جميل أبو الرب*
يعد جميل أبو الرب واحدا من أبرز عمالقة الطائرة الأردنية، بعد أن شق طريقه نحو النجومية بسرعة قياسية لم تتجاوز عدة أشهر وبكل اقتدار، وساهم في صعود فريقه الكرمل إلى مصاف دوري أندية الدرجة الأولى “الممتاز حاليا”.
وأحتل مكانة مرموقة في أوساط اللعبة نظرا لاخلاقه العالية واحترامه الكبير للمدربين والحكام وأركان اللعبة بشكل عام، وخلال مسيرته الطويلة في الملاعب والتي أستمرت لأكثر من 25 عاما، ربما لم ينل أي بطاقة حمراء في حياته، فقد تم اختياره كأفضل لاعب عربي للكرة الطائرة في العام 2002، وكذلك نال لقب أفضل لاعب أردني في كثير من مواسم الدوري، وأول من حصل على لقب كأس العرب بالطائرة الشاطئية برفقة زميله فايز الدعجة العام 1994.
بدأ أبو الرب حياته لاعبا لكرة القدم في الكرمل خلال الفترة 1986-1989، قبل أن يلتحق بفريق الكرة الطائرة منذ العام 1992، انضم أبو الرب للمنتخب منذ العام 1994-2014، وشارك خلالها بالعديد من البطولات العربية الرسمية والاحتفالية، وتلقى العديد من العروض الاحترافية، محليا وخارجيا لكنه رفضها جميعا، نظرا لحبه الشديد للكرمل وجمهوره.
واشتهر باللاعب الشامل الذي يجيد اللعب في كافة المراكز، وكان جميل أبو الرب الرقم الصعب في طائرة الكرمل، والقائد الميداني المؤثر في كافة المباريات، وحافظ على مستواه الفني ولياقته حتى الاعتزال العام 2017.
مرارة وغصة في الحلق
أما عن المباراة التي تركت مرارة وغصة في الحلق، والتي ما تزال عالقة في ذاكرته، فهي مباراة فريق الكرمل أمام البقعة في الدور قبل النهائي لبطولة الدوري الممتاز في العام 2005، والتي خسرها الكرمل بثلاثة أشواط مقابل شوطين.
ويقول أبو الرب: تأثرت كثيرا لتلك الخسارة، وكان غضبي ليس بسبب الخسارة فحسب، بل بسبب الجمهور الذي حرص على متابعة المباراة التي جرت في صالة مدينة الحسن للشباب، والذي تجاوز خمسة آلاف متفرج، وضاعت فرصة العمر على النادي لاحراز أول لقب لبطولة للدوري، ويسجل اسمه في لوحة شرف أبطال اللعبة، بعد أن كان ينافس بقوة على المراكز الأربعة الأولى في كل موسم.
وتمنى أبو الرب ان يعيد البسمة لجمهور طائرة الكرمل خلال مسيرته، لكن تحقق الحلم بعد اعتزاله ونال فريق النادي اللقب العام 2012 والعام 2013.
مباراة العمر
وعن المواقف التي لن ينساها في مشواره الرياضي قال أبو الرب: في موسم 1995 وخلال الشوط الأول من مباراة الكرمل مع الوحدات تعرضت لإصابة خلع الكتف، وكانت المفاجأة انني بحاجة اإلى نقل للمستشفى، إلا أن مدرب فريق الكرمل العراقي عصام زكي ترك المباراة وأعاد لي كتفي مكانه لان تخصصه علاج طبيعي، ورغم شعوري بالألم إلا أن المدرب طلب مني العودة للملعب لاكمال المباراة، وتم ربط ذراعي بالسروال (الشورت) وكنت العب بيد واحدة، وقدمت مباراة العمر خاصة وان الجمهور كان يشجعني، ولكن المباراة انتهت بصعوبة لصالح الوحدات 3-2، وكانت عناوين الصحف في اليوم التالي الوحدات يهزم صمود جميل أبو الرب.
في الذاكرة
ويواصل أبو الرب قائلا: أدين بالفضل الكبير للمدرب الوطني محمود صقر، الذي قادني من ملاعب كرة القدم إلى ملاعب الكرة الطائرة، وأسهم إلى حد كبير في وصولي إلى مستوى متطور في اللعبة، ولعبت الى جانب العديد من اللاعبين الكبار أبرزهم: إبراهيم فيليب واسماعيل توفيق وشريف عبدالله وماجد البس ومحمد أبو كويك وشاهر محمود وعبدالله بني عيسى ورياض اسماعيل وخضر عبد العزيز ونضال فواز ومأمون مرجان، وفي الكرمل عاصرت أكثر من جيل ابرزهم: خالد الحوراني وزياد عارف ومحمود ابو حسيان وشاهر محمود وعوض هريس وفراس طعامنة وفارس الكردي، وغيرهم.
فقدان جواز السفر
خلال تواجدي في مطار عمان متوجهين الى البحرين برفقة اللاعب ماجد البس والمدرب اسماعيل توفيق، طلبت منا إحدى المسافرات المساعدة بتسهيل مهمة سفرها، وفعلا قمنا بمساعدتها وبقيت الى جانب الفريق حتى الدخول للطائرة، وكذلك في مطار البحرين حيث كان يحمل الجوازات المدرب اسماعيل توفيق، وانتقلنا من مطار البحرين الى الفندق وتسلمنا الغرف، وبعد انتهاء المشاركة في البطولة وقبل المغادرة طلبت جواز سفري، وكانت المفاجأة بأنه غير موجود، وموجود جواز سفر المسافرة التي ساعدناها في مطار عمان، وهنا بدأنا البحث من خلال التواصل مع السفارة، وتأخر سفرنا يومين لحين العثور على المسافرة وتبديل جوازات السفر وتمت العودة الى عمان.
موقف عفوي
خلال مشاركة المنتخب في بطولة تنشيطية استعدادا لدورة الحسين العام 1998، وخلال مباراة المنتخب مع قطر، ومشاركة اللاعب الحر (الليبرو) لأول مرة في الملاعب، تمكن الليبرو شاهر محمود من انقاذ كرة خرافية قبل الوقت المستقطع وكان يرتدي القميص الأبيض، وفور إعلان الحكم بداية الوقت المستقطع وتقدم الأردن 8-5، توجه بني عيسى الى أحد ماسحي الملعب وضمة بشدة، ضنا منه انه شاهر محمود لأنه يرتدي القميص الأبيض، وتوجهت اليه طالبا منه الدخول للملعب لكنه رفض بشدة، واستمر بعناق ماسح الملعب، وفجأة وجد الجميع يضحك وهو لا يعرف حتى تم استبداله بلاعب آخر، بعدها عرف السبب فاعتذر من المدرب والحكام وضحك بشدة.–الغد