محمد عوض*
الكابتن محمد عوض المعرورف بـ”أبو العوض”، ترجل عن صهوة للكرة الأردنية والوطن، في العشرين من كانون الأول (ديسمبر) العام 2012، وما تزال ذكراه العطرة تفوح بعطر الانجازات الوطنية، وهو المدرب صاحب الانجاز الفريد مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، عندما نجح في قيادته إلى ذهبيتي الدورة العربية، الاولى في بيروت العام 1997، في أول تتويج رسمي خارجي للكرة الأردنية، وكرر الراحل “أبو العوض” الثانية في عمان، عندما توج “النشامى” بذهبية كرة القدم في الدورة العربية 1999 (دورة الحسين)، واللتان ما تزالان تحملا بصمة الراحل “أبو العوض” في أرشيف الكرة الأردنية
سيرة ومسيرة للراحل محمد عوض الله عيد الشعيبات -محمد ابو العوض-، الذي ولد في الخامس عشر من أيلول (سبتمبر) العام 1939، والذي تولع بسحر المستديرة، والتي بدأت حكايته معها خلال الفترة 1954-1956 في سلاح الهندسة الملكي ونادي الجزيرة، وانتقل بعدها الى صفوف فريق الفيصلي الذي شاركه صولات وجولات وبطولات، حتى اعلن اعتزاله اللعب في العام 1972، وبرع في صفوف المنتخب الوطني الذي شاركه العديد من البطولات العربية والاقليمية.
أبو العوض… حكاية كروية
ونسرد من سفر أرشيف الكرة الأردنية، حكاية كروية بذكرى العملاق الراحل الكابتن ابو العوض، والذي تعلم فنون التربية الرياضية ودرسها في مدرسة رغدان الثانوية في العام 1954، وغازل كرة القدم بمهاراته في نادي الجزيرة، وبدأت الأصوات تعلو لكسب خدماته في النادي الفيصلي، وما ان تم فتح أبواب الانتقالات حتى شكل رقما صعبا في تشكيلة الفيصلي، وشاركه ألقاب وكؤوس في قلعة “الزعيم” حتى ودع “المستديرة” بالعام 1972، فيما ما تزال ذكراه لاعبا بارعا في صفوف “الأزرق”، وكذلك فريق الحرس الملكي، وتبعا لمهارته الكروية الفائقة، فقد استعير الراحل أبوالعوض من قبل العديد من الاندية المحلية، وشكل علامة مميزة في صفوف المنتخب الوطني، وأبت الجماهير إلا أن تشاركه لحظة، وسرد آخر تفاصيل حكاية ابداعه الكروية، من خلال مهرجان الاعتزال الأول على صعيد الكرة الأردنية، والذي جرى برعاية سمو الامير رعد بن زيد وقتها.
“أبو العوض المدرب”
وبعد اعتزال أبو العوض المستديرة، بقي مولعا فيها وبسحر تفاصيلها، ليدق أبواب عالم التدريب فيها، وكانت أولى خطواته التدريبية بأن عمل مساعدا لمدرب الفيصلي، وبالعام التالي تولى وحيدا قيادة السفينة الفنية للفيصلي، وما تزال بصماته الفنية خالدة على جدران القلعة الزرقاء، وتبعا لعقلية أبو العوض التدريبية فقد تم تسميته مساعدا لمدرب المنتخب الوطني الألماني جوزيف شتيجر، وتباعا مساعدا للمدرب الاسكتلندي داني ماكلينن، وكذلك مساعداً للمدرب الإنجليزي توني بانفيل.
وتبعا لمعرفة ابو العوض بسر الكرة الأردنية، وطبيعة اللاعب الأردني، وفق تجارب تدريبية طويلة مع منتخب الكرة الأول، فقد اسندت له مهمة له قيادة دفة المنتخب الوطني الأول، والذي نجح في قيادته نحو منصة تتويج الدورة الدولية التي اقيمت في عمان 1992، وظفر حينها “النشامى” بكأس البطولة التي شهدت مشاركة منتخبات العراق، السودان، الجزائر، تونس، الكونغو، الباكستان وموالدافيا، لذلك نجد أن الراحل “أبو العوض” كان يملك كلمة السر لإنجازات الكرة الأردنية، ومنها كما ذكرنا أعلاه الميداليتين الذهبيتين الأغلى في تاريخ الكرة الأردنية”.
رسائل “ابو العوض” خالدة
رسائل كثيرة تركها الراحل اللاعب والمدرب الراحل “أبو العوض”، في أعناق الأجيال الكروية مسؤولين وإداريين ولاعبين، وكأنه يهمس في آذانهم “قفوا على ناصية الحلم وقاتلوا”، يحثهم على الكفاح من أجل الوطن، والعطاء بسخاء ووفاء داخل المستطيل الأخضر، وبذل الغالي النفيس لترفرف راية الوطن خفاقة في سماء المنافسات الكروية، والتي تفسرها رحلة حياته الكروية، وبقي فيها الانجاز للرياضة والكرة الأردنية ينام بالقرب من أحلامه، والتي تستظل بظلها الاجيال حين تمعن النظر في سيرته ومسيرته لاعبا ومدربا، وهو اللاعب الذي مثل صفوف المنتخب الوطني في العديد من المناسبات، ابرزها مباراة افتتاح ستاد عمان الدولي في العام 1968، التي اقيمت برعاية المغفور له باذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والتي انتهت لمصلحة المنتخب المصري 6-1، وما يزال هدف ابو العوض في المرمى المصري خالدا في ذاكرة الكرة الأردنية، وشاركه في تشكيلة المنتخب آنذاك، أسماء قدمت الكثير للكرة الأردنية امثال بسام هارون، عبد الكريم أبو عياش، مصطفى العدوان، بدر اسماعيل، محمد سمارة، أديب الفضيل، جودت عبدالمنعم، أحمد السكران وأحمد هزاع البطاينة.
ورسائل الراحل أبو العوض الخالدة، نقرأها بفخر من صفحات ذكريات الزمن الجميل الكروية، ومنها مشاركته ببطولة الجيوش العربية في العام 1969، وسجل هدفا ولا أروع وقتها، وقاد فريقه سلاح الهندسة للفوز على الزمالك 2-1، ونلمحها في حياته مدربا، عندما كان اول مدرب يحصد لقب كأس الأردن مع الفيصلي 1980، وقيادته للفيصلي للتتويج بلقب الدوري 4 مرات، وعندما عاد لتدريب الفيصلي مجددا العام 1986، نجح في قيادته الى سدة القاب الدوري وكأس الكؤوس ودرع الاتحاد وكأس الأردن، لتتشكل سيرة “أبو العوض” الكروية برسائل وبصمات خالدة في ذاكرة الاجيال الأردنية.–الغد