ميسي جلب لي نص مليون زائر في ليلة وضحاها*
-
- حازت هذه المقالة – حين نشرتها قبل سنتين بموقع كووووورة – على نص مليون زائر واعجاب كبير سانشره لحقا
رابط المقالة
http://www.kooora.com/?n=440060
نص المقالة
وسط الضحكات والشغب والنكات والهمز واللمز، وبعد أكثر من ساعة من الضحك المتواصل، انزوى بهجت الأباصيري “عادل إمام” بالطالب الفقير أحمد الذي ينظم الشعر “أدى دوره العبقري المرحوم أحمد زكي”، في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، وأخذ يختصر له الحب في عبارات مفاجئة لتلك التي دأب طوال العرض الساخر على قولها، سأل بهجت الاباصيري احمد الشاعر عن الحب، ثم لخصه بالقول: “انه ذلك الشعور المفاجئ الذي ينتابك حين يفضى العالم فلا ترى الا من تحب ويسكت الكون فلا تسمع الا صوت من تحب”
وتلك غالبا هي حالة ليونيل ميسي في أذهان عشاقه، فهم لا يرون في الفريق الحالي الا صورة ميسي ولا يريدون سماع صوت اي شيء غير صوت ميسي وحركة ميسي واهداف ميسي، إما ميسي أو لا شيء غير ميسي؟.
يفوز برشلونة، يسجل نيمار اربعة اهداف، خمسة ستة عشرة لا يهم ، المهم ان يكون ميسي داخل الإطار وفي البرواز، في قلب الحدث؟.
فهو نصف الزجاجة الفارغ بالنسبة للجزء الممتلئ والعكس.. دليل البراءة على الجريمة الذي لم يكتشف بعد، الفصل الناقص من مسرحية، الورقة التي طارت من بين ثنيات كتاب مهم، الصورة التي بلا إطار.. واللوحة الفنية بلا ألوان.. والحكاية التي بدأت تتلى ولما تنتهي بعد؟.
هم يحسبون بالثانية والدقيقة والساعة واليوم والشهر والشهرين اللذين سيغيبهما، يغنون مع فيروز “يوم ويومين وجمعة وشهر وشهرين نزلت من عيني الدمعة ..وانا غايب وين”؟.
أين غاب ميسي بعد الدقيقة العاشرة التي شهدت يوم 26 سبتمبر ارتطامه مع مدافع لاس بالماس بيدرو بيغاس؟.
يومها اكتملت المباراة كشكل، وكنتيجة فاز البارسا بهدفين لهدف، لكن كل ذلك حشو كلام، تفاصيل زائدة في يوم مر، ونكات فائضة في مسرحية هزلية.. انتظر الجمهور صباح اليوم التالي بفارغ الصبر، ولمرة نادرة كان همهم الأول والأخير ماذا سيقول الطبيب.. وليس المدرب؟.
سبعة اسابيع، ثمانية، طبيب الارجنتين يقول اقل، حسنا، نافذة امل فتحت، وشمعة أمل اضيئت فوق روزنامة الأيام لكن في كل الأحوال، سيبقى هناك شي ناقص؟.
انه ميسي.. ملح الطعام الذي يرش على الأكل فيصبح أطيب، قطعة الشوكولاته التي توضع بجانب فنجان القهوة الصباحي، حبيبات السكر التي تجعل العصائر مشتهاة أكثر؟.
ماذا فعلت ويتني هيوستن ومايكل جاكسون وفرانك سيناترا ليحبهم الملاين ويتتبعون اخبارهم ويشترون بقايا صورهم وتذكاراتهم.. أتريد ان تعرف؟.
خذ آلة تسجيل واذهب لمن يحبهم سائلا عن التغير الذي يحدثه أهل الفن والرياضة والأدب في حياة الناس.. ولا داعي لأن تحمل ورقة وقلم لتسأل الناس عن رأيهم فيمن اغتال احلامهم ودفن طموحاتهم، عندها ستعرف لماذا يتعقبون أخبار ميسي ولم يعدون بالثانية وقت غيابه!.
واحتاج برشلونة يوم 14 ديسمبر 2000 لمنديل طعام ورقي ناعم ليوقع عقد الزواج الكاثوليكي الذي لا طلاق بعده مع ميسي، كان ذلك يوماً تاريخاً ايضا في حياة البرسا وحياة ابن روساريو الذي كان يبلغ من العمر وقتها 12 عاما فقط.. لم يعترض اي من اداري برشلونة على وظيفة الام سيليا ماريا كوتشيتيني التي كانت عاملة نظافة، ونتساءل هنا: لو لم يتم توقيع تلك الورقة الناعمة في ذلك اليوم، ماذا سيكون ميسي اليوم؟.
حسنا، هل عرفتم الان لماذا يعتبر أمرا عاديا لو أصيب اي لاعب ” بعيد الشر”؟.
لان ميسي .. “غير”، ووجوده داخل الملعب حتى لو لم يسجل، حتى لو كان يجلس خلف المرمى ويرتدي نظاره ويتحامل على عكازتين.. مهم بل وضروري جدا.. انه بكل بساطة ميسي يا سادة.