ملاحظات حول ستاد العقبة
على الرغم من الجهود والقدرات الكبيرة والملحوظة، التي تطلبها تجهيز ستاد العقبة خلال فترة قياسية، وقامت بتنفيذها شركة تطوير إقليم العقبة والجهات الرسمية في مدينة العقبة، لإنشاء ملعب كروي يحتضن مباريات دوري المحترفين لكرة القدم، عقب تأهل فريق نادي شباب العقبة الى مصاف دوري المحترفين لأول مرة في تاريخ النادي، إلا أن الملعب في وضعه الحالي لا يفي بغرض إقامة مباريات دوري المحترفين.
أسباب عديدة أدت الى هذه النتيجة، فالملعب يقع بين أحياء سكنية، ومن الصعب بمكان فرض إجراءات أمنية على مداخل الملعب وعلى أطرافه، ما يعيق وصول أهالي المنطقة الى أماكن سكنهم بسلاسة، إضافة الى ملاصقة الملعب للمنازل في الأحياء المحيطة، والفاصل بينهما شارع بعرض 8 مترات، وهذا يفرض واقعا صعبا لفرض الإجراءات المطلوبة، خصوصا مع ما حدث من إلقاء الحجارة عقب نهاية مباراة شباب العقبة وضيفه الوحدات أول من أمس، حتى أن بعض رجال الدرك طالبوا الإعلاميين بالتريث وعدم المغادرة خشية من تساقط الحجارة، وحتى لو حاول الدرك التدخل لفض أي شجار على أطراف الملعب، فإنه من الصعب بمكان معرفة السبب أو المتسبب، نظرا لتداخل الأحياء السكنية مع أطراف الملعب.
أما داخل الملعب، فحدث ولا حرج، فلا يوجد مكان ملائم مخصص للصحفيين، وعدم توفر خدمة “النت”، ما اضطر الصحفيين الى الاجتهاد للقيام بعملهم؛ حيث قام كل من الصحفيين الذين تولوا تغطية مباراة الوحدات والعقبة بالبحث عن مكان يناسبهم لمتابعة أحداث المباراة، حتى أن “كبينة التعليق التلفزيوني” لا تتيح للمعلق مشاهدة الملعب بشكل كامل، ما استدعى أحد الزملاء في التلفزيون الأردني للتعليق على المباراة واقفا، وفي بعض الحالات كان يخرج من “كبينته” لرؤية الأحداث بشكل أفضل، هذا الى جانب عدم وضوح الرؤية عند الدخول والخروج من الملعب.
وخلاصة القول، إن ملعب العقبة بحاجة ماسة للبحث عن معالجة مكامن الخلل في القريب العاجل وتدارك الأخطاء، وربما تمت الموافقة على إقامة مباريات العقبة “البيتية” عليه حفاظا على حقوق الفريق، لكن الوضع بحاجة الى مزيد من الدراسة والتمحيص، وذلك ليواصل الملعب استضافته لمباريات دوري المحترفين للموسم الحالي والمواسم المقبلة، والتي ينتظر أن تكون جماهيرية كمباريات العقبة مع الوحدات والفيصلي والرمثا على ملعب العقبة، أو أن يكون الملعب خيارا لإقامة مباريات تجمع ما بين فرق الوحدات والفيصلي والرمثا، بهدف تنشيط السياحة في المدينة مستقبلا.—محمد عمار/الغد