يحيى المحارمة*
“من شابه أباه ما ظلم” أو “الابن سر أبيه”، تدور معانيها لتلتصق بشخصية الدكتور يحيى المحارمة، الذي تشرب الوطنية من نبع والده الراحل محمد حمد عبدالهادي المحارمة (ابو جهاد)، وللراحل صولات وجولات ولوحات في الجهاد والنضال، أردني الأصل وفلسطيني الهوى، وله بصماته في الحياة الاجتماعية والوطنية في أردننا الغالي، حيث تولى رئاسة بلدية سحاب لأربع فترات متتالية، قبل ان يلبي نداء الشهامة والحمية، ويتجه صوب قلب العشق الأردني في فلسطين، ويحارب متطوعا في حرب 1948 ضد الصهاينة المحتلين، وكأن خصال الوالد نسخت في شخصية ولده الدكتور يحيى المحارمة، الذي ارتسمت الوطنية والفداء والتضحية جليا في عيونه، كلما هبت رياح ذكريات والده، ومن ذكريات والده، وشقيقه جهاد الذي استشهد على أسوار الأقصى، وحمل النهج الوطني من المشاهد التي ما تزال تغزو عيونه بين الحين والآخر، وكأنه يصيغ رسالة “التوأمين” الأردني الفلسطيني في وحدة الدم والمصير.
المحارمة.. الطبيب الرياضي المتألق
الدكتور يحيى محمد المحارمة، المولود في الخامس من كانون الثاني (يناير) العام 1958، سار على درب النجاح والتفوق الدارسي بثقة واقتدار، وقاده تميزه الدراسي لنيل الثانوية العامة بتفوق، ومنحته فرصة الحصول على بكالوريوس الطب من جامعة عين شمس، ليعود بالنجاح والآمال الى أهله ووطنه الأردن، عاشقا لتأدية نداء الواجب الوطني، حيث عمل بالخدمات الطبية الملكية لمدة 12 سنة، عرف خلالها بـ “الطبيب الإنسان”، والمجتهد والمخلص في عمله، إلا أنه استقال بسبب ظروف والده الصحية، وخرج برتبة نقيب، وحصل على وسام الكفاءة القيادية من جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه -، فترة نيله الامتياز بالطب، وتابع تحصيله الدراسي مؤمنا بأن العلم يبني بيوتا لا عماد لها، وبنى لنفسه بيت التفوق ليحصل على شهادة الماجستير في “الدبلوماسية والعلاقات الخارجية”، وبقي أسيرا لعشقه للرياضة ودروبها، ما دفعه للحصول على الدبلوم العالي في الطب الرياضي من جامعة دمشق في العام 1996، لينثر عطر ابداعاته في هذا المجال، قريبا من الاتحادات الرياضية والرياضيين، و”حبيب” الجميع، واضعا بصماته في هذا المجال في العديد من الأندية والمنتخبات الوطنية، ولم يبتعد في الوقت ذاته عن معشوقته مدينة سحاب، حين تولى ادارة نادي سحاب خلال الفترة من 1998-2004، تاركا بصمة ألقه وابداعه الإداري والرياضي ليعالج هموم شباب الوطن من منصبه، ويفجر طاقاتهم لخدمة الوطن.
قصة الأوائل
يعتبر الدكتور يحيى المحارمة أول طبيب أردني باللجنة الفنية للاتحاد الآسيوي، وثاني طبيب عربي، وأول عضو في اتحاد كرة القدم عن أندية الدرجة الأولى، وأول طبيب أردني باتحاد الطب الرياضي الاسترالي، وأول طبيب يحمل شهادة الماجستير في “الدبلوماسية والعلاقات الدولية”، وأول طبيب أردني في الاتحاد العربي لكرة القدم، وأول طبيب أردني كفاحص منشطات على المستوى العالمي ومفوض من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وأول أردني كأمين عام للاتحاد العربي للطب الرياضي منذ العام 2018 ولغاية الآن، وعضو في مبادرة الراحل قصي الخوالدة، ورئيس اللجنة الطبية باتحاد كرة القدم منذ العام 2002 ولغاية الآن، وما يزال عضوا باللجنة الطبية بالاتحاد الآسيوي ولغاية الآن، وعضوا بالاتحاد العربي باللجنة الطبية، الى جانب تأسيس العديد من الجمعيات والنوادي الدولية، كما أنه أول أردني في الاتحاد الاسترالي للطب الرياضي، عقب محاضرته في العاصمة التايلاندية بانكوك عن “جهود سمو الأمير علي بنشاطات اللاجئين”.
إنجازات لا تحصى
ويملك الدكتور يحيى المحارمة انجازات كثيرة، حيث حصل على العديد من الاوسمة والميداليات من عدة دول عربية وآسيوية، ويمتلك هواية كتابة قصص قصيرة عن الرياضيين ومعاناتهم وحاصل على جائزة القصه القصيره من الزميلة الدستور 2012، ومحاضر طب رياضي ومنشطات في عدة دول آسيوية آخرها سيرلانكا 2020، وشارك في عدة موتمرات دولية في ماليزيا، تايلند، سيرلانكا، قطر، دبي، الكويت، نيبال، المغرب، جرز المالديف، اندونيسيا، لاوس، لندن، طاجاكستان، الصين، هونغ كونغ.
وقدم العديد من المحاضرات الدولية في المنشطات والاصابات الرياضية، كما قدم مبادرة دولية عن التوعية الصحية من خلال كرة القدم بمقر الاتحاد الدولي في جنيف ومحاضرات في العديد من الأندية عن المنشطات والتدخين والعقاقير، ومحاضرات في الصين عن النشاطات بالطرق الجينية والتي غيرت تفكير الاتحاد الدولي في طرق اختبار المنشطات.
مقترحاته معتمدة
وقدم الدكتور المحارمة مقترحات للعودة للملاعب في ظل كورونا، حيث اعتمد الاتحاد الدولي والآسيوي تلك المقترحات، وقدم ورقة عمل للعودة للملاعب بسبب جائحة كورونا.
هوايات رياضية اخرى
يشرف الدكتور المحارمة مع ولديه محمد ولؤي على تربية الخيول ويملك اسطبلا فيه سلالات من الخيول العربية الاصيلة، ويعشق السباحة وصيد السمك، الى جانب الصيد البري.–الغد