمل الذي يتواصل عاما بعد عام .
مارس رياضتي الهوكي وكرة القدم قبل ان يحمل عى عاتقه مهمة نشر اللعبة ليس في مسقط بل في كثير من الدول الشقيقة المجاورة التي تدين بالفضل للايادي البيضاء التي ساهمت معه ك(سبيل جلال وسعيد سليمان وسالم سعيد وغيرهم) ممن حملوا مشاعل انارة لعبة الهوكي في قطر والبحرين والكويت التي ارتحل اليها حبيب في عام 1955 ليدرس عاما واحدا في مدارس المنطقة الشرقية حيث انضم لنادي العروبة (العربي حاليا)
ونشر هذه الرياضة في بعض الدول المجاورة لم يكن أول وآخر ما قام به الشباب العماني بل ان سفر حبيب لدراسة الهندسة المدنية عام 1964 بالاتحاد السوفييتي سابقا جعله يساهم مع كثير من الشباب العمانيين والآسيويين بنشر تلك اللعبة في اوساط سوفييتية لم تكن تعرفها لكنها احبتها ورعتها ولذلك وصلت لنهائيات كأس العالم في عام 1969 أي بعد خمس سنوات من تلك المباراة التعريفية الودية التي آلت لفوزهم 2/1.
ألق ومجد أخر توج بلقب فخري جاء من تكليفه لرئاسة حقيبة القنصلية الفخرية بجمهورية كولومبيا في عام 1986 وهو لقب شرف اضيف لسلسلة ألقاب شرفية يحفل بها ويتوجها لقل (الاب الروحي) لكثير من رياضيين طرقوا بابه فوجدوه كريما ناصحا.. وأبا حانيا لكثير من نجوم يعترفون بكريم فضله وعظيم انجازه.
وفتح تسلمه لحقيبته نيابة رئيس اللجنة الاولمبية في شهر مارس 2005 الباب لشخصية مكي لتحقيق انجازات يحلم ان تصل لحدود انشاء اكاديمية اولمبية مرورا باستضافة أكبر حدثيين اولمبي بمرور الشعلة من السلطنة والألعاب الشاطئية، ويتابع مكي نشرات الاخبار ويدمن مشاهدة مباريات العربي الكويتي والشباب من الامارات ومانشستر يونايتد وريال مدريد وروما وكل المباريات التي تذكره بالماضي الرياضي الجميل الذي يستحضره كلما تذكر زيارته لاستاد ماراكانا الشهير لمشاهدة لقاء فاسكودي جاما وفلامنجو.. تماما كما تذكره اغاني محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفيروز بماض كلاسيكي جميل كانت تتماشى معه موسيقى الفلامنجو وفادو والستيار الهندي وألوان اخرى من فنون.. وفراشات تحلق فوق أحلام وردية لتقول للغد الأجمل.. تعال، نحن بانتظارك.
وفي الغد عيد يحل علينا حاملا الفرح والسعادة التي نأمل ان تمر بحياة حيببي مكي فتلقي عليه تحية سلام وتقدير وحب ممزوجة بدعاء متجدد سنويا ان يطيل الله عمره ليبقى أحد فرسان الرياضة المحلية .