على هامش لقاء القطبين ..تعالوا نصفق لهما
كتب:ابو اليزيد غيث
نعم مباراة القطبين لا تخضع للمنطق الكروي أحيانا كثيرة ولكن هذا لا يمنع أن تكون الأفضلية للفريق الأكثر جاهزية فنية وبدنية وذهنية ونفسية أيضا ،،،
وبالطبع فإن جمال محمود على دراية بنقاط القوة والضعف في فريق الفيصلي على عكس المدير الفني الجديد للفيصلي الذي يجهل قدرات فريقه كما يجهل قدرات خصمه وإن كان الاستعانة بتسجيلات لمباريات الفريقين الأخيرة في الدوري والدرع قد تساعده في التغلب على هذه الجزئية ولو بشكل نسبي ،،،
ويعرف عن دراغان أنه يعطي العامل النفسي أهمية قصوى في عمله مع اللاعبين مثلما لديه القدرة على انتزاع أفضل ما لدى اللاعبين من طاقة في سبيل القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية على حد سواء ،،، وفي المقابل فإن أمورا كهذه تحتاج من الجهاز الفني إلى وقت كاف وهو ما لا يتوفر لدى دراغان الذي سيلعب مباراة الغد بعد أيام من توقيعه العقد مع الفيصلي ،،،
وفي المقابل فإن الكابتن جمال محمود سيعمل هو الاخر بشكل كبير على الجانب النفسي للاعبين وبخاصة أن الجانب البدني لديهم سيتأثر حتما بضغط المباريات ودليل ذلك أن الفريق لتوه خارج من مباراة كبيرة خاضها الثلاثاء الماضي أمام الجزيرة في نهائي بطولة الدرع ،،،
الفريقان يعانيان من بعض الثغرات ولكنهما يتمتعان بنقاط قوة تعزز حظوظ كل منهما بالظفر بنقاط المباراة اذا ما أحسن الجهاز الفني واللاعبون استثمارها ،،،
على المستوى الجماعي يقدم الوحدات حاليا كرة قدم أكثر شمولية وجماعية من الفيصلي مما يعطيه الفرصة لتشكيل خطورة كبيرة ومتكررة على مرمى الفيصلي في حين يحتفظ الأخير ببعض نقاط القوة على المستوى الفردي وأهمها قدرة لوكاس والزوي والرواشدة على استثمار الكرات العرضية والقطرية المرسلة في منطقة جزاء الخصم وكذلك قدرة بهاء عبد الرحمن على استثمار قدمه القوية في تسديد الكرات الثابتة والمتحركة ،،،
بالطبع الفيصلي أكثر جاهزية من الناحية البدنية وهو ما سيجعله أكثر طمعا في ممارسة الضغط على لاعبي الوحدات في ملعبهم بمرور الوقت وهو الأمر الذي قد يضع الكابتن جمال محمود في حيرة من أمره بين أن يلعب بطريقته المعهودة (4-4-2 ) التي اعتاد عليها الفريق وأنتج من خلالها في بطولة الدرع أو أن يلجأ لطريقة لعب تضمن قوة دفاعية أكبر للفريق والعمل على استثمار الهجمات المرتدة وبخاصة في ظل الجاهزية البدنية العالية لحمزة الدردور الذي قد يستثمر المساحات التي يخلفها اندفاع لاعبي الفيصلي وكذلك قد يفعل فهد اليوسف ،،، وفي حال انتهج الوحدات طريقة (4-4-2 ) فسيتوفر للفريق فرص أكبر لصناعة اللعب في الأطراف وهنا أرى ألا يتم التركيز على الكرات العرضية العالية لكون الزواهرة والحارس معتز ياسين مميزين في ابعاد خطورة مثل هذه الكرات ،،، بل لا بد من التركيز على الكرات الأرضية وعمل التقاطعات وتجهيز الكرات للقادمين من الخلف من أجل التسديد على المرمى ، ففي ذلك حلول أكبر في مثل هذه النوعية من المباريات ،،،
على أية حال الفيصلي دائما ما يلجأ لطريقة لعب 4-2-3-1 ولا نعلم إن كان دراغان سيغير من هذا النهج أم لا ،،، ومع ذلك أرى أن الفيصلي لا يشكل تلك الخطورة من الناحية الجماعية حتى لو استحوذ على الكرة بشكل اكبر لأن غالبية هجماته يتم بناؤها من الأطراف بطريقة تقليدية مكشوفة ويبقى الأمر منوطا بكيفية تعامل الخط الخلفي للوحدات وحارس المرمى مع هذه الكرات ،،، فالزوي وحده من يشكل الخطورة على حدود منطقة الجزاء لكونه يتسلح بقدرة كبيرة على المرواغة والتمرير الذكي والتسديد في حين أن يوسف الرواشدة يتميز بالتسديد بالقدم والرأس وأما لوكاس فميزته الوحيدة هو ترويض الكرات العالية وتهيئتها للقادمين من الخلف وهذا أمر يسهل التغلب عليه إذا ما كان باسم فتحي وطارق خطاب وعامر شفيع في الفورمة كما في مباراة الجزيرة مع التنويه بدور لاعبي الارتكاز في الضغط على اللاعب الأقرب للوكاس ومنعه من الاستفادة من الكرات المهيئة من الأخير ،،،
اخر الكلام ،،،
مباريات القطبين وصراعهما على الألقاب لن يتوقف ،،، ومباراة اليوم تأتي في الأسبوع الثالث من عمر الدوري الممتاز ولا بد أن تعرف نتيجة من ثلاثة ” فوز أو تعادل أو خسارة ” ،،، وبالتالي على جماهير الفريقين ألا يحملوا المباراة أكثر مما تحتمل ،،، فالوطن أكبر من الناديين وصراعهما وألقابهما وما نتمناه ان تكبر جماهير الفريقين في عيون المتابعين بحيث تخرج المباراة نظيفة من الهتافات المسيئة والسلوكيات الخارجة وقد فعلها جماهير الفريقين أكثر من مرة ونالوا استحسان الجميع ،،، فما المانع أن نفعلها من جديد ؟؟؟ نتمنى ذلك ،،،
على الهامش ،،،
ربما أكثر ما ينتظره الكثيرون في لقاء القمة هو متابعة ردة فعل جماهير الوحدات على تولي الكرواتي ” دراغان تالايتش ” مهمة تدريب الفيصلي وهو الذي كان قد أمضى مع الوحدات موسما للذكرى توج من خلاله الأخضر بالرباعية الثانية ،،، وهنا نتمنى على جماهيرنا الحبيبة أن تأخذ بعين الاعتبار بأنه مدرب محترف وأمر طبيعي أن يدرب أي فريق ،،، وإن كان بعضنا قد أفرط في العاطفة بحيث اعتبر دراغان ابنا لنادي الوحدات بحيث لا يمكن أن يدرب منافسه التقليدي يوما فتلك مشكلة هؤلاء الجماهير وليس مشكلة دراغان المدرب الباحث عن المال وهو الذي كان قد تخلى عن الوحدات بعد تحقيق الرباعية المحلية وقبل تحقيق حلم الفوز بالاسيوية والتحق بالكويت الكويتي الذي قدم له عرضا مغريا انذاك ،،، جماهيرنا بحمد الله واعية ومثقفة وستتعامل مع دراغان بطريقة حضارية تجنب النادي دفع المزيد من الغرامات ،،، مع التنويه بان دراغان لم يحقق شيئا مع أي من الأندية التي دربها منذ رحيله عن الوحدات ،،،
همسة ،،،
كنا في سنوات خلت نشاهد الوحدات والفيصلي يلعبان سوية في مواجهة الفرق الزائرة للمملكة كما لعب الفريقان في اعتزال العديد من لاعبيهما ،،، وحتى في اشد أوقات التنافس الجماهيري بين الفريقين كنا نشاهد لاعبي الفريقين ينزلون أرض الملعب وأيديهم متشابكة ومرات أخرى كان اللاعبون ينثروون الورود كل على مدرجات خصمه ،،، فلماذا لا نعاود تلك السلوكيات الجميلة التي تخفف من الاحتقان ،،، ومن أجل ذلك أرى أنه من الأفضل أن توزع مدرجات الملعب في مباريات الوحدات والفيصلي مناصفة بين الفريقين كونهما من سكان نفس المدينة وجماهير الفريقين دائما ما تكون حاضرة في هذه المباريات والأهم من ذلك جمالية المشهد في المدرجات والحماسة المتوازنة بين الفريقين وجماهيرهما ،،،