بين عمان 1984 وليستري سيتي 2016 ..فريق ينضج ببطء
السلط ملك لم يتوج على العرش.. بعد
” هل يمارس السلط التنويم المغناطيسي على خصومه فيجعلهم بلا روح ويسلبهم الانتصارات عنوة “..!!
كتب : رأفت ساره
*1* يوم 19/12/1984 تساءل استاذنا سمير جنكات بعد فوز عمان على القوقازي بهدفي عبدالرزاق كوكش وخالد سمور ” هل يمارس عمان التنويم المغناطيسي على خصومه فيجعلهم بلا روح ويسلبهم الانتصارات عنوة ” ..اليوم سأعيد التساؤل لكن بعد ان أغير إسم النادي من عمان الى السلط لتصحبح الجملة ” هل يمارس السلط التنويم المغناطيسي على خصومه فيجعلهم بلا روح ويسلبهم الانتصارات عنوة “..!!
*2* يوم 2/5/2016 توج النادي المغمور ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي لأول مرة في حياته ، وبشهر 5 من هذا العام يأمل أهل السلط ان يكونون قد توجوا بالدوري وخاضوا ما قبل نهائي الكأس أيضا ..ومن يدري فقد يلعب قاسم مباراة حسم اللقب يوم 12/5 ضد فريقه الأم الحسين ..لكن هل هذا حلم جميل أم كابوس !!
*3* ثعلب وحصان محاطان بالأبيض والكحلي والأصفر داخل دائرة ..شعاران لناديين “ليستر والسلط ” عاشا في الظل طويلا قبل أن يصحو العالم الرياضي عليهما ..ليحدق في بطلين صنعا في الأحلام وتحولا الى حقيقة ، بصمت.
اسامة قاسم ورانييري
لعب رانيري “المدرب الفائز مع ليستر بلقب البريميرلييج ” بالدفاع ولعب اسامة قاسم بالدفاع وقليلا ما تقدم لخط الوسط ، أحرز رانييري لقبا يتيما في حياته مع فيورنتينا ضد ميلان ، واحرز اسامة قاسم لقبي كاس الكؤوس والدرع مع الغزاة .بقي رانيري يعيش في ظل تراباتوني ومارتشيللو ليبي ..ولا يزال اسامه قاسم يبحث عن الإعتراف باسمه وسط اسماء تبرز حين تدرب الفيصلي والوحدات .يمارس رانييري اليوغا وهو كثير الصمت ، ولم يمارس قاسم اليوغا بل يصلي بصمت ..
فاز رانييري باللقب في وصت كان التركيز منصبا على مورينيو ، جوارديولا وكلوب وبوتشيتينيو وارسين فينجر ، وقد يفوز قاسم باللقب وسط تركيز إعلامي على جمال محمود واليعقوبي وجرايا وغيرهم.عمل رانييري بصمت ، بدون اسماء كبيرة وبواقعية ..فانسل كأفعى وسط التراب مساءا وصل للماء ، فيما كانت الاضواء مسلطة على غيره ..ويمكن اعتبار تعاليم قاسم سما قاتلا لخصومة وترياقا للاعبيه ، فماذا قدم كلاهما قربا للقب !
شمايكل والشطناوي
بيتر شمايكل اسم كبير لعب لمانشستر وجلب اللقب للدنمارك وقد انجب نسخة عنه اسمه “كاسبر” رمز الشبح ..والشطناوي أشقر مثله ، أطول من الشبح ، ومثله أيضا يعيش بلا اسم كبير وظل بوجود شفيع ومعتز الياسين وعبدالستار تماما كما يعيش كاسبر بظل اسماء دي خيا وبيتر تشيك وغيرهما ..لكنهما حاسمان في اللحظات الصعبة ، وأخطائهما قليلة لكنها مؤثرة وموجعة ومع ذلك كان الفريق يتجاوزها ..والشطناوي يحظى بمدرب أكاديمي على مستوى كبير “خلدو ن ارشيدات” وبدا واضحا أنه بات أكثر رشوخا وتمركزا في المرمى ، ومباراة الوحدات كشفت عن طاقة كامنة لدى الشطناوي الذي بات يعمل بدون ضجيج وبصمت ..كالفريق .
الدفاع
خالد الهماني ، ياسر الرواشده ، عمر خليل ، حسام ابو سعده ، سامر عسفا، وموسى الزعبي يقومون بواجباتهم بصمت ، ينظفون منطقته الدفاعية بدون فلسفة وبروح وحماس كبيرين ودون اثارة الجلبة ، ولا اسما كبيرا بينهم يميز احدهم عن الأخر الا اسم موسى الزعبي كونه صاحب تقليعات غريبة في الشعر “أخرها عمل ميش شيب أبيض” ..ودفاع ليستر لا يحفظ منه إلا اسم هاري ماغوير الأطول والأكثر مشاركة بالهجوم ، فيما كان سامر بركات الأكثر تميزا من ناحية الشكل بدفاعات عمان لأنه أصلع حتي سمى ب”الفوكس” وهو اسم اشتق من سايارة الفولكس فاجن الالمانية التي تشبه الصلعة.
الوسط
يقوم علاء الشقران بدون كبير في منطقة الارتكاز وهو رمانة الميزان التي تحفظ التوازن أمام المدافعين وخلف المهاجمين ، وهو جندي مجهول في العمليات الدفاعية حيث يكسر هجمات الخصوم ، وبعكسه اشرف المساعيد الذي يقوم بدور الجندي المجهول في الهجوم “الفيروسي” الغامض حيث لا يظهر إلا وهو غارس سهمه في ظهر الخصوم ، عدا ذلك فقر قامته يسهل تمركزه لقرب مركز ثقله من الأرض ما يجعل افتكاك الكرة منه صعبا ، في حين يعمل عصام مبيضين بهدوء وبارسال كرات قصيرة جدا لزملائه قبل ان “يقرص” أحيانا بكرة عرضية طويلة ، فيما زاد ثقل الوسط السلطي بوجود أحمد سريوه الذي يخلخل دفاعات ووسط الخصم باختراقاته ما يمهد الطريق للمهاجيم لاخذ مركز مناسب للتسجيل ، ولم يكن بوسط الاردن وعمان من هو ابرز من ابراهيم سعيدة اذلي يبدو كشكل وقامة قريبا من المساعيد وكقوة تصويب قريبا من علاء الشقران وكمراوغة من سريوه ، لكنه النسخة الأفضل من ثلاثتهم طبعا لانه اسطرةاردنية لم ولن تتكرر ، ولا اسم مميز أكثر من رياض محرز في وسط ليستر في حال لعبة خلف المهاجم او انسلاله للهجوم
الهجوم
يتناوب جيجي وكبيرو على التمركز بالهجوم ولم يسبق لهما ان تواجدا فيه بشكل “حصري” فاحدهما يعود للخلف حين ينطلق الأخر والعكس وكلاما يهيء للأخر ، تماما كما تعاون رياض محرز وفيردي وهما مع مايكل وماركوس الثنائي الأجنبي الاميز في ملاعبنا ، اما بحالة نادي عمان فقد المهاجم الصريح والأكثر غزارة هاني ابو الليل لكن سعديه كان الاكثر موهبة ان تقدم للمنطقة الحرام واحيانا كان كوكش عبدالرزاق يساعد ، لكن الأساس هاني بعمان وفيردي بليستر وكبيرو بالسلط.
اللقب
راهن شاب وحيد على فوز ليستر وكان ذلك بالخطأ لانه أراد ترشيح فريق فيه حيوان ، فرآى الثعلب في شعار ليستر وكان يريد ثعلب تشيلسي ، ولم يراهن اي مواطن أردني على فوز عمان بلقب الدوري 1984 فقد تحقق في وقت كان الوحدات يرسخ إسمه كبطل لدوري 1980 والرمثا يستحوذ على العرش المحلي بلقبي 1981 و1982 ..فيما كان الفيصلي يكرس نفسه كقوة خارقة ببداية صقل مواهب “خالد عوض وباسم مراد وجمال ابو عابد وحسام سنقرط وناصر عبدالفتاح وعماد مسلم بالإتكاء على أرث الرهوان وميلاد عباسي وحدو واحمد الروسان وسامي السعيد” ..ولم يكن بالتالي نادي عمان مرشحا للفوز باللقب وسط ثلاثي من نار ، وما حدث ان رحلة “التنويم المغناطيسي للخصوم ” تكللت بالنجاح دون ان يكون الأردنيون قد حفظوا إسما للاعب غير “ابراهيم سعديه ” فتوارت اسماء “علي يوسف وخالد عبدالفتاح وسمور والشملاوي وحسن جوهر وسامر بركات وشوكت عقل و علوش وعاهد الاعور ومنصور العبادي وعبدالرزاق كوكش والزغل وعبدالحكيم ماضي وحتى هاني ابو الليل ” تماما كما يحدث مع السلط الذي يقفز الى الذاكرة كفريق جماعي دون ان يتكرس اسم وصورة للاعب واحد بعينه ..وهذا سر قوة عمان .
فهل ينجح السلط بخطف اللقب في ظل انشغال الشعب بالفيصلي والوحدات والجزيرة كما انشغل الانجليزي بتيسلي وتوتنهام والسيتي ..الله أعلم.