عائلات الملاكمة*
شكلت لعبة الملاكمة الحضور الأبرز بين قريناتها من الألعاب الرياضية، وتميزت بصبغة “عائلية” في أغلب الفترات، وصنعت الحضور الأردني اللافت في الأولمبياد، لا سيما أولمبياد لندن 2012 من خلال اللاعب ايهاب درويش، وقدمت لاعبين اثنين في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وهما: حسين عشيش وعبادة الكسبة، ووصلت الملاكمة أوجها في رحلة العطاء والإنجاز للرياضة الأردنية، عندما استطاع نجوم المنتخب محمد عبدالعزيز الوادي، عبادة الكسبة، زياد عشيش، عدي الهنداوي وحسين عشيش، خطف 5 بطاقات الى أولمبياد طوكيو 2021، وصنعوا التأهل التاريخي للعبة، بعد ان عرف نجوم المنتخب كيف يجيرون عاملي الأرض والجمهور لمصلحتهم، وتحقيق علامة فارقة للعبة على صعيد بقية الألعاب الأخرى.
واللافت في لعبة الملاكمة، انها تتنفس من “رئة العائلات”، واتجه أغلب الأبناء لأكمال مسيرة الآباء لحمل راياتهم، بعد ان قرر الآباء اعتزال اللعبة، وكما هو معروف، فإن لعبة الملاكمة من أقل الألعاب من حيث العمر الرياضي.
ونعتذر إن فاتنا ذكر عائلات أخرى لم تسعفنا الذاكرة على طرح مشوار إنجازاتها، مؤكدين أن هذا مجرد غيض من فيض.
روح العائلات
شكلت “العائلات” قاسما مشتركا في أغلب سنوات الملاكمة الأردنية، ويشار إلى عائلة عشيش بالبنان، مقارنة مع العائلات التي مارست لعبة الملاكمة، فكان البدء بالمعلم والملهم اللاعب والمدرب محمد عشيش، الذي انطلق من رحم المعاناة، وبرز على حلبات الملاكمة المحلية، والظفر بالألقاب ومثل المنتخب الوطني في العام 1986، وحقق إنجازات وطنية خالدة في تاريخ اللعبة، حين تقلد برونزية العرب للشباب في العام 1987، وبعدها سحب شقيقه محمود للتدريب، ليصول ويجول بقبضات فولاذية، ويلفت أنظار المدربين، لينضم إلى صفوف المنتخب في العديد من البطولات العربية والإقليمية، ومثل المنتخب وقدم مستويات لافتة في بطولة العالم في ايطاليا 2009، لتشكل اللعبة إرثا عائليا لـ “آل عشيش”، حيث مارس لعبة الملاكمة كل من جهاد ويوسف وابراهيم ويزن، وآخرهما حسين وزياد عشيش، وأثبتا تطور مستوياتهما، وحضورهما اللافت في البطولات المحلية، وفي صفوف المنتخب الوطني للبدء بالتدريبات، وصعدا بسرعة الصاروخ، ليعانقا النجومية، ويشكلان علامة فارقة في تاريخ الملاكمة الأردنية، وجلبا العديد من الإنجازات العربية والقارية والدولية للعبة والرياضة الأردنية، حتى وصل البطل زياد عشيش إلى المركز الخامس، على سلم الترتيب العالمي، بعد إنجازه في بطولة روسيا 2019 في وزن 69 كغم، وبذات الترتيب لوزن 91 كغم أيضا وقف شقيقه حسين عشيش في ذات العام.
وتواصلت مسيرة آل عشيش، في ظل ابداعات المدربين محمد وشقيقه محمود، واكتشافاتهما من اللاعبين من أبناء العائلة الذهبية، فخرج من “المنجم الذهبي” كل من الواعدين حذيفة، صهيب، أوس، قيس، زيد الدين عشيش.
عائلة المتبولي
عائلة المتبولي، برزت بشكل لافت في تاريخ الملاكمة الأردنية، وقدمت الأبطال والقبضات التي تقلدت الألقاب والميداليات التاريخية، وبرز من “آل المتبولي”، بداية اللاعب فرج درويش الذي لعب في صفوف المنتخب الوطني مبكرا، وكان يبلغ 14 عاما، وقادته جرأته وقبضاته السريعة الى تحقيق حلمه بتمثيل منتخب الوطن في وزن 64 كغم، وتغلب على المنافسين في حلبات الملاكمة العربية والقارية والدولية، وسريعا ما صعد سلم الإنجازات الوطنية، حيث توج بلقب بطل العرب للشباب في دورة الألعاب في سورية، وبلغ أوج نجوميته عندما توج بذهبية العرب للرجال في الجزائر العام 2004، وتميز في صفوف المنتخب الوطني في بطولة العالم في الصين 2001، وحقق الحضور اللافت ببطولة العالم في شيكاغو 2007، وخطف الأنظار ببطولة العالم في ايطاليا 2009، وبعد سلة من الإنجازات الوطنية الكثيرة، توجه إلى ميدان التدريب، وشارك كمدرب في بطولة العالم في اذربيجان والمؤهلة الى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
فرج درويش لم يكن وحيدا على حلبات الملاكمة، فسرعان ما قدم شقيقه إيهاب صاحب القبضات السريعة والقاتلة، والذي شكل إضافة نوعية مميزة في صفوف المنتخب الوطني، وصال وجال بقبضاته التي جلبت العديد من الميداليات الملونة في مختلف المناسبات، والذي شكل ظاهرة مميزة باللعبة، حين حفر اسمه بحروف ذهبية كأول لاعب أردني يتأهل الى أولمبياد “لندن 2012″، وبقيت عائلة المتبولي، تقدم العديد من المواهب المميزة في رياضة الملاكمة، حين قدمت الأشقاء احمد وعادل ومحمد ومهدي المتبولي، وجميعهم تشرفوا بتمثيل المنتخب الوطني.
عائلة الوادي
شكلت عائلة الوادي، اسما لافتا على حلبات الملاكمة المحلية والعربية والقارية والدولية، وقدمت نجوما مميزين، وكان أول نتاجها البطل عبدالعزيز الوادي، وبرز بشكل لافت محليا وخارجيا، وسرعان ما جذب شقيقه عبدالكريم إلى حلباتها، وواصلت عائلة الوادي رفد اللعبة بالعديد من المواهب من أبناء البطل عبدالعزيز، كل من نضال، محمد، عمر، احمد وحمزة، فيما كان الأبرز من ابنائه محمد عبدالعزيز، الذي تميز بخفته وذكائه في الاجهاز على منافسيه، وتقدم بجرأة الى صفوف المنتخب الوطني الذي سجل معه انجازات وميداليات عديدة، وسطع نجمه في تصفيات آسيا المؤهلة الى أولمبياد طوكيو، التي استضافها اتحاد اللعبة في عمان، وسجل محمد عبدالعزيز حضورا لافتا، وتقلد فضية آسيا في التصفيات.
عائلة عقيلان
ترسخت جذور عائلة عقيلان في تراب رياضة الملاكمة، والتي قدمت قبضات لا تنسى، وما يزال تاريخ اللعبة يحمل اسم البطل حازم عقيلان عاليا، والذي جلب إنجازات كثيرة للعبة، وساهم في اكتشاف موهبتين فريدتين هما شقيقيه التوأم منذر ومهند عقيلان، وإن لم يعمرا بشكل مستمر مع اللعبة، الا ان انجازاتهما ما تزال عالقة في أذهان مدربي اللعبة، وشاركا في العديد من بطولات المملكة، قبل ان يتركا حلبات الملاكمة، ويتجهان الى ميدان تحكيم كرة القدم.
عائلة الكسبة
قدمت عائلة الكسبة العديد من نجوم الملاكمة الأردنية، وبدأ تاريخها مع اللعبة، بانضمام الاشقاء الأربعة خليل ومحمد وعلي وابراهيم لتدريبات الملاكمة، والذين تقدموا بسرعة الريح بفضل موهبتهم، الى صفوف المنتخب الوطني ومثلوه في عدة استحقاقات، وكانوا نقطة جذب الاحفاد إلى حلقات الملاكمة، فأفرزت العائلة عبدالجبار ومحمد وعبادة، بيد ان عبادة الكسبة كان الاميز، وشق طريقه بإنجازات مميزة، وحظي بشرف تمثيل الأردن في أولمبياد ريو 2016، وحافظ على تطور مستواه، حتى كرر الحضور اللافت بالأولمبياد، عندما خطف برونزية آسيا واقيانوسيا والمؤهلة الى أولمبياد طوكيو.
عائلة أبو خديجة
عائلة أبو خديجة، اسم لا ينسى من ذاكرة الملاكمة الأردنية، وما يزال اسم الراحل فواز ابو خديجة، يتردد بقوة في أجواء الملاكمة المحلية، والذي لحق به فيما بعد بسام أبو خديجة، وهما يشكلان أساس لعبة الملاكمة في العائلة، وحتى في مخيم البقعة، وتباعا برزت القبضة التي لا تتكرر للبطل محمد أبو خديجة، وتبعه لاحقا عبد أبو خديجة ونضال أبو خديجة، فيما بقي اسم محمد صاحب الإنجاز المميز في الدورة العربية التي اقيمت في عمان، والذي تحول الى ممارسة معشوقته في ميدان التدريب حاليا.
عائلة شباب
ما تزال اجيال الملاكمة تشير بالبنان الى عائلة شباب، تبعا لما قدمت من اسماء لافتة، فكان أكبرهم عبدالناصر الذي شارك في أولمبياد سيؤول 1988 الى جانب اللاعب عمر دبج، ونالا البطاقتين الى الأولمبياد كمنحة من الاتحاد الدولي للعبة، اما من عائلة شباب الذين برزوا على حلقات الملاكمة فكانوا ثائر ورائد ووائل ونائل ومحمود شباب، وكلاهم مارس اللعبة وحقق العديد من الانجازات المحلية والعربية.
عائلة الجريري
قدمت عائلة الجريري عبر ممثلها عمر خميس الجريري -رئيس نادي البقعة سابقا-، العديد من نجوم اللعبة على مستوى نادي اللعبة والملاكمة المحلية، حيث برز من أبناء خميس، محمد واسامة واحمد، شكلوا حضورا مميزا في حلبات الملاكمة.
عائلة سرور
المتتبع لتاريخ الملاكمة المحلية، يقف بفخر عند ذكر عائلة سرور، والتي انجبت العديد من اللاعبين المميزين يمستوياتهم وإنجازاتهم، بدءا من المتألق احمد سرور، الذي قدم اكتشافات مهمة للعبة، ومنهم شقيق ابراهيم، ومواهب مميزة من ابناءه يزن ويزيد وابن شقيقته محمد نهار الصرايرة.
عائلة المجالي
عائلة المجالي، اسم شق طريقه في تاريخ الملاكمة المحلية بتميز، وما يزال اللاعب السابق والمدرب الحالي عمر المجالي، علامة مميزة وبقعة ضوء ساطعة في حلبات الملاكمة المحلية، وفضلا عن صناعته المميزة من الأبطال، الذين سجلوا انجازات مضيئة محليا وخارجيا للعبة، قدم إثنين من ابناءه كرم ومجد، كمواهب وقبضات تحمل الكثير من الأمال للعبة، وما يزال يواصل عمله بامتيازات النجوم الذين تتلمذوا على يديه في ميدان اللعبة.
عائلة الهنداوي
حفلت عائلة الهنداوي بالعديد من الأسماء الكبيرة والمميزة في حلبات الملاكمة، والتي يعتبر عميدها البطل المعروف باسل الهنداوي، الذي مثل المنتخب الوطني في الكثير من الاستحقاقات العربية والاقليمية، وجلبت قبضاته إنجازات مميزة للعبة، ليترجل عن صهوة العطاء لاعبا، ويكمل مسيرته مع اللعبة التي احبها وأحبته مدربا، وأشرف على تدريب المنتخب الوطني في العديد من المشاركات الدولية، اخرها مساعدا للمدرب في المحطة التأهليلة الى أولمبياد طوكيو، وقدم من خلال مهمته التدريبية اكتشافات مهمة للعبة، لاسيما أبناء شقيقه عبدالله وعدي الذي برز عاليا، وتميز عدي الهنداوي مؤخرا بتأهله إلى أولمبياد طوكيو.